كيف يمكن إفشال صفقة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية ؟

كيف يمكن إفشال صفقة ترامب لتصفية القضية الفلسطينية ؟
الثلاثاء ٠٧ مايو ٢٠١٩ - ٠٣:٢٩ بتوقيت غرينتش

نشرت وسائل إعلام إسرائيلية بنودا، قالت إنها من الصفقة المعروفة إعلاميا بـ"صفقة ترامب"، والتي تبنتها الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب لتصفية القضية الفلسطينية. هذا بينما انتقدت صحف عربية، بنسختيها الورقية والإلكترونية، تصريحات جاريد كوشنر المستشار السياسي للرئيس الامريكي دونالد ترامب الأخيرة بشأن ما يعرف بــ"صفقة القرن".

العالم - تقارير

وقد صرح كوشنر الخميس، الثاني من مايو/ ايار الجاري، خلال ندوة لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى أن "صفقة القرن" قد تخلو من "حل الدولتين"، كما ستكون القدس "عاصمة إسرائيل الأبدية".

ويعرف عن تلك الصفقة أنها تسعى للوصول إلى "حل نهائي" للصراع العربي الإسرائيلي. وصرح كوشنر في وقت سابق أنه سيتم الكشف عن تفاصيل الصفقة في شهر يونيو/ حزيران، بعد شهر رمضان.

وقد حظيت تصريحات كوشنر باهتمام كبير في مقالات الرأي وافتتاحيات بعض الصحف العربية، إذ حذر بعض الكتاب فيها من أن الصفقة ستقوض الحقوق الفلسطينية، بينما دعا آخرون إلى وحدة الصف الفلسطيني والعربي لمواجهة السيناريوهات المقبلة.

فالفلسطينيون سيكونون في حالة مواجهة كبرى مع "صفقة ترامب" التي لا يوجد أمامها سوى الفشل، الشرعية الفلسطينية جعلت إسقاط هذه الصفقة على رأس أولوية الفلسطينيين الوطنية لأن العقل السياسي الأمريكي الإسرائيلي الذي نتجت عنه هذه الصفقة هو عقل عنصري واستعماري، تعامل مع الفلسطينيين كما لو أنه غير موجود إطلاقاً وانه مجرد فرضية ليس إلا".

ومن الواضح أن السياسة الأمريكية في المنطقة متخبطة لأنها تحاول فرض حل أحادي الجانب على حساب الحقوق الفلسطينية، كما أن هرولة بعض الدول العربية نحو التطبيع، لا يمنح أي شرعية لهذه الصفقة التي تعني تصفية القضية الفلسطينية.

كما أن صفقة القرن والإجراءات العدوانية الإسرائيلية المتوقعة على هامش الصفقة مثل ضم المستوطنات وجزء كبير من مناطق "ج" هي وصفة لإشعال فتيل الانتفاضة الثالثة...، وستدفع المنطقة كلها نحو المواجهة وربما الحرب، ولن يعاني الشعب الفلسطيني وحده، لأن الإسرائيليين سيعانون أيضاً إذا لم يتحركوا لوقف هذه الصفقة.

ومن الواضح ان نشير الى ان رسائل ترامب سواء عبر مبعوثه إلى المنطقة جايسون غرينبلات أو صهره جاريد كوشنر، لا تترك مجالاً للشك بأن ما يحاك وما يُخطط له هو ببساطة تصفية القضية الفلسطينية، لكن هذه المرة عبر السعي لنيل شرعية ودعم عربيين لهذه التصفية، ووسط تهديدات وضغوط على دولة عربية هي الأردن.

ويكمن الحل في إمكانية إفشال مخططات الإدارة الأمريكية بالنسبة للقضية الفلسطينية، وذلك من خلال توحيد الجهود، واتخاذ القرارات والخطوات العملية، وتعزيز مقاومة وصمود الشعب الفلسطيني، ودعم خياراتها وقراراتها لمواجهة الاحتلال والإدارة الأمريكية.

ومن التعقيدات الكبرى لصفقة القرن غياب أي شريك فلسطيني يمكن أن يوقع على وثيقة الاستسلام الختامية للقضية الفلسطينية. ووفقا لمصلحة تصورات أمريكية -إسرائيلية، تريد تمرير تسوية بالقوة والعنفوان والجبروت وسلام القوة والاذعان، واختلال بتوازنات العلاقات الاستراتيجية بين أطراف الصراع الاقدم على الكرة الارضية.

ويعتبر العرب هم الحلقة الأضعف في كل صراعات والأزمات. ولولا أن العرب ضعاف لما جاء إعلان القدس عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي بهذه الطريقة الفجة والاستعلائية والفوقية، دون أدنى احترام للقانون الدولي والمرجعيات الدولية. ولربما ما زاد الطين بلة إعلان ترامب ضم الجولان الى كيان الاحتلال، بذات العنجهية والعقلية الاستقوائية.

من جهة اخرى نشرت وسائل إعلام إسرائيلية بنودا، قالت إنها من الصفقة المعروفة إعلاميا بـ"صفقة ترامب"، والتي تبنتها الإدارة الأمريكية بقيادة دونالد ترامب لتصفية القضية الفلسطينية.

وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، إن الوثيقة بدأت بعبارة "هذه هي بنود صفقة العصر المقترحة من الإدارة الأمريكية".

فيما يلي النقاط الرئيسية في الاتفاقية، بحسب الصحيفة:

يتم توقيع اتفاق ثلاثي بين الكيان الاسرائيلي ومنظمة التحرير وحماس وتقام دولة فلسطينية يطلق عليها "فلسطين الجديدة" على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة من دون المستوطنات اليهودية القائمة.

الكتل الاستيطانية كما هي تبقى بيد "إسرائيل" وستنضم إليها المستوطنات المعزولة وتمتد مساحة الكتل الاستيطانية لتصل إلى المستوطنات المعزولة.

بالنسبة للقدس، فلن يتم تقسيمها وستكون مشتركة بين "إسرائيل" وفلسطين الجديدة، وينقل السكان العرب ليصبحوا سكانا في فلسطين الجديدة، بلدية القدس تكون شاملة ومسؤولة عن جميع أراضي القدس باستثناء التعليم الذي تتولاه فلسطين الجديدة، وفلسطين الجديدة هي التي ستدفع لبلدية القدس اليهودية ضريبة الأرنونا والمياه.

كما أنه لن يسمح لليهود بشراء المنازل العربية، ولن يسمح للعرب بشراء المنازل اليهودية. لن يتم ضم مناطق إضافية إلى القدس. ستبقى الأماكن المقدسة كما هي اليوم.

وحول قطاغ عزة، ستقوم مصر بمنح أراض جديدة لفلسطين لغرض إقامة مطار ومصانع وللتبادل التجاري والزراعة، دون السماح بالسكن فيها.

حجم الأراضي وثمنها يكون متفقا عليه بين الأطراف بواسطة الدول المؤيدة، ويأتي تعريف الدول المؤيدة لاحقا/ ويشق طريق أوتستراد بين غزة والضفة الغربية ويسمح بإقامة ناقل للمياه المعالجة تحت أراض بين غزة وبين الضفة.

والدول التي وافقت أن تساعد في تنفيذ الاتفاق ورعايته اقتصاديا وهي (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية في الخليج الفارسي.

وتم رضد مبلغ 30 مليار دولار على مدى خمس سنوات لمشاريع تخص فلسطين الجديدة. (ثمن ضم المستوطنات لـ"إسرائيل" وبينها المستوطنات المعزولة تتكفل بها "إسرائيل").

الولايات المتحدة الأمريكية 20٪، الاتحاد الأوروبي 10٪، دول الخليج (الفارسي) المنتجة للنفط 70٪، وتتوزع النسب بين الدول العربية حسب إمكانياتها النفطية (وتفسير تحميل دول النفط غالبية تكلفة المشروع أنها هي الرابح الأكبر من الاتفاق).

اما بالنسبة للجيش الفلسطيني، فيمنع على فلسطين الجديدة أن يكون لها جيش والسلاح الوحيد المسموح به هو سلاح الشرطة.

وسيتم توقيع اتفاق بين "إسرائيل" وفلسطين الجديدة على أن تتولى "إسرائيل" الدفاع عن فلسطين الجديدة من أي عدوان خارجي، بشرط أن تدفع فلسطين الجديدة لإسرائيل ثمن دفاع هذه الحماية ويتم التفاوض بين "إسرائيل" والدول العربية على قيمة ما سيدفعه العرب "للجيش الإسرائيلي" ثمنا للحماية.

ويجب على حماس ان تفكك جميع أسلحتها، وتسليحها ويشمل ذلك السلاح الفردي والشخصي لقادة حماس ويتم تسليمه للمصريين، ويأخذ رجال حماس بدلا عن ذلك رواتب شهرية من الدول العربية.

وتفتح حدود قطاع غزة للتجارة العالمية من خلال المعابر الإسرائيلية والمصرية وكذلك يفتح سوق غزة مع الضفة الغربية، وكذلك عن طريق البحر.

وبعد عام من الاتفاق تقام انتخابات ديمقراطية لحكومة فلسطين الجديدة وسيكون بإمكان كل مواطن فلسطيني الترشح للانتخابات، وبعد مرور عام على الانتخابات يطلق سراح جميع الأسرى تدريجيا لمدة ثلاث سنوات.

في غضون خمس سنوات، سيتم إنشاء ميناء بحري ومطار لفلسطين الجديدة وحتى ذلك الحين يستخدم الفلسطينيون مطارات وموانئ "إسرائيل".

الحدود بين فلسطين الجديدة و"إسرائيل" تبقى مفتوحة أمام مرور المواطنين والبضائع كما هو الحال مع الدول الصديقة.

وسيقام جسر معلق يرتفع عن سطح الأرض 30 مترا ويربط بين غزة والضفة وتوكل المهمة لشركة من الصين وتشارك في تكلفته الصين 50%، اليابان 10%، كوريا الجنوبية 10%، أستراليا 10%، كندا 10%. أمريكا والاتحاد الأوروبي مع بعضهما 10%.

وسيظل وادي الأردن في أيدي "إسرائيل" كما هو اليوم، وسيتحول الطريق 90 إلى طريق من أربعة مسارات، و"إسرائيل" تشرف على شقه، منها مسلكان يكونان للفلسطينيين ويربطان فلسطين الجديدة مع الأردن ويكون الطريق تحت إشرافهم.

في حال رفضت حماس ومنظمة التحرير الصفقة، فإن الولايات المتحدة سوف تلغي كل دعمها المالي للفلسطينيين وتعمل جاهدة لمنع أي دولة أخرى من مساعدة الفلسطينيين.

إذا وافقت منظمة التحرير الفلسطينية على شروط هذا الاتفاق ولم توافق حماس أو الجهاد الإسلامي، يتحمل التنظيمان المسؤولية وفي أي مواجهة عسكرية بين "إسرائيل" وحماس، ستدعم الولايات المتحدة "إسرائيل" لإلحاق الأذى شخصيا بقادة حماس والجهاد الإسلامي.

وفي حال رفضت "إسرائيل" الصفقة، فإن الدعم الاقتصادي لـ"إسرائيل" سوف يتوقف (حسب وسائل الاعلام الاسرائيلية).