الغارات الاسرائيلية مستمرة والمقاومة تدرس التصعيد

الغارات الاسرائيلية مستمرة والمقاومة تدرس التصعيد
الأحد ٠٥ مايو ٢٠١٩ - ١٠:١٣ بتوقيت غرينتش

كيان الاحتلال يواصل عدوانه على قطاع غزة والمقاومة الفلسطينية تواصل تصديها الباسل للعدوان عبر قصف المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية بعشرات القذائف الصاروخية، ما تسبب بمقتل مستوطن وإصابة 41 آخرين. وأجمعت فصائل المقاومة على حق الرد على العدوان الاسرئيلي وتوسيع مدى القصف خلال الساعات القادمة في حال استمر العدوان على القطاع.

العالم - تقارير

يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عبر قصف متواصل بالمدفعية وعبر الطيران الحربي للمباني السكنية ومواقع المقاومة وأراضي المواطنين.

ووفق آخر تحديث لوزارة الصحة الفلسطينية فإن العدوان خلف 11 شهيدا منهم رضعية وأم حامل وجنينها، و65 إصابة بجراح مختلفة، في حين أعلنت الوزارة جهوزيتها للتعامل مع المستجدات الميدانية.

كما دمرت طائرات الاحتلال سبعة مبان سكنية في مناطق متفرقة من القطاع، في حين أعلنت وزارة الصحة بالقطاع إصابة أكثر من أربعين فلسطينيا بجراح مختلفة، بينهم من وصفت حاله بالخطيرة.

وفي أحدث التطورات، استشهد فلسطينيان اثنان وأصيب آخرون بجراح مختلفة جراء قيام طائرة استطلاع إسرائيلية باستهدافهم بعدد من الصواريخ في مخيم البريج وسط قطاع غزة.

في المقابل، قتل مستوطن إسرائيلي في مدينة عسقلان بعد تعرضها لرشقات صاروخية ثقيلة أطلقت من قطاع غزة، وقالت مواقع عبرية إن المستوطن الذي يبلغ من العمر 60 عاماً أصيب بجراح حرجة نُقل على إثرها إلى مستشفى برزلاي في المدينة، وأعلن عن وفاته لدى وصوله المشفى.

في سياق متصل، هاجم عدد من المستوطنين المتطرفين بعد منتصف الليل مدرسة عوريف جنوب نابلس.

وقال "غسان دغلس" مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة ان مستوطنين من مستوطنة “ايتسهار” هاجموا مدرسة عوريف الواقعة بالمنطقة الشرقية بالحجارة وحطموا زجاج عدد من الغرف الصفية في المدرسة ولاذوا بالفرار.

وأطلقت المقاومة ردا على العدوان الصهيوني، وابل من الصواريخ تجاه المستوطنات، ووسعت رقعة قصفها حتى وصلت إلى كريات جات وكريات ملاخي على بعد 40 كيلو مترا من غزة. ما أدى الى فتح "إسرائيل" الملاجي في غالبية مناطق غلاف غزة.

فصائل المقاومة تدرس توسيع دائرة الرد

أعلنت فصائل المقاومة الفلسطينية، أنها تدرس توسيع مدى القصف الى ما بعد 40 كلم خلال الساعات القادمة اذا استمر العدوان الاسرائيلي على القطاع.

كما أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة في قطاع غزة، أنها وجهت ضربة صاروخية كبيرة لمدينة عسقلان المحتلة تشمل إطلاق 50 صاروخا ردا على جرائم الاحتلال وتماديه في استهداف البيوت الآمنة. وصرَّحت الغرفة المشتركة أنه نظرًا لإصرار العدو على استهداف البيوت الآمنة فإن المقاومة قررت الرد على جرائم الاحتلال بشكل غير مسبوق”.

من جانبه قال قائد كبير في سرايا القدس -الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي- إن المقاومة جاهزة لتوسيع مدى دائرة النار كمّا ونوعا.

وأوضح القيادي في بيان أن المقاومة استهدفت المدن الإسرائيلية بصواريخ جديدة ذات قوة تدميرية كبيرة، مضيفا أن جيش الاحتلال يتكتم على أماكن وفعالية الصواريخ التي سقطت في عسقلان وغيرِها من المدن والبلدات الإسرائيلية.

فشل القبة الحديدية

وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، ولحد الان، بأن أكثر من 450 صاروخا أطلق من غزة منذ أمس وحتى صباح اليوم. (تم اعتراض 150 منها فقط). التي سبّبت أضراراً بالغة في مستوطنات "غلاف غزة".

ونقلا عن مصادر في المقاومة الفلسطينية، فإنها استهدفت بالصواريخ قاعدة "حتسريم" الجوية ومطار "نيفاتيم" العسكري القريبَين من مدينة بئر السبع.

وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية على موقعها الإلكتروني إلى أن إسرائيل فتحت الملاجئ في غالبية مناطق محيط غزة، موضحة أن صافرات الإنذار وصلت منطقة الخضيرة (تبعد 110 كلم عن قطاع غزة).

اجتماع الكابينت لمعالجة الوضع

بحسب وسائل إعلام إسرائيلية، سيجتمع الكابينت الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية، ظهر اليوم الأحد، لمناقشة التصعيد في قطاع غزة، بعد دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت) إلى اجتماع طارئ اليوم.

وقال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس إن "إسرائيل" مستعدة لخوض المعركة حتى لو كانت في ذكرى قيامها التي ستحل قريبا، بينما قال وزير البناء والإسكان يؤاف جالانت إن الوضع ليس واضحا وقد يؤدي التصعيد إلى معركة شاملة.

واشنطن تؤكد دعمها لـ "اسرائيل"

من جهتها، دانت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس السبت، إطلاق صواريخ من قطاع غزة باتجاه "إسرائيل"، مؤكدة وقوفها إلى جانب "إسرائيل" وتأييدها لما سمته "حقها في الدفاع عن نفسها"، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية.

وقالت الوزارة إن "الولايات المتحدة تدين بشدة استمرار الهجمات الصاروخية التي تشنها حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني من غزة على المدنيين الأبرياء" في "إسرائيل" حسب تعبيرها.

ويرى المحللون أن رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الذي يتولى حقيبة الأمن أيضا، ومعه قيادة الجيش، يحاول خداع الرأي العام، بالإعلان عن أن التهدئة في غزة ليست مطروحة، وأن نتنياهو أوعز للجيش بتوجيه ضربات شديدة ضد الفصائل. إذ ترجح المعطيات والوقائع أن جولة القتال الحالية تتجه نحو التهدئة، ورغم أن البعض يتوقع استمرارها عدة أيام، إلا أنه يصعب رؤية الكيان الإسرائيلي يحتفل بذكرى تأسيس دولة الاحتلال واغتصاب فلسطين، يوم الخميس المقبل، فيما يستمر تساقط القذائف الصاروخية على المدن والمستوطنات الإسرائيلية، وربما يتسع مداها إلى مدن كبرى مثل بئر السبع، أو حتى إلى مشارف تل أبيب. ويبدو أن نتنياهو يريد الوصول إلى مهرجان الأغنية الأوروبية، يوروفيجن، فيما حل الهدوء في المنطقة، وعدم تشوش برامج هذا المهرجان، كي تبدو "إسرائيل" أنها دولة عادية وآمنة أمام الرأي العام العالمي.

ويبدو أن مطالب حماس والجهاد الإسلامي من أجل التوصل إلى وقف إطلاق نار واضحة، بينما تحاول "إسرائيل" التراجع عن تعهداتها، كي لا يتعرض نتنياهو إلى المزيد من الانتقادات الداخلية، في وقت يشكل فيه حكومته الجديدة، ولذلك هو يحاول الآن يناور من خلال التهديد بشن عدوان واسع ضد قطاع غزة، مع علمه أن الفصائل لن توقف نيرانها من دون تحقيق مكسب، وأنه عندما يوافق على تطبيق تعهداته، في أي وقت، فإن النيران ستُخمد وجولة القتال ستنتهي على الفور، مثلما حدث في الجولات السابقة.