التصعيد الامريكي.. وخفض إيران لتعهداتها حول النووي

التصعيد الامريكي.. وخفض إيران لتعهداتها حول النووي
الأربعاء ١٥ مايو ٢٠١٩ - ٠٦:٢٧ بتوقيت غرينتش

بعد ما أبلغت السلطات الإيرانية بوقف بعض التزاماتها بالاتفاق النووي، أتی تحذير الرئيس الإيراني حسن روحاني من انهيار الاتفاق النووي وما يترتب علی هذا الانهيار من أخطار، مشيرا أن بلاده تعلن عن خفض بعض التعهدات بناء على بنود الاتفاق وانها تمهل الأطراف الخمسة المتبقية في الاتفاق النووي ستين يوما لتنفيذ تعهداتها، الأمر الذي رفضها الاتحاد الأوروبي، وأثار التصعيد الأمريکي ضد ايران.

العالم- تقارير

وأضاف روحاني : إن إيران ستخفض بعد شهرين المزيد من التزاماتها في إطار الاتفاق النووي، وستزيد مستوى تخصيب اليورانيوم مؤكدا أن طهران لن تبدأ حربا ولكنها لن تستسلم.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن بلاده لن تنسحب من الاتفاق النووي وإنما ستتوقف عن تنفيذ بعض بنوده.

وأضاف ظريف - في تصريحات بالعاصمة الروسية موسكو- أن الاتفاق النووي يكفل لبلاده خفض التزاماتها جزئيا أو كليا إذا لم تفِ الدول الأعضاء بالتزاماتها.

کما اعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الايرانية بهروز كمالوندي ان ايران بإمكانها تنفيذ مختلف السيناريوهات وعلى وجه السرعة، بهدف اعادة الاتفاق النووي الى مساره الصحيح .

واضاف: ان قرار طهران ياتي في اطار بنود الاتفاق النووي؛ مبينا ان البند 26 من هذا الاتفاق يسمح لايران بتعليق جانب من تعهداتها المدرجة فيه.

واوضح كمالوندي: ان ما نبحث عنه ليس الا رفع الحظر، ولكن من المؤسف لم يتخذ الغربيون اي اجراء جاد في هذا المجال.

وقد أتی القرار الذي اتخذه المجلس الاعلى للامن القومي الايراني واعلنه الرئيس روحاني ردا على نقض النظام الاميركي لتعهداته، ومواجهة لتلكؤ وضعف الدول الاوروبية، واستنادا الى المادتين 26 و36 من الاتفاق النووي.

وأكدت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية دعمها قرار الحكومة ، خفض الالتزامات بالاتفاق النووي، ووصفته بأنه يأتي في إطار المبادئ الثلاثة: العزة والحكمة والمصلحة وعزيمتها على صون حقوق الشعب الإيراني بشكل كامل.

کما وصف رئيس المجلس الاستراتيجي الايراني للعلاقات الخارجية كمال خرازي الاتفاق النووي بأنه بحاجة الى صدمة لانقاذه، معرباً عن أمله بأن تتخذ اوروبا خطوات ملموسة وفق تعهداتها لاستعادة الشعب الايراني ثقته بها.

واستبعد خرازي في حواره مع صحيفة اكسبرس الفرنسية دخول ايران في مفاوضات مع اطراف لاتلتزم بتعهداتها.

والواقع الميداني والظروف العامة تعكس حالة الاصطفاف الحربي للعدو ضد ايران على مختلف الاصعدة الاقتصادية والسياسية والنفسية والثقافية، لکن يیدو أنه من المستبعد أن يؤدي هذا الاصطفاف الی مواجهة عسكرية، وهذا ما أکده قائد الثورة الاسلامية مساء أمس عندما قال انه لا حرب ولا تفاوض مع اميركا وأن خيار الشعب الايراني المحتوم هو مقاومة اميركا.

واضاف سماحته: لا نحن نسعى للحرب، ولا الاميركان لانهم يدركون انها ليست بمصلحتهم، هذا الصراع هو صراع الارادات، وارادتنا اقوى.

واعتبر آية الله الخامنئي، فكرة التفاوض مع اميركا بانها كالسم، مضيفا: طالما أن اميركا تتصرف علی هذا المنوال، فإن التفاوض مع الادارة الأمريكية الحالية هو سم زعاف.

ورفضت الدول الأوروبية الموقعة على الاتفاق النووي وكذلك الاتحاد الأوروبي المهلة التي حددتها ايران وقالت في بيان مشترك: "نرفض أي إنذار وسنعيد تقييم احترام إيران للالتزاماتها في المجال النووي"؛ الامر الذي أثار رد فعل وزير الخارجية الايراني بقوله: ان البیان الصادر الیوم عن الاتحاد الاوروبی یكشف عن اسباب وصول الاتفاق النووي الى ما هو علیه حالیا؛ ان الولایات المتحدة منذ عام وهي تمارس البلطجیة على اوروبا وباقی العالم، فیما یكتفي الاتحاد الاوروبي بالاعراب عن اسفه لاغیر.

وقد اعلن مصدر مطلع في منظمة الطاقة الذرية الايرانية، اليوم الاربعاء، بدء تنفيذ الخطط والبرامج المرتبطة بوقف بعض التزامات ايران في الاتفاق النووي، والتي تم التأكيد عليها في البيان الاخير للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني.

واضاف هذا المصدر: ان وقف البرامج المرتبطة بمراعاة الحد الاعلى من انتاج اليورانيوم المخصب وكذلك انتاج الماء الثقيل في منشآت اراك بدون قيود، يتابع بشكل جاد في فترة 60 يوما المرتبطة بالخطوة الاولى التي تم التأكيد عليها في بيان المجلس الاعلى للامن القومي.

من جهته أكدت المفوضة العلیا للسیاسة الخارجیة فی الاتحاد الأوروبي، فیدریكا موغیریني، التزام اوروبا الكامل بالاتفاق النووي، معربة عن املها بتفعیل الآلیة المالیة لتسهیل التبادل التجاری مع ایران فی غضون الاسابیع القادمة.

وأضافت أن وزیر الخارجیة الأمیركيی مایك بومبیو سمع منا جیدا أننا نعیش في لحظة حاسمة وحساسة ومسؤولة وعلينا أن نهدأ ونتجنب أي تصعید عسكري محتمل.

ان من يصعد في الوقت الراهن هي أميرکا وحلفاؤها في المنطقة، وقد أعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف عن قلقه من التصرفات والأعمال التخريبية الأخيرة المشكوك في أمرها، والتي تحدث في الوقت الراهن في المنطقة قائلا : من المؤسف ان امريكا تعمل على تصعيد التوترات بشكل غير ضروري وذلك في حديث له مع وكالة أنباء ANI الهندية.

ايران لاترغب في التصعيد العسكري والتوتر في المنطقة الا انها تتمتع بالجهوزية الكاملة للدفاع عن نفسها، کما ان النشاطات العسكرية الاميركية في المنطقة والزيارات المختلفة لبومبيو وبولتون للمنطقة استعراضية ولون من الحرب النفسية اذ ان الرئيس ترامب ومستشاره يتفهمان جيدا الكلفة الباهضة لواشنطن والمنطقة في خوض اي مواجهة عسكرية ضد ايران.