مستشار تركي يحذر الملك سلمان: هذا الخطر سيجركم للهاوية

مستشار تركي يحذر الملك سلمان: هذا الخطر سيجركم للهاوية
الأربعاء ٢٩ مايو ٢٠١٩ - ١٢:٢٥ بتوقيت غرينتش

حذَّر مستشار رئيس حزب العدالة والتنمية التركي، ياسين أقطاي، الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز، من "خطر عظيم"، وأن هذا الخطر "سيجرُّ دنياكم وآخرتكم إلى الهاوية".

العالم - السعودية

وقال أقطاي في مقال له بصحيفة "يني شفق" التركية، اليوم الاثنين، موجهاً خطابه إلى ملك السعودية: إن "الحرمين هما البيتان المقدسان لكل المسلمين، وتولِّيكم خدمة هذين الحرمين يُحمِّلكم مسؤولية ثقيلة تُشعركم بأنكم مسؤولون عن أي معاناة يعانيها أي مسلم على وجه الأرض".

وأضاف: "فالنعم والثروات العظيمة التي وهبكم الله إياها توفر لكم الإمكانات التي تُمكِّنكم من تحمُّل هذه المسؤولية على أكمل وجه"، مستطرداً بالقول: إن "الجميع يلاحظ بحِيرة كبيرة، التعارض التراجيدي بين هذه الثروات التي وهبها الله لكم وأوضاع المسلمين الذين يعانون الفقر والجوع في كل مكان حول العالم".

وتابع منبِّهاً: "وإنّ رب الحرمين اللذين تخدمونهما يقول إن للفقراء نصيباً في الثروات التي بين أيدينا".

أقطاي بيَّن أن سبب مخاطبته للملك سلمان بن عبد العزيز بهذه الطريقة "هي رغبتي في تحذيركم من خطر عظيم يدنو منكم، خطر سيجرُّ دنياكم وآخرتكم إلى الهاوية".

وواصل يقول: "أحذركم من أن الفعل الذي أُعلن هذه الأيام أنكم ستفعلونه بأنفسكم، سيكون سبباً في كارثة كبيرة بالنسبة لكم"، دون أن يوضح ما هو الفعل.

وقال: "ربما يكون نجلكم ولي العهد (محمد بن سلمان) لا يحمل مشاعر إيجابية تجاهي بسبب واقعة خاشقجي، ويحاول أن يصورني كأنني عدو لكم ولبلدكم".

المستشار التركي أكد أن بلاده لم تضمر السوء للسعودية، وأنه ليس في المطالبة بالعدل في قضية خاشقجي أي إساءة، لكنه شدد بالقول: "نحن أمام جريمة قتل إنسان بريء ظلماً وعدواناً بطريقة وحشية؛ ولهذا فإن من واجب العدل تسليم مَن قتله ومن حرَّض على قتله إلى العدالة".

على الرغم من هذا لا يَعتبر أقطاي ما سبق، هو الخطر المحدق بحكومة الرياض، مبيناً في حديثه الموجَّه إلى الملك سلمان بن عبد العزيز، أن "الشيء الذي سيجلب الكارثة إليكم هو القرار الذي أُعلن مؤخراً بشأن قتل العلماء بإعدامهم؛ فالعلماء هم ورثة الأنبياء، وكل عالِم منهم يمثل عالَماً بمفرده".

واستطرد مبيناً: "لا أقول لكم: اعفوا عن العلماء ولا تقتلوهم، بل أقول لكم: لا تُهلكوا أنفسكم بقتلهم".

مستشار الرئاسة التركية استعرض جانباً من صفات الداعية السعودي سلمان العودة، المعتقل في سجون السعودية، وتشير تسريبات إلى أنه أحد الدعاة الثلاثة المقرر إعدامهم.

وقال: "لقد سنحت لي فرصة التعرف إلى سلمان العُودة من كثب. كما قرأت كتبه وتابعت محاضراته، ووالله ليس لدى الرجل أدنى أثر من التطرف الذي تنسبونه إليه".

وأضاف: "ففي الوقت الذي كان يشجع فيه علماؤكم الرسميون الشباب على الجهاد في أفغانستان، كان يقول: ما شأن الشباب السعودي وأفغانستان؟! وكان يقول إنه ليس هناك طريق للجهاد هناك".

وتابع: "وفي الوقت الذي كان يحرّم فيه علماؤكم الرسميون بشدة، قيادة النساء للسيارة، كان يقول إن النساء على عهد الرسول -ص- كنَّ يركبن الجِمال والخيول، وإنه لا يفهم لماذا يختلف الوضع اليوم عما كان عليه في فجر الإسلام".

أقطاي استمر في ذكر بعض من آراء "العُودة"، التي تناقض اتهامات السلطات السعودية له بدعم الإرهاب، موضحاً: "كما كان في الوقت الذي يقول فيه علماؤكم الرسميون إن المسلمين لا يمكن أن يعيشوا في سلام مع غير المسلمين، لينشروا بين الناس الحقد والكراهية، كان هو يقول إن معاملة غير المسلمين الذين لا يكنُّون العداء للمسلمين بالحسنى والتعايش معهم في سلام يعتبران من تعاليم الخالق عز وجل".

وأشار إلى أن "اتهام سلمان العُودة بالتطرف بهتان كبير؛ إذ إنه عكس ذلك تماماً، عالِم إسلامي عطوف في غاية الاعتدال، يحبب الناس في الإسلام بفضل خطابه المألوف لدى الشباب والإنسان العصري".

وأضاف محذراً: "فإذا واصلتم سجنهم أو أعدمتموهم فإن التاريخ لن ينساهم، وتأكَّدوا من أن أي إحسان تقدمونه فإنه لن يكون لهم، بل سيكون لأنفسكم، لأن هذا سيكون سبباً في ابتعادكم عن لعنة الأقوام التي قتلت رسلها".