هل اضحت السعودية ورقة شجر تقلبها رياح اميركا؟

هل اضحت السعودية ورقة شجر تقلبها رياح اميركا؟
الجمعة ٢١ يونيو ٢٠١٩ - ١٠:٤٦ بتوقيت غرينتش

العالم- السعودية

العالم - تقارير

رغم محاولات النظام السعودي اظهار نفسه انه حليف قوي لامريكا ويقوم بتدخلات واعتداءات على دول المنطقة استنادا على هذا الدعم الا ان الحقيقة ان الرياض اصبحت كالكرة التي يقذفها الامريكان حيثما يشاؤوا وهذا يظهر جليا في استغلال الرئيس الاميركي دونالد ترامب للسعودية واهاناته المكررة لها، كما يظهر ايضا في سياسات المؤسسات الاميركية ضد الدعم الترامبي للرياض.

يصر مجلس الشيوخ الأمريكي، ان يتصدى لسياسات الرئيس دونالد ترامب الذي يريد تخطي جميع القواعد الاميركية من اجل تحقيق مكاسب يستطيع استغلالها في حملته الانتخابية، ففي خطوة جرئية اتخذ مجلس الشيوخ، الخميس، قرارا يعارض خطة ترامب" لإتمام صفقات بيع أسلحة للسعودية ودول أخرى.

وافادت وكالة رويترز ان 53 نائبا مقابل 45 صوتوا لصالح أول مشروع قرار من أصل 22 مشروعا لرفض قرار اتخذه "ترامب"، الشهر الماضي، لتخطي عملية مراجعة الكونغرس للصفقات وإتمام اتفاقات أسلحة مع السعودية والإمارات ودول أخرى، قيمتها تتخطى الـ 8 مليارات دولار.

ورفض المشرعون قرار "ترامب" إعلان حالة طوارئ تتصل بما اسماه ترامب "تهديدات إيران" من أجل المضي قدما في مبيعات الأسلحة على الرغم من اعتراضات الكونغرس.
وأعلن زعيم الأغلبية بالمجلس (جمهوري) "ميتش ماكونيل" الأربعاء، عن اتفاق لإجراء التصويت بعدما طرحت مجموعة أعضاء (بينهم جمهوريون) الشهر الماضي 22 تشريعا منفصلا اعتراضا على صفقات السلاح مع السعودية والإمارات.

وسبق ذلك، إعلان السيناتور "بوب منينديز"، زعيم الديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، أن "ماكونيل" وافق على السماح بإجراء تصويت بالمجلس على وقف 22 صفقة أسلحة يعتبر منتقدون أنها ستفاقم الحرب في اليمن، مضيفا أن أعضاء مجلس الشيوخ يعملون أيضا على تشريع "لتحميل السعودية المسؤولية عن انتهاكات لحقوق الإنسان وعن مقتل الصحفي جمال خاشقجي"، بحسب رويترز.

وأشار "منينديز" إلى أن لجنة العلاقات الخارجية ستبحث قريبا - ربما الأسبوع المقبل - تشريعا ينتزع من "ترامب" أو أي رئيس غيره إمكانية استخدام سلطات الطوارئ لبيع سلاح لأي بلد بخلاف أعضاء حلف شمال الأطلسي وشركاء رئيسيين آخرين محددين.

وتزامنت تصريحات "منينديز" مع تقرير الصادر عن أغنيس كالامارد"، مقررة الأمم المتحدة الخاصة الذي اكد على ضرورة التحقيق مع ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" ومسؤولين كبار آخرين بالمملكة فيما يتصل بمقتل الصحفي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ويعرقل أعضاء في الكونغرس مبيعات المعدات العسكرية الهجومية للسعودية والإمارات منذ أشهر، بسبب الغضب من عدد القتلى المدنيين المرتفع جراء عدوانها على اليمن، وكذلك انتهاكات حقوق الإنسان.

وفي سياق متصل، وبالرغم من ان منع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو منع وضع السعودية على قائمة أمريكية للدول التي تجند الأطفال واتهامها باستغلال الاطفال في دوانها على اليمن، لكن الخارجية الاميركية نفسها أدرجت امس الخميس، السعودية مع كوبا على قائمتها السوداء للدول التي لا تبذل جهودا كافية لمكافحة الإتجار بالبشر، ما قد يؤدي إلى فرض عقوبات عليهما مستقبلا.

وقال وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، وهو يقدم التقرير: "إذا لم تقف (تلك الدول) في وجه الإتجار، فستقف أمريكا بوجهها".

وقال خبراء ان الكونغرس الاميركي يرفض ان تكون امريكا اداة في يد السعودية خاصة انهم يصفون ترامب "برجل السعودية في البيت الابيض"، بينما راى محللون سياسيون ان الرياض قد وقعت فريسة للمؤسسات الاميركية وان الكل يحاول ابتزاز السعودية بتلوين ادوارهم.

على اي حال وضع النظام السعودي نفسه في موقف حرج وارتضى ان يكون كالفريسة التي يلتهمها الوحوش او الكرة التي يلعب بها البعض ويمررها من شخص لاخر، بدلا من تحقيق الامان والاستقرار والحفاظ على ثروات منطقة الشرق الاوسط عبر تعاونها مع دول المنطقة.