تقرير أممي:

ارتفاع معدلات الجوع والتقزم في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا

ارتفاع معدلات الجوع والتقزم في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا
الأربعاء ٠٨ مايو ٢٠١٩ - ٠٣:١٢ بتوقيت غرينتش

نشرت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)،تقريرا، اليوم،كتبت فيها عن ارتفاع معدلات الجوع في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا"،موضحا أن 52 مليون شخص في المنطقة يعانون من نقص التغذية المزمن.

العالم - افريقيا

وقال التقرير: "تظل النزاعات السبب الرئيسي للجوع في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، إذ يعيش أكثر من ثلثي من يعانون من الجوع في المنطقة، أي حوالي 34 مليون شخص، في البلدان المتضررة من النزاع، مقارنةً بـ18 مليون شخص في البلدان التي لا تتأثر مباشرة بالنزاع.

كما أن حالات التقزم والهزال ونقص التغذية أسوأ بكثير في البلدان التي تشهد نزاعات مقارنة بالدول الأخرى".

وقال عبدالسلام ولد أحمد، المدير العام المساعد للفاو والممثل الإقليمي للشرق الأدنى وشمال إفريقيا: "يترتب على النزاعات وعدم الاستقرار المدني آثار طويلة الأمد على الأمن الغذائي والتغذية في كل من البلدان المتضررة مباشرة والبلدان المحيطة بها في المنطقة".

وأضاف: "ومن آثار النزاعات تعطيل إنتاج الغذاء والماشية في بعض البلدان وبالتالي التأثير على توفر الغذاء في مختلف أنحاء المنطقة".

وقال ولد أحمد: "إن ارتفاع نسبة الجوع يفاقمها أيضاً النمو السكاني السريع، والموارد الطبيعية الشحيحة والهشة، والخطر المتزايد لتغير المناخ، وزيادة معدلات البطالة، وتناقص البنية التحتية والخدمات في الريف".

ويبيّن التقرير أن المنطقة لا تعاني من أزمة جوع فقط، إذ أن بعض بلدان المنطقة لديها معدلات بدانة تعتبر من بين الأعلى في العالم، مما يشكل ضغطاً على صحة الناس ونمط حياتهم وأنظمة الصحة الوطنية والاقتصادات.

وتتطلب معالجة البدانة وجود أنظمة غذائية تضمن حصول الناس على طعام مغذي صحي وأيضاً زيادة الوعي العام والمعرفة حول المخاطر المرتبطة بزيادة الوزن والبدانة.

يوضح التقرير أن النزاعات لا تقوض فقط جهود القضاء على الجوع، وإنما أيضاً درجة التحول في المناطق الريفية.

وقال ولد أحمد إن "البلدان التي لا تعاني من نزاعات وقطعت شوطًا طويلاً في تحويل المناطق الريفية بطريقة مستدامة، بما في ذلك الإدارة الأفضل لموارد المياه، حققت نتائج أفضل في مجال الأمن الغذائي والتغذية بالمقارنة مع البلدان التي تعاني من نزاعات أو التي حققت مستويات متدنية في مسألة التحول الريفي"، مشيرا إلى أن التقرير يؤكد على الحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز العمالة في الريف وتحفيز النمو الاقتصادي في المناطق الريفية وتقليل الفجوات بين الريف والمدن وتحسين الإنتاج الزراعي والبنية التحتية والخدمات في الريف.

وقال التقرير إن البطالة، ولاسيما بطالة الشباب والنساء من مختلف الفئات العمرية، تشكل تحدياً كبيراً في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا، حيث ترتفع نسبتها في الغالب مقارنة بالمناطق الأخرى في العالم.

ويتفاقم هذا الوضع بسبب الفجوات بين الريف والمدن -حيث توجد تباينات كبيرة في مستويات المعيشة ومعدلات الفقر بين الريف والمدن- والاختلافات في إنتاجية العمل بين الزراعة التقليدية والصناعة والخدمات.

وقد ازداد عمق هذه الفجوة بسبب الاختلافات في إمكانية الحصول على التعليم والصحة والخدمات العامة والإسكان.

وفي الوقت نفسه، تستوعب المناطق الريفية حوالي 40% من عدد السكان، حيث يعيش غالبية الفقراء.

ويظهر التقرير أن متوسط أجور العاملين في الزراعة من المرجح أن يكون أقل بكثير من أجور العاملين في القطاعات الأخرى. وتعاني المناطق الريفية في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا من معدلات أعلى في فقر الدخل مقارنة بالمدن والسبب في ذلك يعود جزئيا إلى انخفاض الأجور في الزراعة. وفي المتوسط، يشكل معدل الفقر في الريف ضعف معدل الفقر في المدن.

وعلى المستوى الإقليمي، هناك فرص هامة لتحويل الزراعة بطريقة مستدامة، بدءا من تمكين المزارعين من الوصول بشكل أفضل إلى الأسواق، وتشجيع الاستثمارات في الزراعة، ونقل التكنولوجيا وغيرها من الابتكارات، وإدارة الموارد المائية بشكل أكثر كفاءة وفعالية، بالإضافة إلى إحداث تغييرات في السياسات الرئيسية التي تدعم التحول من زراعة الكفاف إلى نظم الإنتاج التجارية المتنوعة.

وقال ولد أحمد إن "هناك حاجة ماسة لتشجيع مزارعينا في المنطقة على الإنتاج وفقاً للميزة النسبية للمنطقة"، مشيراً إلى ما تمتلكه منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا من إمكانيات هائلة في إنتاج المحاصيل ومنتجات الثروة الحيوانية الأقل كثافة في الأراضي الصالحة للزراعة والمياه والأكثر كثافة في استخدام اليد العاملة.

ويسلط التقرير الضوء على الحاجة إلى بذل جهود واتخاذ إجراءات أكبر لدعم تطوير وتنفيذ السياسات والبرامج الرامية إلى القضاء على الاختلافات بين الريف والمدن.

• حقائق وأرقام:

- عدد الجياع في الشرق الأدنى وشمال إفريقيا 52 مليون نسمة، 33.9 مليون منهم في البلدان التي تشهد نزاعات مباشرة، و18.1 مليون منهم في البلدان التي لا تشهد نزاعات.

- الأطفال دون سن الخامسة المتأثرين بالتقزم (قصر القامة بالنسبة للعمر) 21.1%.

- الأطفال دون سن الخامسة المتأثرين بالهزال (انخفاض الوزن بالنسبة للطول) 8.7%.