تنافس امريكي روسي على تسيلح الجيش اللبناني

تنافس امريكي روسي على تسيلح الجيش اللبناني
الجمعة ٢٨ يونيو ٢٠١٩ - ٠١:٥٠ بتوقيت غرينتش

شكل تأجيل زيارة وزير الدفاع اللبناني الياس بو صعب الى موسكو حدثا فتح ابواباً واسعة من التساؤلات، خصوصا وان الزيارة كانت مقررة رسميا بعد التحضيرات الخاصة من الجانب الروسي لها. الامر الذي اثار جملة من التحليلات تمحورت بغالبيتها حول التنافس الروسي الامريكي في لبنان.

العالم - لبنان

ويرى مراقبون ان هذا التنافس يتركز حول ملفين اساسيين. الاول ملف النفط والذي يستدعي سباقا دوليا وعلى راسهم امريكا للاستثمار به.

والثاني، ملف تسليح الجيش اللبناني وسط سعي روسي الدخول الى عدد من دول المنطقة، لا سيما بعد التقدم الميداني والسياسي في سوريا.

ومما لا شك فيه ان واشنطن تعتبر دعمها المشروط للجيش اللبناني جزءاً اساسيا من نفوذها في لبنان وهي تسعى دائما للتلويح بهذا النفوذ للحفاظ عليه، على اعتبار ان المؤسسة العسكرية اللبنانية بالمنظار الامربكي هي الضمان الاساسي في رؤية البيت الابيض لما تزعمه بانها تمنع من سقوط البلد بيد حزب الله. وهذه المقولة جزء من الترهيب الغير مباشر لابقاء لبنان تحت نفوذها المشبوه.

الا انه وكما يرى المتابعون انه خلال الفترة الاخيرة انطلقت مبادرات جدية من قبل وزراء الدفاع اللبنانی السابق والحالي لفتح باب التواصل مع موسكو وغيرها، لاسيما الجمهورية الاسلامية فی ایران والتي أبدت كل تعاون ودعم عسكري واقتصادي غير مشروط. لتصطدم هذه المحاولات بالنفوذ الامريكي المصحوب بالتهديد والوعيد والتهويل ما يمنع لبنان الاستفادة من اي دعم خارج دائرة واشنطن.

وفي هذ السياق يرى البعض ان وزير الدفاع اللبناني يبدو انه عازم على فتح الخطوط مع موسكو من اجل الوصول الى اتفاقات تؤمن الدعم الكامل للجيش اللبناني، قابلها رد امريكي تجلى بانفتاح واشنطن على قائد الجيش جوزف عون ودعوته مؤخرا لزيارة الولايات المتحدة، في اشارة تريد من خلالها واشنطن تقويض جهود بو صعب اتجاه روسيا وتفضيلها التعامل المباشر مع قائد الجيش، لمنع اي عبور باتجاهات اخرى.

يبقى السؤال المطروح وعلى ضوء المعطيات التي ادت الى تأجيل زيارة بوصعب الى موسكو الاقرب الى الالغاء. فهل تقطع امريكا الطريق على لبنان؟ ام ان للبنان رؤية اخرى ربما تتمثل بمشروع يوازي الرد على الامريكي وهو اتفاق لبناني روسي من النوع الثقيل.

حسین عزالدین