لمن القول الفصل في ادارة ترامب ؟

لمن القول الفصل في ادارة ترامب ؟
الإثنين ٢٤ يونيو ٢٠١٩ - ٠٥:٠٨ بتوقيت غرينتش

الخبر واعرابه

العالمالخبر واعرابه

الخبر : شبه الرئيس دونالد ترامب مستشار الامن القومي الامريكي جون بولتون بـ"الصقر" الذي يتوق للحرب مع العالم أجمع ، مؤكدا في نفس الوقت أن القول الفصل في جميع القضايا يعود له وحده.

التحلیل:

-ترامب كشف عن ان بولتون كان المحرض له على الهجوم على ايران بعد حادثة اسقاط طائرة التجسس الامريكية المسيرة ، ولكنه رجح اقتراح رئيس الاركان العامة للجيش الامريكي جوزيف دانفورد القاضي بضبط النفس حيال الهجوم على ايران . ترامب يهدف من خلال تصريحاته هذه الى التمظهر بأنه شخص ديمقراطي وداعية للسلام اولا ، وتقديم نفسه للراي العام على انه شخصية بعيدة عن الانفعال والاستبداد بالراي ثانيا ، وثالثا واخيرا ، الايحاء من خلال متابعة سياسة الدعوة الى التفاوض في ظل تصعيد التهديدات ، على ان الخيار العسكري ضد ايران لا زال قائما وفاعلا . ما يستنبط من هذا الكلام هو ان ترامب ضحى ببولتون من اجل اظهار نفسه على انه شخصية داعية للسلام .

-ترامب قدم بولتون على انه كان من المؤيدين لغزو العراق وبانه كان من المعارضين لهذا الامر قبل عقدين . في الواقع ترامب من خلال تصريحاته هذه يحاول ايصال رسالة الى الراي العام مفادها ان عدم مواكبة سائر الدول لسياساته سيكون بمثابة تصعيد التوتر لاسيما في منطقة الشرق الاوسط ، ومن هذا المنطلق فان على العالم ان يشكر ترامب لانه يسيطر على متطرفين مثل بولتون .

-الى جانب مواقف ترامب هذه ، صرح بولتون من الاراضي الفلسطينية المحتلة ان على ايران ان لا تعتبر تحفظ امريكا بانه ناتج عن ضعفها . تصريح بولتون هذا وان كان يوضع في خانة تجبير خاطر نتنياهو و "اسرائيل" لعدم شن امريكا هجوما عسكريا على ايران ، ولكنه في الواقع لا يهدف سوى الى حرف الراي العام عن الخطوة غير الشرعية التي قامت بها امريكا بتجسسها على ايران . لاشك ان فضيحة اثبات التجسس والعمل غير القانوني الذي يتعارض مع القانون الدولي والذي يتمثل في ارسال طائرة تجسس مسيرة الى ايران هي اشد وطأة على ترامب من اسقاط طائرة التجسس نفسها .

-في حين اعلن بان روسيا والصين وتركيا تدرس موضوع انشاء قناة مالية جديدة مع ايران ، وفي حين ازدادت وتيرة زيارات المسؤولين الاوروبيين الى ايران بهدف الحفاظ على الاتفاق النووي خلال الفترة المتبقية من الموعد الذي حددته ايران ، واخيرا وفي خضم المناخ الذي اصبح يسود حلفاء امريكا الاقليميين لاسيما الامارات واطلاق مواقف اكثر عقلانية وتتسم بالحيطة والحذر نظرا للظروف الجديدة ، فان زيارة وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو الى كل من السعودية والامارات تاتي بهدف الحيلولة دون حدوث اي فجوة وهوة في مواكبة هذه الدول لساسات امريكا . ويمكن تفسير اعلان حكومتي هذين البلدين تعليق طيران رحلاتهما من اجواء ايران ومضيق هرمز في هذا الاطار .

-نظرة عابرة على الاحداث التي شهدتها المنطقة خلال الايام الاخيرة تشير الى ان القول الفصل في حكومة ترامب ، ليس لرئيس الجمهورية ولا لبولتون ولا اي مسؤول آخر ، بل ان الفيصل هي الاحداث المتسارعة التي تزيد من تخبط امريكا على صعيد اتخاذ القرارات في كل لحظة .