تونس: وفد اسرائيلي يزور موقع اغتيال الموساد لقيادي فلسطيني

تونس: وفد اسرائيلي يزور موقع اغتيال الموساد لقيادي فلسطيني
الأحد ٠٩ يونيو ٢٠١٩ - ٠٣:٤٨ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي تقوم فيه سلطات الاحتلال بتقييد حريّة دخول المُسلمين إلى المسجد الأقصى المُبارك بالقدس المُحتلّة، وتسمح للـ”سيّاح” الأجانب وغُلاة المُستوطنين باستباحته يوميًا، في نفس الوقت بالذات كشفت القناة الـ12 في التلفزيون العبريّ النقاب عن أنّ وفدًا إسرائيليًا زار تونس في الأيام الأخيرة لإحياء أحد الأعياد اليهوديّة هناك، بعد أنْ أفسحت هذه الدولة الشمال أفريقية المجال للإسرائيليين بزيارتها مرّةً واحدةً في العام، وعلى نحوٍ خاصٍّ لليهود من أصولٍ تونسيّةٍ، وبالتحديد إلى مدينة جربة، كما قال التقرير الذي بثته قناة التلفزيون العبريّ.

العالم - فلسطين

رينا متسليح (61 عامًا) الصحافيّة الإسرائيليّة استغلّت هذه الفرصة للمشاركة في هذه الزيارة باعتبارها يهوديّة من أصول تونسيّة، ووثقت هذه الرحلة في تقرير تلفزيوني تم عرضه في نشرة الأخبار المركزيّة، لافتة إلى أن هذه الزيارات الإسرائيليّة إلى تونس هي جزء من السياسة التونسيّة في الانفتاح على العالم الخارجي، بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعيشه البلاد، والرغبة بتحسين السياحة الخارجيّة وزيادتها، وبناء على ذلك، شددت متسليح في تقريرها، على أن تونس باتت تسمح بزيارة الإسرائيليين مرة واحدة في العام على الأقل، على حد تعبيرها.

والتقت متسليح مع وزير السياحة التونسي رونيه طرابلسي الذي تحدث عن هذه الرحلة، فهو يهودي أساسا، ومحاط بمئات الإسرائيليين من السياح الذين يأتون إلى تونس بجواز سفر إسرائيلي، حيث ألقى كلمة في المكان أمام الإسرائيليين الزائرين، ولكنّه امتنع عن الإدلاء بحديث صحافي للتلفزيون العبري، كما شددت المراسلة الإسرائيليّة.

وقالت متسليح في التقرير الذي تم عرضه على الصفحة الرسميّة للقناة في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) وأيضًا على قناتها في (يوتيوب)، قالت إن الحافلات التي تقل السياح اليهود الذين يأتون إلى تونس تحاط بإجراءات أمنيّة مكثفة من الأجهزة الأمنيّة التونسيّة، بما في ذلك توفير كلاب أمنيّة لتعقب الأثر، وتوفير مزيد من الحماية والاحتياطات، مع العلم أن عدد الإسرائيليين الذين يزورون تونس سنويًا هو الأكبر هذا العام منذ اندلاع الثورة التونسية في عام 2011، على حدّ قولها.

وكشفت الصحافية الإسرائيليّة النقاب عن أن بعض اليهود الإسرائيليين الذين يزورون تونس يحضرون لرؤية منازل ذويهم قبل أن يهاجروا منها، ويذهبوا إلى الكيان الإسرائيلي، وبعضهم استطاع الحديث باللغة العربيّة ذات اللهجة المحليّة التونسيّة، لأنّهم يسمعونها من أجدادهم وجداتهم المقيمين في كيان الاحتلال الإسرائيليّ، كما قالت.

بالإضافة إلى ذلك، أوضحت متسليح أنّه في الوقت الذي يبدو فيه صعبا أن يعثروا اليوم على قبور أجداد آبائهم الذين ماتوا في تونس قبل عشرات السنين، فإن العودة إلى منازلهم الأساسية تبدو مسألة سهلة جدا، فالسكان التونسيون المحليون يساعدون اليهود الزائرين للتعرف على أماكن منازلهم في تونس، على حدّ قولها.

وقالت يردينة دهان يهودية من بلدة رمات غان وسط الدولة العبريّة إن والدتها تحدثت لها كثيرا عن مدينة جربة التونسية، وقد أتينا هنا للتعرف على جذورنا في تونس، أنا متأثرة جدا بهذه الزيارة، من ناحيتها تحدثت ماري كروكوس باللهجة عينها وقالت للتلفزيون العبري: إننّي في البداية شعرت بالخوف من زيارة تونس، لكني حين رأيت البلاد تبدد كل الخوف، طبقا لأقوالها.

أما إيريس كوهين المرافقة السياحية للوفد الإسرائيلي فقالت إن هناك زيادةً في أعداد اليهود الإسرائيليين الراغبين بزيارة تونس في السنوات الأخيرة، وهناك زيادة غير عادية في حجم الزائرين، مضيفة: أذكر في سنوات سابقة كَم كنت أحاول إقناع بعض المُسّنين اليهود من أصول تونسيّة لزيارة تونس، لكنّي اليوم بت أنظم رحلات دوريّة من إسرائيل إلى تونس من الجيلين الثاني والثالث، اليهود يأتون مع الأبناء والأحفاد لزيارة تونس، قالت كوهين.

عُلاوة على ذلك، كشفت الصحافيّة الإسرائيليّة في تقريرها عن أن الزيارة تشمل زيارة البيت الذي قام عملاء الموساد الإسرائيليّ فيه باغتيال القيادي الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد)، (16.04.1988) مُشددة على أن المُرافق السياحي تكلّم بصوت خافت عن الموضوع كي لا يُثير حفيظة التونسيين.

ويُشار في هذا السياق إلى أن أمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي اتهّم الحكومة التونسيّة، باستغلال موسم حج اليهود لجزيرة جربة، بوابة للتطبيع الفاضِح مع الاحتلال الإسرائيليّ، عبر السماح لحاخامات مُتطرفين بالدخول بجوازات سفر إسرائيليّة.

وعبّر المغزاوي عن أسفه لما وصفها هرولة مجموعة هامّة من الشخصيات السياسيّة، وقيادات الأحزاب التونسيين لجزيرة جربة، تحت غطاء التسامح الديني من أجل كسب دعم اللوبي الصهيوني، مع اقتراب الانتخابات التشريعيّة والرئاسيّة، على حد قوله.

المصدر: رأي اليوم