أوروبا تعطي إيران من طرف اللسان حلاوة

أوروبا تعطي إيران من طرف اللسان حلاوة
السبت ٢٩ يونيو ٢٠١٩ - ١١:١١ بتوقيت غرينتش

بات واضحا من اليوم الاول الذي خرجت منه امريكا من الاتفاق النووي، ان اوروبا،  لم تخطو خطوة واحدة الى الامام من اجل الحفاظ على الاتفاق النووي، فحسب ، بل خطت خطوات كبيرة الى الوراء، عندما وقفت تتفرج على انسحاب شركاتها من ايران، تحت تهديد امريكا، دون ان تحرك ساكنا.

العالم - كشكول

ايران منحت الدول الاوروبية عاما كاملا لاثبات حسن نواياها تجاها، وتجاه دورها كفوة كبرى تحترم تعهداتها ومواثيقها الدولية، الا ان العام مضى ولم تسمع ايران سوى تهديدات وتحذيرات من هذه الدول تطالبها الالتزام الكامل بالاتفاق النووي، بينما التزمت بالصمت امام بلطجة ترامب وانتهاكه للمعاهجات والمواثيق الدولية، وتهديده العالم اجمع ، وخاصة اوروبا من مغبة شراء نفط ايران او التعامل معها.

اضطرت ايران ان تمنح الغرب مهلة ستين يوما، تنتهي في 7 تموز القادم، قبل ان تقلص التزامتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي، وعندما استشعرت الدول الاوروبية جدية تحذير ايران، اخذت بتكرار الحديث عن تفعيل الالية المالية "اينستكس" التي كانت ومازالت حبرا على ورق.

ايران ورغم انها لم تتوقع خيرا من اجتماع اللجنة المشتركة للاتفاق النووي الذي عقد يوم امس الجمعة بفيينا، لكنها شاركت فيه وبكل جدية، الا انه وبعد اربع ساعات من المباحثات، لم تحصل ايران على شيء ملموس سوى، ذات الوعود القديمة بشان تفعيل"اينستكس".

حتى وعود الاوروبيين في هذا الاجتماع لم تصل الى الحد الادنى من تعهداتهم في الاتفاق النووي، بينما سردوا النقاط تلو النقاط بشأن ايران وضرورة مواصلتها الالتزام بالاتفاق من جانب واحد.

يبدو ان اوروبا ومنذ عام كامل تعطي ايران من طرف اللسان حلاوة وتروغ منها كما يروغ الثعلب، ولكن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فإيران لا يمكن ان تواصل طرق ابواب اوروبا من اجل ان يلتزم الاوروبيون بتعهداتهم التي نكثوها، لذا يبقي يوم 7 نيسان، يوما مصيريا بالنسبة لاوروبا والعالم، فاما ان تحترم اوروبا توقيعها، واما ان تتحمل تداعيات تبعيتها لامريكا، وعندها لن يلوم العالم ايران، التي تمسكت بالاتفاق النووي بشهادة 15 تقريرا صادرا عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رغم انسحاب امريكا من الاتفاق، وفرضها حظرا تجويعيا على الشعب الايراني، بالتواطؤ مع اوروبا.