مجزرة سبايكر.. والسقوط الاول والاخير لداعش

مجزرة سبايكر.. والسقوط الاول والاخير لداعش
الأحد ١٦ يونيو ٢٠١٩ - ١٠:٣٠ بتوقيت غرينتش

تنظيم "داعش" الارهابي ارتكب جرائم كثيرة في العراق وفي سوريا والمنطقة والعالم غير ان الجريمة التي ارتكبها في "سبایکر" كانت اعظم صدى وتاثيراً وألماً على العراقيين. ووقعت المجزرة بعد أسر طلاب القوة الجوية في قاعدة سبايكر الجوية في حزيران/ يونيو 2014، وذلك بعد سيطرة التنظيم الارهابي على مدينة تكريت شمال بغداد.

العالم - تقارير

يقول العراقيون ان "داعش" سجل تاريخ انهياره منذ ارتكاب عناصره هذه الجريمة، لانه لم يكن معروفا بإجرامه على نطاق واسع في العراق لكن جريمته تلك كشفت عن وجهه الحقيقي وجلبت اليه العداوة والبغضاء من جميع العراقيين.

وسيتذكر العراقيون دوماً بألم وحرقة أحداث تلك الجريمة المأساوية وسيتلونها على مسامع اطفالهم جيلاً بعد جيل، حتى تبقى تذكرة لهم وعبرة لمن اتهموا بالتهاون مع من تجرأ وأقدم على هذه الجريمة التي لم يرتكب ضحاياها جرما سوى انهم كانوا ينتمون الى مدرسة اهل البيت صلوات الله عليهم.

المجزرة وقعت بعد أسر طلاب القوة الجوية في قاعدة سبايكر الجوية في يوم 12 حزيران/يونيو عام 2014، وذلك بعد سيطرة تنظيم "داعش" على مدينة تكريت في العراق وبعد يوم واحد من سيطرتهم على مدينة الموصل حيث أسروا (2000-2200) طالبا في القوة الجوية العراقية وقادوهم إلى القصور الرئاسية في تكريت، وقاموا بقتلهم هناك وفي مناطق أخرى رمياً بالرصاص ودفنوا بعضا منهم وهم أحياء.

تنظيم داعش يصور جرائمه

وقد صور داعش مجريات هذه المجزرة في محافظة صلاح الدين، وقد نجح بعض الطلاب العراقيين في الهروب من المجزرة إلى ناحية العلم التي كانت صامدة آنذآك ولم تسقط بيد داعش حتى تاريخ 24 يونيو 2014، حيث استقبلتهم قبيلة الجبور في هذه الناحية والتي يفصلها نهر دجلة عن تكريت وأمنت لهم عجلات ومستمسكات للهرب من سيطرة التنظيم وكما هرب بعضهم بطرق أخرى، وقد روى بعض الطلاب مجريات المجزرة حيث تم حسب قولهم وشهاداتهم تسليم الطلاب من قاعدة سبايكر بسبب خداع بعض القادة العسكريين للطلاب وايهامهم بأن الوضع آمن.

وقد اثرت المجزرة بشكل سيئ في نفوس عوائل الضحايا والعراقيين حيث خرجوا بمظاهرات لمحاكمة القادة الذين سلموا ضحايا سبايكر لتنظيم داعش، وفي احدى المظاهرات تمكنوا من دخول البرلمان وطالبوه بمحاسبة القادة الذين سلموا سبايكر لداعش وبعدها حدثت الكثير من المظاهرات من قبل أهالي الضحايا حيث أدت بعضها إلى إغلاق جسر في بغداد.

اسر شهداء سبايكر والقضية التي لاتنسى

المتورطون في اعدام طلبة سبايكر لم يستطيعوا الافلات من يد العدالة حيث تم اعتقال الكثير منهم وفي هذا الصدد قال محافظ صلاح الدين إن قوة أمنية من الجيش والشرطة تمكنت وبعد ورود معلومات استخباراتية دقيقة من إلقاء القبض على عدد من عناصر داعش نقلوا إلى مركز أمني للتحقيق معهم ومعرفة الجهات التي كانت معهم لحظة تنفيذ قتل الطلاب.

وكشف مدير الإعلام الحربي في العراق كاظم الركابي أن المعتقلين إعترفوا بأنهم تلقوا أوامرهم من إمرأة بتنفيذ عمليات الإعدام الجماعي لضحايا سبايكر، تلقب الست ويقال إنها رغد صدام حسين.

من جهتها قامت "الهيئة الوطنية العليا للمساءلة والعدالة" بتدقيق أسماء 57 مجرماً ممن ثبت تورطهم في ارتكاب مجزرة قاعدة سبايكر بحق الطلاب الذين التحقوا في صفوف الجيش العراقي.

وأكدت الهيئة في بيانها أنه قد تبين بالدليل القاطع أن هؤلاء المجرمين جميعاً من أعضاء حزب البعث البائد، على الرغم من أن الصور أظهرت أن كل رجل مسلح كان من أعضاء داعش، في حين تذكر المصادر الأمنية أن سبب إعدام هؤلاء الضحايا يعود إلى خلفيات طائفية.

وبحلول الذكرى السنوية الخامسة لمجزرة سبايكر احيا ذوو الشهداء ذكرى المجزرة التي ارتكبت بحق ابنائهم حيث رافقت هيئة الحشد الشعبي عوائل الشهداء لمكان الجريمة داخل مجمع القصور الرئاسية والذين استذكروا الفاجعة الاليمة وسط اجواء من الحزن غلبت على نفوس كل الحاضرين.

وياتي إحياء هذه الذكرى في كل عام لتذكير العالم اجمع بالافعال الوحشية والهمجية التي ارتكبتها عصابات "داعش" الارهابية بحق جميع العراقيين دون استثناء وان ارواح الشهداء ستبقى خالدة في قلوب العراقيين.

تخليد ذكرى الشهداء

وفي هذا الصدد يقول رئيس لجنة تخليد مجزرة سبايكر معين الكاظمي ان الحاضرين من اسر الشهداء قدموا مطالبهم للحكومة العراقية والمجتمع الدولي والتي تلخصت بالمطالبة بمتابعة المجرمين والحاق القصاص العادل بهم، فضلا عن تجريم الدول التي دعمت الارهاب في العراق منذ 2003 وحتى انتهائه، كما طالبوا بالتعويض عن هذه الجريمة واخذ الاجراءات اللازمة لعدم السماح بتكرارها.

وتابع ان لجنة تخليد مجزرة سبايكر ستنظم مؤتمرا دوليا بحضور الحكومة العراقية وممثلين عن المجتمع الدولي لاخذ دورهم فيما يخص المسؤولية التي تقع على عاتقهم ازاء هذه الجريمة الشنعاء لملاحقة الجناة وتعريف العالم بهذه الجريمة، فضلا عن البحث عمن تبقى من المفقودين.

*سيد طاهر قزويني