ما هي دلالات تسمية مسيرات العودة بـ ’الجولان عربية سورية’؟

ما هي دلالات تسمية مسيرات العودة بـ ’الجولان عربية سورية’؟
الجمعة ٠٣ مايو ٢٠١٩ - ٠٩:٢٩ بتوقيت غرينتش

اعلنت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة في غزة تسمية مسيرات هذه الجمعة بمسيرات ’الجولان عربية سورية’ حيث تحمل في طياتها مجموعة من الدلالات.

العالم - تقارير

وخرج الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، خلال مؤتمر صحافي مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في شهر آذار/مارس الماضي ليعلن رسمياً بما اعتبره "السيادة الإسرائيلية" على مرتفعات الجولان السورية المحتلة .

وبحسب القانون الدولي، فإن مرتفعات الجولان أرض سورية احتلتها ’إسرائيل" بالقوة العسكرية في الخامس من يونيو/حزيران 1967 وترفض الانسحاب منها رغم قراري مجلس الأمن الدولي 242 و338، اللذين يطالبان الاحتلال بالانسحاب منها.

وفي 14 ديسمبر/ كانون الأول 1981، أعلن الاحتلال "ضم الجولان" من خلال قانون تبناه الكنيست تحت اسم "قانون الجولان" ويعني "فرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على الهضبة السورية المحتلة.

وأشعلت تصريحات ترامب حول مرتفعات الجولان السوري المحتل منذ العام 1967 موجة من ردود الفعل المنددة والمحذرة عربيا واسلاميا وعالميا .

وفي اول رد على قرار ترامب بشان الجولان السوري المحتل، وصفت وزارة الخارجية السورية في بيان هذا القرار بأنه "اعتداء صارخ على سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية".

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية "سانا" عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية قوله إن "ترامب لا يملك الحق والأهلية القانونية لتشريع الاحتلال واغتصاب أراضي الغير بالقوة".

وأضاف "هذه السياسة العدوانية الأمريكية تجعل من المنطقة والعالم عرضة لكل الأخطار وتكرس نهجا في العلاقات الدولية تجعل السلم والاستقرار والأمن في العالم في مهب الريح".

كما قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال إن اعتراف الولايات المتحدة بالسيادة الإسرائيلية على هضبة الجولان "لن يؤثر إلا على عزلة أمريكا".

وأضاف المعلم "مهما مرت السنوات لن يغير ذلك شيئا من حقيقة أن الجولان أرض سورية محتلة".

ومن جانبه خرج مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري ليؤكد ادانه الحكومة السورية لتصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب غير المسؤول حول الجولان السوري المحتل.

وقال الجعفري إن تصريحات ترامب حول الجولان السوري المحتل لن تغير من حقيقة أن الجولان كان وسيبقى عربيا سوريا، مضيفا أن الإدارة الأمريكية لا تملك أي حق أو ولاية في أن تقرر مصير الجولان السوري المحتل.

وطالب الجعفري الأمم المتحدة ومجلس الأمن بإدانة تصريحات ترامب واتخاذ خطوات فعلية للحفاظ على مبادئ الأمم المتحدة والقرارات الدولية، مؤكدا أن أي اعتراف أو إجراء من الولايات المتحدة الأمريكية حول الجولان السوري المحتل عمل غير شرعي ولا قيمة له.

وعلقت جامعة الدول العربية الجمعة، على قرار ترامب بشان الجولان السوري المحتل حيث قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن "أي اعتراف أمريكي بسيادة إسرائيل على الجولان، سيمثل ردة خطيرة في موقف الولايات المتحدة من الصراع العربي الإسرائيلي"،

وأكد أبو الغيط أن "الجامعة العربية تقف بالكامل وراء الحق السوري في أرضه المحتلة، ولدينا موقف واضح مبني على قرارات في هذا الشأن، وهو موقف لا يتأثر إطلاقا بالموقف من الأزمة السورية".

وقال أبو الغيط، إن هذا الاعتراف "إن حصل لا ينشئ حقوقا أو يرتب التزامات، ويعد غير ذي حيثية قانونية من أي نوع"، داعيا الولايات المتحدة إلى العودة عن هذا النهج، ومراجعة هذا الموقف الخاطئ.

وجاء قرار ترامب بشان الجولان السوري المحتل بعد ما اعتبر مدينة القدس المحتلة عاصمه لكيان الاحتلال الاسرائيلي في خطوة معارضة مع القوانين والقرارات الدوليه.

كما اعلن الرئيس الاميركي عن نقل السفارة الاميركية من تل ابيب الي مدينة القدس المحتلة منتهها بذلك حقوق الشعب الفلسطيني.

واثار هذا القرار موجة من التنديد الدولي خاصة من قبل الدول العربية والاسلامية حيث اعتبرته هذا الدول قرارا باطلا.

ويتابع ترامب ايضا مشروعه لتصفية القضية الفلسطينية المسماة بـ’صفقة القرن’ حيث يشكل مشروعا خطير بالنسبة لحقوق الشعب الفلسطيني خاصة حق العودة.

وادان جميع الفصائل وابناء الشعب الفلسطيني من مختلف التوجهات قرار الادارة الاميركية حول القدس المحتلة وكذلك مشروعها لتصفية القضية الفلسطينية.

وفي ظل الموامرات التي تحاكي ضد الشعبين السوري والفلسطيني ومحور المقاومة من قبل ادارة ترامب وكيان الاحتلال وحلفائهما في المنطقة فانه لايوجد سبيل الا تعزيز الوحدة بين مكونات محور المقاومة والتضامن والتلاحم بينها لمواجهة هذه الموامرات والتحديات.

ولقد ادركت محور المقاومة بان رمز انتصاراتها الكبيرة التي حققهاتها لحد الان في المنطقة في مواجهة مشروع الهيمنة الاميركية الصهيونية يتمثل في تعزيز الانسجام بين مكوناتها والتحرك ككتلة صلبة واحدة لتجاوز التحديات الكبيرة.

ومن هنا جاءت تسمية مسيرات العودة لهذه الجمعة بـ’ الجولان عربية سورية’ لتجسد هذا التلاحم والتضامن بين ابناء محور المقاومة وتظهر بان هذا المحور يدافع عن مكوناته ككتلة واحدة مهما بلغت التضحيات والاثمان.

وقالت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة "نحن نؤكد مواصلة مسيرات العودة وتمسكنا بها كأداة نضالية، وتمسكنا بثوابتنا وحقوقنا المشروعة وعلى رأسها حق العودة الذي لا تنازل عنه".

وأكدت الهيئة أن القرار الأمريكي حول الجولان السوري المحتل يأتي في إطار "العدوان الأمريكي الصهيوني على الأمة العربية ومقدراتها وسيادة أراضيها وحرية شعوبها واستكمالا للمشروع الصهيوني البغيض".

وبينت أن "الهجمة الصهيوأمريكية تشتد على الأرض العربية فيما تهدف كل السياسات الأمريكية التي تقوم على أساس قانون القوة والبلطجة للسطو على مقدرات الأمة العربية والإسلامية".

كما قال الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم إن فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار على حدود غزة اليوم الجمعة تحت عنوان "الجولان عربية سورية" تعتبر تأكيدا على حضور القضايا القومية العربية في الوجدان والفعل الفلسطيني.

وأضاف في سلسلة تغريدات له، أن مسيرات" الجولان عربية سورية" تؤكد على "المصير المشترك لأمتنا العربية المجيدة، وأن تحرير الأرض العربية يتطلب توحيد جهود الأمة على عدونا المركزي المتمثل بالكيان الصهيوني، وإنهاء الخلافات البينية، التي لا تخدم إلا الاحتلال".

وأكد أن مسيرات العودة شكلت حائط صد حقيقي أمام صفقة القرن التي كانت القرار الأمريكي بخصوص الجولان أحد فصولها، فاستمرار المسيرات واسنادها عربياً، هي الصخرة التي ستتحطم عليها كل مشاريع تصفية الحقوق العربية.