معركة ادلب ... لاتراجع ولا استسلام

معركة ادلب ... لاتراجع ولا استسلام
السبت ٠٤ مايو ٢٠١٩ - ٠٤:٤٣ بتوقيت غرينتش

لحظات فارقة في عمر معركة التحرير السورية الجديدة ضد المجموعات الارهابية بدات بارسال الجيش السوري المزيد من التعزيزات العسكرية باتجاه ريف محافظة إدلب الجنوبي وريف حماة الشمالي، لشن عملية عسكرية تحت غطاء جوي روسي.

العالم - تقارير

المعركة التي يحضر لها الجيش السوري للقضاء على المجموعات الارهابية كانت احد الملفات التي تم مناقشتها خلال مباحثات استانا. وذلك في ظل تاكيد روسي مستمر ان اتفاق سوتشي مؤقت وانه لا يمكن ان تتحول ادلب الى بؤرة للارهاب.

هذا وكشف الخبير العسكري هيثم حسون في حوار خاص لقناة العالم ان العملية التي يتم التحضير لها في سوريا الان هي اكثر من معركة فهي عملية عسكرية كبرى في الشمال السوري والشمال الغربي وهي معركة ستشمل كامل المنطقة المحتلة من المجموعات الارهابية وايضا تركيا بما فيها منطقة عفرين لانها ستشمل كل المناطق التي تسيطر عليها جبهة النصرة الارهابية.

وقال حسون ان هذه العملية ستبدا بمعارك على الخطوط الخارجية لدفاعات المجموعات الارهابية من ثم تنتقل الى داخل محافظة ادلب بعد ان يتم تحرير ارياف حلب الغربي والجنوب الغربي وارياف حماه الشمالية وريف اللاذقية الشرقي ومن بعد ذلك يتم التوغل الى داخل محافظة ادلب للوصول الى مدينة ادلب. مشددا على ان الهدف الاساسي من هذه العملية هو تحرير كامل المنطقة سواء كان تحت السيطرة المباشرة لجبهة النصرة الارهابية او للمجموعات الارهابية التي تحتل منطقة عفرين مما يسمى بـ"الجيش الوطني" وغيرها من التنظيمات الارهابية.

سوريا ومن خلال نائب وزير خارجيتها اكدت انها ستستخدم كل السبل لاستعادة أراضيها المحتلة.

حيث قال فيصل المقداد إن "على تركيا أن تفهم أن دعمها للإرهاب واحتلالها للأراضي السورية لن يجلب لها السلام والأمن والاطمئنان"، وتابع "نحن نعمل من أجل تحرير أرضنا بكل ما لدينا من قوة وسيرى العدو والصديق أن سوريا قادرة على تحقيق هذا الهدف".

الى ذلك كثفت الطائرات الحربية السورية والروسية ضرباتها الجوية على مناطق سيطرة الجماعات الارهابية في ريف حماة ومحافظة ادلب، فيما تتواصل تحشيد قواتها على حدود مناطق سيطرة المسلحين في الشمال السوري .

وذكر مراسل موقع قناة الجديد أن قوات الجيش السوري انتقلت إلى المرحلة الثانية من العملية عن طريق التمهيد المدفعي لتقدم القوات، موضحاً أن العملية تنفذها قوات العميد السوري المعروف سهيل الحسن المشهور بلقب النمر.

وأشار المراسل إلى أن عمليات التمهيد الجوي والمدفعي تشمل كافة مناطق ريف حماة الشمالي والشمالي الغربي، في حين من المتوقع أن يتقدم الجيش السوري على محور اللطمانة وكفرزيتا وصولاً إلى قلعة المضيق بهدف تأمين وحماية محردة وسلحب وسقيلبية التي شهدت اعتداءات متكررة في الفترة الماضية.

اما عن رد الفعل الخارجي عن هذه العملية العسكرية فقد دعا الاتحاد الأوروبي كلا من روسيا وتركيا لتنفيذ التزاماتها بشأن منطقة خفض التصعيد في إدلب.

وجاء في بيان صدر، امس الجمعة، عن المتحدث الرسمي باسم الهيئة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي، أن "الأطراف الضامنة لأستانا تعهدت، بموجب اتفاق سوتشي في سبتمبر الماضي، بالإبقاء على منطقة خفض التصعيد في إدلب". وزعم البيان ان: "هذا الاتفاق يجب احترامه، لأن التصعيد العسكري في إدلب يعرض حياة أكثر من ثلاثة ملايين مدني في المنطقة للخطر، وهو سيؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية وسيزيد من خطورة مواصلة زعزعة الاستقرار في سوريا وفي المنطقة".

لكن مثل تلك البيانات والتحركات المستمرة للغرب عن طريق تصريحاتهم او عن طريق ايديهم في سوريا كما كشفت الخارجية الروسية بان الولايات المتحدة تتبع بالتعاون مع حلفائها أسلوبا ممنهجا نحو تحقيق حل للأزمة السورية، يهدف استثنائيا إلى ضمان وجود طويل الأمد لها في سوريا، لن يجدي اي نفع في ظل الاصرار السوري على تحرير كل شبر من اراضية وكل محاولات عرقلة تلك العملية لن تشكف سوى عن دعم الغرب للارهابيين وحرصهم على ابقاء الازمة السورية قائمة.