النزيف الليبي وخفايا 'الصراع' الذي تدعمه الامارات

النزيف الليبي وخفايا 'الصراع' الذي تدعمه الامارات
الإثنين ٠٦ مايو ٢٠١٩ - ٠٩:٣٣ بتوقيت غرينتش

بشكل قاطع اعلن اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر رفضه الهدنة التي اعلنتها الامم المتحدة لوقف الحرب في ليبيا.

العالم - ليبيا - تقارير

وفي الوقت الذي حث فيه اللواء حفتر قواته المسلحة على خوض المعارك في سبيل تحقيق السيطرة على العاصمة طرابلس دعاهم ايضا الى تلقين اعدائهم الدرس.

وفي رد غير مباشر على الدعوة الاممية لوقف الحرب في شهر رمضان المبارك اعتبر انه احد الشهور المقدسة لدى المسلمين وعدم جواز الحرب فيه، فقد اعتبر اللواء حفتر الحرب في شهر رمضان بانها جهاد.

وجاءت تصريحات حفتر بعد ساعات من دعوة الأمم المتحدة إلى هدنة إنسانية لمدة أسبوع، بعد شهر من القتال للسيطرة على العاصمة، الذي أدى إلى نزوح 50 ألف شخص.

حفتر مصمم على التقدم والسيطرة على طرابلس

وقال حفتر خلال تسجيل صوتي بثه المتحدث باسم قواته، إن رمضان لم يكن سببا لوقف المعارك السابقة عندما سيطر على مدينتي بنغازي ودرنة بشرق البلاد.

وأضاف: "أيها الضباط والجنود المقاتلون في قواتنا المسلحة والقوات المساندة، أحييكم في هذه الأيام المجيدة، وأشد على أيديكم وقوة عزيمتكم لتلقنوا العدو درسا أعظم وأكبر من الدروس السابقة بقوة وثبات كما عرفناكم دائما حتى يتم اجتثاثه من أرضنا الحبيبة.. فكونوا أيها الأبطال الأشاوس رجالا بواسل في الموعد أشداء على عدوكم، مع الالتزام والمحافظة على أرواح المدنيين وممتلكاتهم".

وكانت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، قد دعت في بيان أصدرته في وقت سابق، الطرفين المتحاربين إلى هدنة، تبدأ صباح الاثنين الساعة بالتوقيت المحلي بالتزامن مع حلول شهر رمضان المبارك في ليبيا

وقالت البعثة في البيان، إنها تدعو "كل الأطراف المنخرطة في القتال، عملا بروح المناسبة كما في اتفاقية حقوق الإنسان، لهدنة إنسانية مدتها أسبوع تبدأ في الرابعة من صباح الأول من رمضان الموافق السادس من مايو الجاري، وتكون قابلة للتمديد، تتعهد كل الأطراف خلالها بوقف العمليات العسكرية بمختلف أنواعها من استطلاع وقصف وقنص واستقدام تعزيزات جديدة لساحة القتال".

بعثة الامم المتحدة تحث على وقف الحرب في ليبيا

وأضافت: "تدعو البعثة كل الأطراف للسماح بإيصال المعونات الإنسانية لمن يحتاجها، وبحرية الحركة للمدنيين خلال هذه الهدنة، كما تدعوها للبدء بتبادل الأسرى والجثامين، وهي على أتم الاستعداد لتوفير الدعم اللازم لذلك".

وبعد مايقارب الشهر من اطلاق اللواء خليفة حفتر هجوما على العاصمة الليبية طرابلس، لم يتمكن أي طرف من الأطراف المتنازعة من تحقيق مكاسب ميدانية أو تقدم على الأرض.

لكن المعارك بين قوات حفتر والقوات الموالية لـ"حكومة الوفاق" المعترف بها دوليا أدت إلى وقوع مئات القتلى وآلاف الجرحى، فضلا عن نزوح آلاف آخرين.

فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية، ارتفاع حصيلة ضحايا المواجهات المسلحة التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس، منذ شهر، إلى 432 شخصا منذ اندلاع معارك طرابلس وجرح 2069.

ومنذ 4 أبريل/نيسان الماضي، تشن قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، هجوما للسيطرة على طرابلس مقر حكومة "الوفاق الوطني"، المعترف بها دوليا، في خطوة أثارت رفضًا واستنكارًا دوليين، كونها وجهت ضربة لجهود الأمم المتحدة لمعالجة النزاع، في البلد الغني بالنفط.

الامارات تقحم ليبيا في الصراعات الدولية

في هذه الاثناء اعلن مصدر دبلوماسي إماراتي لشبكة "سي إن إن" الأمريكية : إن الصراع الدائر في محيط العاصمة بين قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير خليفة حفتر، هي "لإنهاء النفوذ القطري والتركي في المنطقة وووقف دعمهما للمليشيات التي تقودها جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة"، على حد تعبيره.

ونقلت الشبكة الأمريكية عن مصدر إقليمي تأكيده أن السعودية والإمارات قدّمتا إلى حملة حفتر للسيطرة على طرابلس نحو 200 مليون دولار.

وكانت حكومة الوفاق بطرابلس برئاسة فايز السراج قد اتهمت الإمارات بدعم قوات حفتر عسكريا وبانتهاك حظر التسليح الدولي، لا سيما بعد ورود تقارير عن شن طائرات مسيرة إماراتية غارات ليلية على العاصمة الليبية طرابلس.

وفي الوقت الذي يعلن فيه كل طرف تقدمه وسيطرته على مناطق جديدة كان الاجدر بالقوى المتصارعة في البلاد ان يكون جل اهتمامها هو تحقيق الامن والسلم في المنطقة من خلال نفيذ الهدنة حتى تكون مقدمة لتحقيق السلام في ليبيا.

محمد طاهر