السعودية والامارات على الخط الزلزالي لأنصار الله

السعودية والامارات على الخط الزلزالي لأنصار الله
الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠١٩ - ٠٢:٤٣ بتوقيت غرينتش

الخبر وإعرابه

العالم- الخبر وإعرابه

الخبر:

الهجمات التي قامت بها طائرات مسيرة تابعة لأنصار الله اليمنية صباح اليوم ضد المنشآت النفطية لمنطقة الرياض السعودية ادت الی إيقاف ضخ النفط في خط الأنابيب من هذه المنطقة الی ميناء ينبع کما أنها أظهرت أن البؤرتين السياسية والاقتصادية للسعودية تقعان في مرمی مجاهدي أنصار الله.

التحلیل:

هجمات اليوم علی المنشآت الحيوية النفطية لأرامکو وشلّ هذه الشرکة النفطية الکبيرة والعالمية التي تزعم ادارة سوق النفط العالمية أتت تحديا کبيرا لهذه المزاعم قبل أي شيء.

ووفق إحصائية وتقدير فإن عملية أنصار الله هذه جاءت ضربة قاضية ضد 30 الی 40 بالمائة من صادرات السعودية من النفط.

وفي محاولة للرد علی عمليات الطائرات المسيرة هذه سعت السعودية في البداية أن تمارس الرقابة علی هذه العمليات، کالذي صنعته ازاء هجوم وقع قبل أيام علی ينبع، لکنها أخيرا وبعد مضي 5 ساعات فقط اضطرت الی توکيدها نظرا لفداحة الأمر.

وتعد سوق البورصات السعودية أکثر المراکز الاقتصادية حساسية وقد أتی رد فعلها تجاه هذه العمليات العسکرية سريعا للغاية وجادا وتمثل ذلك في هبوط مؤشرات الأسهم کما سجلت سوق النفط العالمية طفرة تبلغ 1.5 في المائة في ما يتعلق بأسعار النفط.

والسعودية بعد ما وجدت نفسها مضطرة للإذعان حاولت التقليل من فداحة الموقف لعلها تحتوي الأوضاع لکنها ترکزت في تدويل الأزمة وأعلن وزير الطاقة السعودي أن هذه الهجمات لا تستهدف السعودية فحسب ولکنها تستهدف أمن الطاقة والاقتصاد العالمي علی حد سواء.

هذا وإن عمليات أنصار الله اليوم -کما صرحوا بذلك- إنما هو رد فعل ضد احتلال بلادهم من قبل السعودية.

والطريف في هجمات اليوم هو الانتباه لوجهات نظر المسؤولين اليمنيين الذين اعتبروا هجمات اليوم محاولة لجلب الأنظار نحو تطوراتهم التکنولوجية علی الصعيد الدفاعي من جهة، کما أنهم أعلنوا صراحة أن هذه العمليات تمت في إطار توسيع دائرة الأهداف السعودية الاماراتية وبهدف دفع هذين البلدين الی اعادة النظر في السياسات التي تتبنيانها ضد اليمنيين.

ان هجمات اليوم برهنت علی هشاشة الأمن السعودي أمام أنصار الله کما أنها بعثت رسالة خاصة الی الامارات، فضلا عن أنها لفتت انتباه دول المنطقة وسوق النفط العالمية وأخيرا الأسواق المالية الاقليمية الی أن القوات الصغيرة قوية، رغم صغرها ومن ثم يجب الانتباه لمطالبها.

وبالأمس تم استهداف ينبع والفجيرة، واليوم منطقة الرياض وأرامکو، وأما بالنسبة للهدف أو الأهداف المحددة للغد والأيام المقبلة فيجب أن ننتظر ونرى حيث أن زلزال أنصار الله قد سجل لحد الآن بضعة ریخترات فحسب.