خاص بقناة العالم:

المشهداني يكشف اسرار التواجد الاميركي في "مثلث السليكون" بالعراق وسوريا

الإثنين ١٧ يونيو ٢٠١٩ - ٠٨:١٣ بتوقيت غرينتش

تحدث رئيس مجلس النواب العراقي الاسبق الدكتور محمود المشهداني في حوار خاص مع قناة العالم عن اسباب التواجد الاميركي في العراق وسوريا وتطرق الى ابرز التحديات والمخاطر التي تواجه العراق حاليا ومستقبله، وكذلك التطورات الوتوترات في المنطقة ككل.

العالم - خاص بالعالم

وقال المشهداني في برنامج "ضيف وحوار" الذي تبثه قناة العالم إن العراق امامه فرصة اخيرة حكومة ونظاما، ان لم يستطع ان يتخطاها فستكون هناك سيناريوهات كثيرة، معروفة ومجهولة، والتحدي الاول هو الاحتواء الامني، هو ان نستكمل الامن العراقي بعد القضاء على الذراع العسكري لداعش بواسطة كسر الارادة عسكريا، لكن امنيا هو احتواء الفكر وخلاياه النائمة وما تبقى وتناثر منه في بعض المناطق.

وأضاف: يجب ان نضع خطة متكاملة لا تقل أهمية عن الخطة العسكرية في كسر ارادة داعش، وهي الخطة الامنية في تنظيف العراق فكرا وخلايا نائمة من هذا التنظيم، وإلا ان تركت بذرة ربما سنتبت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة، وطبعا عوامل الانبات كثيرة.

وتابع المشهداني: ولذلك التحدي الآخر هو تحدي إعادة إعمار المناطق المهدمة وتحسين مستوى الخدمات لكي نستطيع ان نقترب كنظام وكحكومة من جزء من قناعة الشارع العراقي، لأن قناعة هذا الشارع في مجمله سلبية وغير راضية، ولذلك نخشى في الصيف القادم او في محطة من محطات الإعمار والخدمات إذا كان هناك فشل معين كالكهرباء في فصل الصيف او الإعمار في الموصل او نترك الموصل نهبا لمن هب ودب آنذاك ستكون هناك ردود فعل في الشارع الموصلي والبصري، وانا اخترت الموصل والبصرة كتسمية وانا اقصد الشارع الجنوبي والوسط والشمالي، وهذا هو التحدي الاكبر.

وقال: هذه المرة ان تعرضنا الى صدمة اخرى فأظن ان العراق ربما يتفتت، واذا تفتت ستكون هناك شرارات تتطاير منه هنا وهناك تحرق كل المنطقة، آنذاك من الذي سيدافع؟ العراق مرتكز مهم في نظرية الامن القومي العربي والإسلامي ولذلك ترى ان الاميركان اول ما هدموا هدموا العراق وعندما بدأوا بعملية التهديم ونظرية الفوضى الخلاقة بدأوا من العراق، ولا تنسى الإطروحات التاريخية اليهودية في مسألة العراق.

استعادة العراق دوره الاقليمي

وعن استعادة العراق دوره الإقليمي، اوضح الدكتور محمود المشهداني ان دول المنطقة ككل يبدو انها بدأت تفهم انه كفى! يجب ان يستقر العراق والا ستنفجر المنطقة بالكامل، وبالتالي كل دول الجوار القريب والبعيد تدعم اعادة اعمار العراق واستقراره، وقال: وبالتالي ليس لدينا مشكلة في العلاقات، ولكن لدينا سباق مع الزمن في استثمار هذه العلاقات لجلب مزيد من الاستثمارات لكي تبدأ عملية الإعمار.

واشار المشهداني الى أن العراق بحكم الجوار الطويل مع ايران لا يستطيع ان يتخذ موقف مثل الجوار البعيد معهم، بعض الدول العربية لديها جوار بعيد او خصومة مع ايران فهي اصلا علاقاتها سيئة معها وممكن ان تتخذ اي موقف، ولكن العراق صعب ان يتخذ موقفا مماثلا، العراق اذا اراد ان يتخذ موقفا صلبا مثل باقي الدول العربية ضد ايران سيتعرض الى اضطراب امني واقتصادي وغيره، فلذلك العراق لديه خصوصية في كل المواقف والعرب يفهموها.

واردف: لكن ايضا العراق يريد ان يتخلص من شعور اللادولة ويريد ان يكون دولة مستقلة ذات سيادة وصاحب قرار لا يتبع ولا يكون ذيل لأي دولة، يريد ان يقول حتى لامريكا كلا او نعم، يريد ان يتخذ قراره بنفسه بناء على مصلحته القومية العليا، وحتى نصل الى هذا يجب ان تكون لدينا دولة قوية وحكومة محبوبة من الشعب ليستطيع الحاكم آنذاك ان يملأ كفه من شارعه ومن انجازاته ويتخذ القرارات الصعبة.

استبدال الكيان الاسرائيلي بإيران كعدو أول للدول العربية

وقال الدكتور محمود المشهداني أن الصراع الطائفي الذي خطط له في الحكومات الخفية العالمية وفي اجتماعاتها، الفوضى الخلاقة، ينتج عنها "اسرائيل" قوية وينتج عنها صلح بين "اسرائيل" ومنطقتها كي ينتجون هذا الصلح وتتحول الدولة الاسرائيلية الى دولة يهودية، وعندما تتحول الى دولة يهودية ستكون محمية بالقوانين الدولية.

وتابع المشهداني: حتى تكون دولة يهودية فيجب ان تكون هناك دولة مسيحية ودويلة علوية ودويلة سنية ودويلة شيعية اثني عشرية ودويلة شيعية زيدية ودويلة درزية وهكذا، وهذه الدويلات الطائفية ستكون الحماية الحقيقية لأمن الكيان الاسرائيلي، لان آنذاك ستتفتت الأمة الواحدة الى هذه الكيانات الطائفية، و"اسرائيل" ستبقى هي "اسرائيل العظمى" لأن "اسرائيل الكبرى" فشلت نظريتها جغرافيا، "اسرائيل العظمى" هي الاقوى اقتصاديا وامنيا وهي التي تتكفل بحماية هذه الدويلات، وهذا هو مشروع اسرائيلي، بأن يتم تقسيم دول المنطقة كإيران والعراق وسوريا.

اتفاقية عدم الإعتداء بين ايران والدول العربية

وعن المقترح الذي عرضته ايران على دول مجلس التعاون بعقد اتفاقية عدم اعتداء بينها، قال المشهداني أن هذه بادرة جيدة تحتاج الى انضاج اكثر، والعراق بادر بحمل هذا المشروع الى اخوته العرب، وهي لا تزال في طي الرسالة ولم تتمخض عنها اي اجراء.

واضاف: بالحقيقة هذه الاتفاقية هي الحل، اي ان اميركا متواجدة في الخليج (الفارسي) بزعم حماية الدول العربية من ايران، وعندما يتم التصالح مع ايران فلا داعي للوجود الاميركي التي هي بالاساس تحلب الاموال من الدول العربية.

وتابع: ولذلك تحول عدو العرب الى ايران وليست "اسرائيل"، وهذا التحول الخطير سببه السياسات الخاطئة في المنطقة من كل الاطراف، وسببه عدم الشعور بوحدة الأمة، وإلا ما سبب هذه الصراعات التي لا يوجد لها اي مبرر سوى شعارات براقة تطلق هنا وهناك ونظريات سرعان ما تتآكل ويعفو عليها الزمن، الامة الآن في خطر.

وعن القمة الاخيرة في مكة المكرمة تساءل الدكتور محمود المشهداني عن فائدة هذه القمة قائلا إنها لم ينتج عنها أي حل؟ وتساءل ايضا: ألا يقدر مليارا مسلم على اعداد قليلة من اليهود؟ الأمة ضعيفة ويحتاج لها نهضة وهذه النهضة لا يمكن ان تبدأ إلا بوحدة الصف، ويجب تجاوز المواضيع الطائفية وغيرها، وهذه لحظة تاريخية ويجب أن تجلس الامة الإسلامية برؤوسها الخمسة (او اكثر) ويشعر العالم بأن مؤامرتهم على الامة فشلت ويحدث انهاض للمسلمين وليس تعجيز لهم، المؤامرة وصلت الى مبتغاها.

الحرب بين ايران وامريكا

وفي جانب آخر من حديثه قال المشهداني: الولايات المتحدة ثور هائج، اقوى دولة في العالم ولا تخشى شيء، لا تخاف الله ولا عبد الله، وعندها قوة ممكن اي تؤذيك بها بأي وسيلة، الولايات المتحدة دولة عظمى وايران اقوى دولة إقليمية، وإذا حدث احتكاك فستحترق كلها، وأول من سيحترق هو العراق، فبأبسط اضطراب يحدث ستخرج بقايا الارهابيين من هنا وهناك ويرجع الوضع الامني الى السابق، العراقيون جربوا كل الويلات والمصائب ولذلك نحن نرتجف رعبا من انفلات الامور.

واردف: لكن هناك حسابات عالمية ممكن ان تحد من الاندفاع الاميركي وحكمة ايرانية قد لا تسمح لها بالذهاب الى المجهول، ولذلك اعتقد ان الجميع يريد المفاوضات، لكن كل طرف يريد الذهاب الى المفاوضات وهو قوي، وهذه قاعدة، فمن يذهب وهو ضعيف ستفرض عليه شروط استسلام بدون معركة، لا يجب الهزيمة قبل الدخول للمعركة.

واضاف المشهداني: الايرانيون في تفكيرهم يجب ان يدخلوا المفاوضات وهم في موقف المناورة والقوة، ايران لن تسقط وفيها عدد سكان هائل، وتاريخيا ايران لم يحتلها احد، لكن المشكلة حاليا في الحصار الاقتصادي.

الحضور الاميركي في العراق

وحول الحضور الاميركي في العراق قال الدكتور محمود المشهداني: نحن لا نزال تحت وصاية الامم المتحدة، نحن الآن خرجنا من كوننا نمثل تهديدا للسلم العالمي، اي البند السابع، لكننا لا نزال تحت البند السادس وغيره، نحن نطمح الى اليوم الذي نكون فيه اكثلا استقلالا وان لا يكون التواجد الاميركي بهذا الكم الهائل المرعب، وهذا يحدث عندما تجلس المنطقة بالكامل وتتفق على التهدئة وعلى الاخوة وعلى مسيرة التنمية لشعوبنا جميعا آن ذاك لا مجال لدخول الغريب بيننا.

وتابع المشهداني: القواعد الاميركية في العراق هي في المثلث "السني" الساخن كما كان يسمى سابقا، وهو مثلث المعارضة ضد الاميركان، فأكيد انهم مادام لديهم قواعد هناك فيجب ان يطمأنوا ان المحيط "السني" حولهم هو غير عدو، وبالتالي يقيمون علاقات هنا وهناك ويلتقون بشيوخ وغيرهم.

وكشف: الولايات المتحدة تتواجد اليوم في "مثلث السليكون" في شرق سوريا وغرب العراق، وهي اغلى مادة في العالم حاليا، ولذلك لن يغادرها الامريكان، وعين الاسد وجدت هناك لهذا السبب، واذا تم اخراج الاميركيين عبر قانون في البرلمان العراقي فستعمل بالخطة "باء" لاسقاط النظام في العراق، ولذلك فالعراق لا يزال هشا ويحتاج الى الحواضن العربية والإسلامية، ونسأل الله ان تكون هذه الصراعات دبلوماسية وليست صراعات قوى.