اسرار القصة الكاملة لحصار قطر وسقوط الوزير

اسرار القصة الكاملة لحصار قطر وسقوط الوزير
الجمعة ٢٨ يونيو ٢٠١٩ - ٠٦:٤٨ بتوقيت غرينتش

الكثير من الحقائق تكشفها احاطة وزير الخارجية الأمريكي السابق، ريكس تيلرسون ومن تلك الحقائق: أسباب الأزمة الخليجية التي وقعت بين قطر وجيرانها الخليجيات، والعاصمة العربية التي جرى التوقيع على اراضيها قرار فرض الحصار على قطر ، اضافة الى الشخصيات المتورطة بهذا القرار والذي تم الاعلان عنه في يونيو من العام 2017.

العالم - تقارير

تلك المعلومات كشفها وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون في مقابلة مغلقة استمرت سبع ساعات، مع قادة لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي وقامت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بعرض تلك المعلومات عبر موقعها الإلكتروني، الخميس.

الصحيفة حصلت على نسخة من النص المؤلف من 143 صفحة للمقابلة، قبل أن تصدره اللجنة حيث جرى تنقيح أجزاء من النص بناءً على طلب تيلرسون ووزارة الخارجية.

ثروة الدوحة والخلاف مع السعودية

وقال تيلرسون: إن خلافات السعودية والإمارات مع قطر ترجع إلى ثروة الدوحة وأدائها دوراً فعالاً بمنطقة الشرق الأوسط، كما امتدح تيلرسون موقف قطر واميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي وصفه بانه "ينظر للأمام ويتمتع بعقلية إصلاحية، وذلك يخلق ضغوطاً على الآخرين في إشارة إلى السعودية والإمارات.

وكما يبدو من حديث تيلرسون ان خلاف السعودية والامارات مع قطر هو لايقتصر على سياستها الخارجية او الاعلامية بل ينطبق ايضا على سياستها الداخلية ومسيرة الاصلاحات التي كانت الدوحة القيام بها والتي تعبتبرها بلدان الجوار انها خطر يهدد وجودها ومصيرها.

احتمال تحول مطالبات التغيير والاصلاح في قطر الى مطالبات شعبية في السعودية والامارات هو اشد مايثير المخاوف لدى حكام الرياض وابو ظبي، ومن هنا هي ستعمل على وءد تلك الحركة الاصلاحية قبل ولادتها لكي لاتتمدد الى اراضيها.

الاتفاق المشؤوم مع كوشنر

بدأ التحرك السعودي بحسب الصحيفة الاميركية عندما ابلغ السعوديون والاماراتيون جاريد كوشنر، مستشار الرئيس دونالد ترامب، ومستشار الشؤون الاستراتيجية السابق ستيف بانون، خلال مأدبة عشاء بالرياض، في 2017، عن خططهم السرية لفرض الحصار على قطر.

الوزير الاميركي ريكس تيلرسون لم يكن على علم بهذا المخطط مما ادى الى انزعاجه وربما تسبب باستقالته من وزارة الخارجية وقال الوزير في احاطته "لم أكن أعرف عن هذه الخطط، وهذا ما جعلني غاضباً (..) لم يكن لدي ما أقوله، بالعادة لا يتم الإفصاح عن رؤى وزارة الخارجية".

لم يكن وزير الخارجية وحده الجاهل بما يحدث من وراء ظهره بل كان الى جانبه في الجهل بالقضية وزير الدفاع الاميركي جيم ماتيس وهن يقول تيلرسون في احاطته : "كنت أنا ووزير الدفاع في حينها، جيم ماتيس، وفوجئنا عندما سمعنا عن الحصار المفروض على قطر، الذي أطلقته السعودية والإمارات، حيث كنا في رحلة دبلوماسية إلى أستراليا، وبهذه اللحظات سارعنا لإجراء مكالمات مع الشرق الأوسط".

تحرك وزير الخارجية الاميركي

ومن اسوء الامور على وزير خارجية الولايات المتحدة ان تدار الامور في البيت الابيض من وراء ظهره، وان يتم اتخاذ القرارات حتى من دون مشورته وكأن هناك خططا معدة تاتي من خارج البيت الابيض وبخلاف توجهات الخارجية الاميركية ومن هنا كانت تحركات تيلرسون بعكس الاتجاه الذي كان يرغب بتوسعة الخلاف مابين قطر وجيرانها وهن يقول تيلرسون: "في هذه المرحلة طالبت جميع الأطراف بالتزام الهدوء وعدم التصعيد".

وتكشف الصحيفة أن ما حدث يُظهر أن كوشنر وبانون، كانا على علم بالسياسة الخارجية خلال السنة الأولى لإدارة ترامب، في المناطق الأكثر حساسية في العالم، دون إخبار كبار المسؤولين.

وهكذا تكشف الصحيفة عن المزيد من الترابط مابين كوشنر وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وتوضح الصحيفة: أن النقاد يرون أن كوشنر لديه علاقات قوية بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد، وهما حاكمان أدت سياساتهما إلى ارتكاب فظائع في مجال حقوق الإنسان.

حصار قطر وزعزعة الاستقرار في المنطقة

وتقول الصحيفة إن الحصار المفروض على قطر أدى إلى زعزعة العلاقات التي حافظت عليها الولايات المتحدة منذ فترة طويلة في المنطقة، في وقت تستضيف الدوحة قاعدة عسكرية أمريكية مهمة في الشرق الأوسط.

وتكشف الصحيفة هنا عن حقيقة كانت خافية عن كثيرين وهي: عندما اندلعت الأزمة الخليجية كان ترامب يميل إلى تأييد دول الحصار الرباعي، قبل أن يتراجع ويثني على أمير قطر، ووصفه بأنه "مناصر كبير" لمكافحة تمويل الإرهاب، و"رجل عظيم وصديق".

وفي 5 يونيو 2017، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً؛ بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة، وتتهم الرباعي بالسعي إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

وصرح تليرسون آنذاك بالقول: "إن الحصار الذي تفرضه دول خليجية على قطر غير مقبول، نعتقد أنه من المهم بقاء مجلس التعاون الخليجي موحداً" وهنا يتبادر الى الذهن سؤال عريض هو : هل كان ترامب يسعى الى تقويض وتفكيك مجلس التعاون؟