لماذا تجاهلت قمة دول منظمة التعاون بالسعودية ’صفقة ترامب’؟

لماذا تجاهلت قمة دول منظمة التعاون بالسعودية ’صفقة ترامب’؟
الأحد ٠٢ يونيو ٢٠١٩ - ٠٤:٥٧ بتوقيت غرينتش

أعلن المشاركون في أعمال قمة الدول الإسلامية الـ 14 بمكة المكرمة، تمسكهم”بحل الدولتين وقضية القدس” ورفضهم “إي إجراء يمس الوضع التاريخي والقانوني للقدس”.

العالم- تقارير

وأكد البيان الختامي تحت عنوان: ”قمة مكة: يداً بيد نحو المستقبل”، على أهمية قضية فلسطين وقضية القدس الشريف بالنسبة للأمة الاسلامية.

وجدد البيان دعمه المبدئي والمتواصل على كافة المستويات للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.

وأكد على ضرورة حماية حق العودة للاجئين الفلسطينيين بموجب الـقرار 194 ومواجهة أي إنكار لهذه الحقوق بكل قوة.

وشدد قادة القمة الإسلامية على رفض أي قرار غير قانوني وغير مسؤول يعترف بالقدس عاصمة مزعومة لـ"إسرائيل".

ودعوا الدول التي نقلت سفاراتها أو فتحت مكاتب تجارية في المدينة المقدسة إلى التراجع عن هذه الخطوة باعتبارها انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي والشرعية الدولية وتقويضاً متعمداً لمستقبل عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط ويصب في مصلحة التطرف والإرهاب ويهدد الأمن والسلم الدوليين.

من جهة اخرى أشار البيان باقتضاب الى أن الدول تدين الهجمات التي تعرضت لها كل من السعودية والامارات، كما خلا البيان من الاشارة الى موقف سلبي من ايران خلافاً لما ورد في بياني مجلس التعاون والقمة العربية، وهو ما يظهر عدم اجماع دول منظمة التعاونِ الاسلامي على الموقف السعودي السلبي تجاه الجمهورية الاسلامية.

وسعت السعوديّة إلى حشد تأييد الدول الإسلاميّة ضدّ إيران في القمّة الاسلامية التي غاب عنها الرئيس التركي رجب طيّب إردوغان، لكنها فشلت في الوصول الى هدفها.

وردت ايران على البيان الختامي لقمة مكة الخليية على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية عباس موسوي، مؤكدة ان محاولات السعودية لتعبئة أصوات الدول الجارة والعربية، تأتي استمرارا لمسار عقيم تتبعه الولايات المتحدة و"إسرائيل" ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

وأشار موسوي إلى أن طهران واثقة من أن مثل هذه البيانات لا تعبر عن الرؤية الحقيقية وآراء جميع الأعضاء، وأن السعودية استغلت فرصة شهر رمضان ومكة المكرمة كمكان مقدس لأغراض سياسية وأداة لتوجيه اتهامات على لسان بعض المشاركين في الاجتماع ضد إيران بدلا عن استثمار فرصة يوم القدس العالمي واجتماع القمة للدول العربية والإسلامية لطرح ومتابعة حقوق الشعب الفلسطيني وقضية القدس.

وانحصرت مؤتمرات القمم العربية وحكام العرب في العقد الأخير في بيانات "الشجب و الاستنكار الشديد" في قضايا فرعية لا تمس المشاريع الاستعمارية الدولية، بل وجاء أغلبها متوافقا وداعما لتوجهات السياسة الأمريكية والمصالح الإسرائيلية وصارت جداول أعمال القمم متوجهة نحو اتخاذ إجراءات لخنق الدول العربية المناوئة للنهج الاستعماري ولتهديد إيران والتحريض على محاربتها بسبب دعمها لحركات المقاومة الفلسطينية واللبنانية، لدرجة أن عبارة "التدخل الإيراني في الشؤون العربية" صارت هي البند الأساسي والمصطلح الأبرز والأكثر استخدامًا في مخرجات كل القمم العربية مؤخرًا، في مقابل شرعنة أو تبرير الاعتداءات التي نفذها الأمريكيون في البلدان العربية.

وأعلن العراق رفضه واعتراضه على البيان الختامي لقمة مكة الطارئة التي اتهمت ايران كالعادة بالتدخل في شؤون الاخرين.

ورغم أن الخطوة الأميركية لتسوية القضية الفلسطينية (صفقة ترامب) سوف تطرح بعد شهر رمضان كما توعد به مهندسها صهر تارمب جاريد كوشنير الا أن القمة الاسلامية في السعودية خلت في بيانها الختامي من الاشارة الى هذه الصفقة. وسبب هذا التجاهل ليس سوى أن البلد المستضيف وحلفائه هم مجرد أدوات بيد أميركا فيما تخاف الرياض من معارضة "صفقة القرن" و غضب ترامب بل أصبحت تروج لمشروعه الصهيوني!

يذكر أنه وبحسب الخبراء والساسة، أن السعودية تقدم العون لمقترح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي بات يعرف اعلاميا بـ"صفقة القرن" على حساب حقوق الفلسطينيين.