سوريا .. خطوة على طريق استعادة الشمال الشرقي

سوريا .. خطوة على طريق استعادة الشمال الشرقي
الإثنين ٢٩ أبريل ٢٠١٩ - ٠٨:٠٦ بتوقيت غرينتش

تقدمت وحدات من الجيش السوري في جبهة الرقة الجنوبية الغربية بعمق ثلاثة كيلومترات باتجاه مواقع كانت تحت سيطرة ميليشيا «قسد» حيث امتد خط تقدم الجيش السوري من قرية «جعيدين» شرقاً مروراً بـ«هورة الجريات» حتى منطقة «شعيب الذكر» غرباً وبعمق ثلاثة كيلومترات.

العالم - قضية اليوم

وبدأت الجرافات بفتح الطرقات الميدانية وخطوط الإمداد لوحداته، التي ترابط في المواقع الجديدة، مشيرةً إلى أن فصائل «قسد» المنتشرة في المنطقة شهدت تخبطاً واضحاً، وقامت بسحب مسلحيها من نقاط قريبة لها في قرية هورة الجريات باتجاه المعبر التابع لها على طريق سلمية – الطبقة – الرقة.

فيما الوحدات المتقدمة بدأت منذ صباح السبت عمليات التدشيم ورفع السواتر وبناء التحصينات، وسط التحليق المكثف للطيران الحربي التابع لقوات «التحالف الأميركي» فوق منطقة الطبقة والريفين الغربي والجنوبي الغربي للرقة ويذكر أن عرض الجبهة التي تقدم فيها الجيش السوري يبلغ نحو 25 كلم، وتبعد عن سد الفرات الإستراتيجي نحو 16 كيلومتراً.

يأتي هذا التطور في وقت بدأ فيه الحديث عن نية واشنطن إبعاد «قسد» عن واجهة الأحداث، وميلها للاتفاق مع انقرة والانباء تشير عند الحديث عما يسمى «المنطقة الآمنة» بانها لن تتضمن وجود «قسد» فيها، وستكون بعرض 32 كلم على طول الحدود الشمالية الشرقية لسورية مع تركيا وأن مناقشات تجري بين الولايات المتحدة وتركيا بهدف تسيير دوريات مشتركة فيها فضلا عن استقدام ممن ترضى عنهم انقرة وواشنطن الى هذه المنطقة.

وفي اطار رفض قسد وممارساتها ذكرت مصادر أهلية أن بلدات وقرى بريف دير الزور الشرقي والجنوبي الشرقي شهدت خروج المئات من الأهالي بمظاهرات احتجاجية مطالبة بطرد «قسد» من مناطقهم جراء انتشار الفوضى وحالات الخطف والقتل واحتكار النفط من قبل هذه الميليشيات والشركات التي تتعامل معها لافتة إلى أن مسلحي الميليشيا جددوا اعتداءاتهم بالرصاص على الأهالي بشكل عشوائي في محاولة يائسة منهم لتفريق المتظاهرين الغاضبين واتسعت خلال الأيام الماضية رقعة الاحتجاجات الشعبية ضد «قسد» المدعومة من قوات الاحتلال الأميركية حيث امتدت إلى معظم مناطق ريف دير الزور ترافقت مع استخدام مسلحي «قسد» الرصاص الحي وبشكل عشوائي ضد المتظاهرين ما أدى إلى إصابة عدد منهم وسقوط ضحايا .

في ظل مايجري في تلك المناطق الغنية نفطيا وزراعيا لابد من التذكير بجملة من المسلمات منها ان اية توافقات على الارض لن تكون في صالح قسد وان هناك رفضا شعبيا لممارساتها وسيتصاعد وان واشنطن ستطعن قسد في الظهر كما قالوا هم سابقا، وبناء عليه لابد من تدارك ما فات من الوقت ان كان هناك وقت والخطوة الاولى تتمثل في البعد عن الاوهام ومن يروجها اذ ان الدولة السورية لن تقبل بكل ما من شانه المس بسيادتها وعلى قسد وغيرها ممن يعولون على قوى الاحتلال ان يدركوا عاجلا وليس اجلا سيعود كل شبر من الارض السورية بكل الوسائل التي تراها دمشق مناسبة في حينه.

محمود غریب - العالم