أحد أشهر أطباء السرطان يروي حقائق مهمة قدلاتعرفه عن هذا المرض وعلاجه

 أحد أشهر أطباء السرطان يروي حقائق مهمة قدلاتعرفه عن هذا المرض وعلاجه
الخميس ٢٥ أبريل ٢٠١٩ - ٠٣:١٢ بتوقيت غرينتش

"السرطان يعني الموت"، هكذا تراه الغالبية الساحقة من البشر، بيد أن أحد أشهر الأطباء المتخصصين في هذا المجال، رئيس مركز "سالم للسرطان" في هيوستن الأميركية، الدكتور فيليب سالم تحدّث من خلال تجربته في معالجة المرض، عن أمل قريب يتبلور يوميا، وعن ارتفاع نسب الشفاء إلى 75 % من خلال العلاج المناعي الذي غيّر جذرياً مفهوم علاج الأمراض السرطانية.

العالم - منوعات

العلاج المناعي

وفي حديث للعربية.نت أكد "أن هذا العلاج يختلف عن المعالجات الأخرى، لأنه بالأساس لا يستهدف الخلية السرطانية، بل يستهدف جهاز المناعة في الجسم فيقوّيه وبذلك يصبح جهاز المناعة قوياً وقادراً على تدمير الخلية السرطانية".

وأشار إلى "أن أمراض كثيرة كسرطانات الجلد«melanoma» والرئة والكبد والكلى والمثانة لم تكن قابلة للشفاء بواسطة العلاجات التقليدية، أصبحت اليوم أمراضاً قابلة للمعالجة والشفاء بسبب العلاج المناعي".

خطوة كبيرة للإنسانية

وأضاف "هذا العلاج فاعل. خطوة كبيرة للعلم. خطوة أكبر للإنسانية. إلا أن هذا العلاج وحده قد يكون غير كافٍ. فقد أثبتت الأبحاث العلمية أن المعالجة بواسطة المزيج من العلاج المناعي والعلاج الكيميائي لسرطان الرئة يعطي نتائج أفضل من المعالجة بواحد من هذين العلاجين. لذلك طوَّرنا في مركزنا الذي يحمل اسمي في مدينة هيوستن علاجاً جديداً هو مزيج من العلاج المناعي والعلاج الكيميائي التقليدي والعلاج المستهدف. والعلاج المستهدف هو الدواء الذي يستهدف الخلية السرطانية وحدها ولا يقتل الخلية الصحيحة. لقد أعطى هذا المزيج من العلاج نتائج مذهلة، وهذه النتائج ليست محصورة في مرض معين بل تتعداه إلى أمراض عديدة".

الإحباط يقتل

إلى ذلك، تحدّث الدكتور سالم عن شيء آخر إضافة إلى جودة العلاج، ألا وهو المثابرة بل الإصرار على المثابرة، إذ لا يجوز للمريض، بحسب تعبيره، أن يموت قبل وقته بوقوعه في حفرة الإحباط.

تجربة الطبيب الشهير التي امتدت على مدى 50 عاماً في عالم السرطان وثقها في كتاب بعنوان "(Defeating Cancer - Knowledge Alone Is Not Enough) (الانتصار على السرطان - المعرفة وحدها لا تكفي) صدر العام الماضي باللغة الإنجليزية، في العاصمة البريطانية لندن.

فبرأي الدكتور الأميركي اللبناني الأصل "أن المعرفة وحدها قد تكون كافية في علوم الفيزياء والكيمياء، لكنها بالتأكيد ليست كافية في معالجة الإنسان الذي يحتاج إلى أكثر من المعرفة. فهو يحتاج إلى المحبة والحنان والصبر والأمل، فالطبيب الذي لا يحبّ مريضه لا يُمكنه شفاءه".

إنسان وراء المرض له أهل ومحبون

وفي هذا السياق، قال "كتابي عن السرطان رسالة مزدوجة منّي إلى كل مريض في العالم وفي الوقت نفسه إلى كل طبيب يعالج الأمراض السرطانية. الرسالة تقول للطبيب "تذكَّرْ جيداً، هناك إنسان وراء المرض. إنسان له أب وأم. له إخوة وله الكثير من الأصدقاء الذين يحبونه". أما الرسالة إلى المريض فتقول: "إياك الخوف والاحباط. فالخوف عدوك اللدود. والإحباط ليس خياراً. الخيار الوحيد الذي يليق بك هو الجرأة على محاربة المرض والانتصار عليه".

مثلث القوّة

إلى ذلك، شدد على "اهمية الإصرار على المثابرةance) (persever في العلاج. فهذا الإصرار هو سر كبير من أسرار النجاح في الشفاء من السرطان". وقال "علّمتني تجربتي في عالم معالجة الامراض السرطانية ان المثابرة والمعرفة والمحبة هي مثلث القوّة للصعود الى القمة".

ولفت الى "ان الطريق إلى الشفاء التام من السرطان طويل جداً. طريق مليء بالمطبّات. كثيرون سقطوا في نصف الطريق. من هنا فان مسؤولية الطبيب المعالج ليست محصورة في إعطاء المعرفة، والمعالجة بواسطتها فقط، بل تتعدى ذلك إلى معانقة المريض بالمحبة وضخه بالأمل، وحثّه على الإصرار على المثابرة".

مسبّبات السرطان

كما تحدّث الدكتور سالم عن "أهمية المعرفة العلمية التي نستطيع من خلالها تجنّب الإصابة بالسرطان بنسبة 75 في المائة. فثلث الأمراض السرطانية لها علاقة بالتدخين، خصوصاً إذا كانت نسبة النيكوتين في السجائر مرتفعة جداً، من هنا سبب ارتفاع معدلات الاصابة بالسرطان في العالم العربي، لان نسبة النيكوتين في السجائر مرتفعة مقارنةُ بدول أخرى".

وتابع "أما الثلث الآخر فيحدث جرّاء الالتهابات المتكرّرة وإهمال مداواتها بالمضادات الحيوية. من أهم الأمثلة على ذلك، سرطان الكبد الذي يأتي نتيجة التهاب الكبد المتكرر .

طرق الوقاية

وبحسب الدكتور سالم "المرض يأتي نتيجة عاملين الأول وراثي والثاني بيئي كتلوّث الهواء الذي يُعتبر القاتل الأول للإنسان ولإصابته بالسرطان. والوقاية تكون بإجراء فحوصات سنوية. وليس من المنطقي في يومنا هذا أن تموت امرأة من سرطان الثدي. والتثقيف الصّحي يفرض نفسه هنا، كما أهمية العلم والمعرفة التي لا بد أن يتحلّى بهما الإنسان قبل الإصابة بالسرطان وبعدها، فالعلم جزء من العلاج".

قليل من الأكل وكثير من الرياضة

اما فيما يخصّ الغذاء، فقال "إلى الآن لم نعرف بعد ما هو المكوّن أو العنصر الذي قد يسبب المرض في الطّعام"، الا انه نصح بتجنّب الوجبات السريعة Fast Food لأنها تؤدي الى زيادة الوزن الذي يرفع من معدلات الاصابة بالسرطان"، وتحدّث عن "أهمية ممارسة الرياضة في شكل دوري والتخفيف من كميات الاكل".

كما شدد على "اهمية تناول الأكل المعدّ في المنزل، والتخفيف من كميات الملح والسكر في الطعام والتركيز على الفواكه والخضار كمضاد حيوي للإصابة بالسرطان".