برنامج تجسس تستخدمه الرياض وأبو ظبي وراء اختراق "واتساب"

برنامج تجسس تستخدمه الرياض وأبو ظبي وراء اختراق
الأربعاء ١٥ مايو ٢٠١٩ - ٠٤:٥٨ بتوقيت غرينتش

كشفت شركة "واتساب" وصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن برنامج التجسس الإسرائيلي الذي يسمح للقراصنة بتثبيت برنامج تجسس على الهاتف المحمول هو نفسه البرنامج الذي تستخدمه السعودية والإمارات للتجسس على معارضيها .

العالم - علوم وتكنولوجيا

وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقول شركة واتساب إنها عالجت الثغرة الأمنية الكبيرة التي عثرت عليها في تطبيق الرسائل المعروف، والتي سمحت لقراصنة إلكترونيين بتثبيت برنامج تجسس على هواتف محمولة.

وقالت شركة فيسبوك، التي تمتلك واتسآب، إن الهجوم استهدف عددا معينا من الأشخاص، وحثت الشركة مستخدمي تطبيق واتسآب في أنحاء العالم على تحديث التطبيق للحصول على آخر نسخة منه.

وأكدت الشركة أنها اكتشفت قبل 10 أيام أن شركة إسرائيلية طورت برمجيات تجسس، ونقلت تلك البرمجيات إلى هواتف الأفراد عبر خاصية المكالمات في واتسآب.

كيف تعمل برامج التجسس؟

ويتيح برنامج التجسس للمهاجمين إجراء اتصال بشخص ما باستخدام واتساب، وتثبيت برمجيات خبيثة على هاتفه، حتى وإن لم يرد على المكالمة.

وتسمح تلك البرمجيات بالتجسس على الشخص المستهدف، باستخدام سماعة هاتفه ومايكروفونه.

ويقول خبراء إن هذا الهجوم يحمل ملامح مشابهة لبرامج التجسس التي تطورها وكالات الاستخبارات، وهناك مخاوف من أن يكون برنامج التجسس قد استخدم لاختراق هواتف نشطاء حقوق الإنسان.

وتقول فيسبوك إن تقنية المراقبة استخدمت بالفعل في التجسس على مكالمات محامي حقوق الإنسان.

وتوضح شركة واتساب إن لديها حوالي مليار و500 مليون مستخدم في أرجاء العالم، وإنها أصدرت بالفعل تحديثا للتطبيق يوم الاثنين لعلاج المشكلة.

وقالت فيسبوك إنها حذرت الشرطة في أميركا من تلك الاخترقات.

وقالت واتساب إنه لا يزال من المبكر معرفة عدد المستخدمين الذين تضرروا من الثغرة التي كانت موجودة في التطبيق.

قصة الهجوم

وكانت صحيفة فايننشال تايمز هي أول من نشر أخبار هذا الهجوم الإلكتروني الذي اكتشف في وقت سابق من الشهر الجاري.

واستخدم منفذو الهجوم مكالمات صوتية عبر واتساب في التواصل مع الأجهزة المستهدفة، وحتى إن لم يرد المستخدم على تلك الاتصالات، تجد برمجيات المراقبة طريقها إلى جهاز المستخدم ثم تُحذف المكالمة من سجل مكالمات الهاتف أو جهاز الاتصال، بحسب الصحيفة.

وقالت واتساب لـ "بي بي سي" إن فريق الأمن الإلكتروني التابع لها كان أول من اكتشف الثغرة وأرسل بشأنها معلومات لجماعات في مجال حقوق الإنسان، وشركات متخصصة في الأمن الإلكتروني، ووزارة العدل الأمريكية في وقت سابق من مايو الجاري.

وأوضحت واتساب : "يحمل الهجوم جميع السمات المميزة لمنتج تابع لإحدى الشركات التي تتعاون مع حكومات (في إشارة لبرنامج التجسس السعودي والإماراتي) لإنتاج برمجيات تستخدم في السيطرة على نظام تشغيل الهواتف الذكية".

من الذي يقف وراء الهجوم؟

وقال تقرير فايننشال تايمز إن الهجوم طورته شركة الأمن الإلكتروني الإسرائيلية مجموعة "إن إس أو".

وتُعرف هذه الشركة ببرنامجها الرئيسي، بيغاسوس، الذي يمكنه جمع بيانات خاصة من الهواتف الذكية، عن طريق الميكروفون وكاميرا الهاتف الذكي ورصد موقع المستخدم".

وقالت الشركة الإسرائيلية في بيان: "إنها تمنح الأجهزة الحكومية رخصة استخدام تكنولوجيا "إن إس أو" لغرض واحد فقط هو محاربة الجريمة والإرهاب".

من جانبها، أعلنت منظمة العفو الدولية (أمنستي)، يوم الاثنين، دعمها مقاضاة وزارة الدفاع الصهيونية، لرفضها إلغاء ترخيص التصدير الممنوح لمجموعة "إن إس أو" التي تزود السعودية والإمارات وحكومات قميعة أخرى ببرامج تجسس".

وقالت "أمنستي" - في تقرير على موقعها الإلكتروني – إنها قدمت عريضة للمحكمة المركزية في تل أبيب، يشارك فيها ما يقرب من 50 من أعضاء ومؤازري فرع الكيان الصهيوني لمنظمة العفو الدولية، وآخرين من مجتمع حقوق الإنسان، ويوضحون خلالها : كيف عرّضت وزارة دفاع الكيان الصهيوني حقوق الإنسان للخطر من خلال السماح لمجموعة إن إس أو بمواصلة تصدير منتجاتها.

وأشارت إلى أن مجموعة "إن إس أو" تبيع منتجاتها "للحكومات المعروفة بانتهاكاتها المروعة لحقوق الإنسان، مما يوفر لهذه الحكومات الأدوات اللازمة لتتبع الناشطين والمنتقدين".