أبو مرزوق: محاولات تصفية القضية الفلسطينية ستبوء بالفشل

أبو مرزوق: محاولات تصفية القضية الفلسطينية ستبوء بالفشل
الأحد ٣٠ يونيو ٢٠١٩ - ٠٤:٢٤ بتوقيت غرينتش

أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور موسى أبو مرزوق أن كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية ستبوء بالفشل الذريع، مشددا على أنه لا "تنازل عن الأرض الفلسطينية، ولا بديل عن حق العودة والمقاومة لاسترداد الحقوق".

العالم - فلسطين

ووجه الدكتور أبو مرزوق في حوار خاص مع "المركز الفلسطيني للإعلام"، تحيته إلى الشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، على "صموده الكبير في وجه المؤامرات التي تستهدف قضيته وصفوفه".

وعما يسمى صفقة القرن وورشة البحرين، أوضح أنها وُجدت كتسويق لأفكار إسرائيلية على أنها مقترحات أمريكية جديدة، قائلا: "صفقة القرن جاءت لتصفية القضية الفلسطينية، وليس لإيجاد حل عادل لها، إضافة إلى سعي الولايات المتحدة لدمج الكيان الصهيوني مع مكونات الإقليم".

وتابع: "يأتي مؤتمر المنامة الاقتصادي بعد مؤتمر وارسو الأمني، وتوظف إدارة الرئيس ترمب الهيمنة الأمريكية لفرض وقائع على الأرض تستبق طرح الخطة الأمريكية لتسهيل فرضها رغبة منها للوصول إلى وأد كامل لحقوق الشعب الفلسطيني".

وأكد القيادي في حركة حماس أنه لن يكتب للخطة النجاح طالما الموقف الفلسطيني موحد وثابت ومسنود بالرأي العام العربي والإسلامي، قائلاً: "الخطة الاقتصادية هزيلة أصلًا وفرقعة في الهواء، وليست حقيقة على أرض الواقع لتغير الواقع الفلسطيني، وحتى وإن غيّرت الواقع فقضيتنا سياسية وليست اقتصادية، وليست عمارات نبنيها ولا شوارع نشيدها ولا مصانع ننشؤها، وإنما شعب يجب أن يعود وأرض لابد لها من التحرير، وأخيرًا هذا المؤتمر الحاضر فيه غائب والغائب رافض للإجراءات الأمريكية".

وأشار إلى أن الوضع الفلسطيني يمر في مأزق شديد، في ظل استمرار مشاريع التصفية للقضية الفلسطينية، مؤكداً على ضرورة أن يواجه الفلسطينيون كل استحقاقات المرحلة بالوحدة الوطنية والشراكة الوطنية.

وأضاف: "يجب أن نرمي بعيدًا كل الضغوطات الخارجية التي تقع على الشعب الفلسطيني أو السلطة في رام الله؛ حتى نستطيع التوحد، بمعنى أننا كلنا شركاء في المستقبل وفي الحاضر وفي الواقع السياسي ومن يحدد لهذه الشراكة قدرها ووزنها، هو الشعب الفلسطيني نفسه".

ودعا أبو مرزوق إلى ضرورة الكفاح الجماعي للوصول والحفاظ على الوحدة الوطنية، وأن "تكون منظمة التحرير الفلسطينية الإطار الجامع للكل الوطني بلا استثناء، وأن تنهي مشروع أوسلو الذي دمّر مستقبلنا وأنهك قوانا وفرّق وحدتنا".

وإليكم النص الكامل للمقابلة الخاصة مع الدكتور موسى أبو مرزوق..

* الوضع الفلسطيني يصل إلى طريق صعب ومعقد، فالقدس تهوّد، والاستيطان يستولي على الضفة، وغزة محاصرة، والانقسام الداخلي مستمر.. ومشاريع تصفية القضية الفلسطينية تجري بتساوق عربي.. كيف تواجه حركة حماس كل هذه التحديات؟

الوضع الفلسطيني جميعه في مأزق شديد وفي حالة لا يحسد عليها، لكنها ليست المشكلة الأولى التي تمر على شعبنا الفلسطيني، ومشاريع التصفية مستمرة منذ هجرة الشعب الفلسطيني، والعالم العربي كان جزءًا من الوضع المأساوي للفلسطينيين، وأحيانا كان عكس ذلك.

وبلا شك نحن كفلسطينيين علينا أن نغير هذا الواقع وأن نواجه كل استحقاقات المرحلة بكل قوانا، وأول هذه الاستحقاقات وحدة الشارع والموقف والجسم الفلسطيني، ويجب أن نرمي بعيدًا كل الضغوطات الخارجية التي تقع على الشعب الفلسطيني أو السلطة في رام الله، وذلك حتى نستطيع التوحد، بمعنى أننا كلنا شركاء في المستقبل وفي الحاضر وفي الواقع السياسي، ومن يحدد لهذه الشراكة قدرها ووزنها، هو الشعب الفلسطيني نفسه.

ونحن نريد أن نذهب جميعًا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج يوافق عليها الجميع الفلسطيني ثم تشرف هذه الحكومة على انتخابات تحدد كم لكل فئة من فئات الشعب الفلسطيني نصيبها من هذه المشاركة حتى نستطيع في نهاية المطاف تشكيل قيادة فلسطينية واحدة، وهذه القيادة الفلسطينية الموحدة هي التي تتولى التخطيط لمواجهة كل ما هو متعلق بهذه الصعاب، أما ونحن منقسمين فلا نستطيع أن نواجه لا تهويد القدس ولا الاستيطان ولا حصار قطاع غزة.

*أين تكمن الخطورة فيما يسمى صفقة القرن وورشة المنامة؟ وما هو موقف حماس منها؟

ترتكز الصفقة على محورين، أحدهما محور سياسي والآخر محور اقتصادي، ويهدف المحور السياسي إلى إنهاء الملفات الأساسية المتعلقة بالقضية الفلسطينية كما حدث مع القدس، واللاجئين، والاستيطان. في المقابل يهدف المحور الاقتصادي إلى استخدام المال كعصا وجزرة في آن واحد، ومحاولة خلق حل هجين للدولة الفلسطينية ككيان أقل من حكم ذاتي منزوع السيادة على مجموعة من الكنتونات الفلسطينية.

هذا إلى جانب التطبيع العربي الإسرائيلي والعداء لإيران، وتحميل الحكومات في بلاد اللجوء أعباء اللاجئين الفلسطينيين.

تتخذ حركة حماس موقفًا واضحًا وحاسمًا يرفض صفقة القرن جملة وتفصيلًا، وتحذَر أي جهة تعمل على إنجاحها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ونرى أن فرص نجاحها ضعيفة، وأنها تحمل فيها بذور فشلها، وسنفشلها بكل الوسائل المتاحة لدينا. وأبرزها تعزيز المقاومة والوحدة الوطنية والتفاعل الجماهيري والاتصالات السياسية، وشحذ الإعلام لمواجهة الصفقة وتوعية الجماهير.

وقد أوصلنا للأشقاء في البحرين موقفنا عبر الأثير بأن لا يستقبلوا هذا المؤتمر، وأن لا يكونوا شركاء فيه، فهذا المؤتمر ضد الإرادة الفلسطينية، وفي البحرين والسعودية وغيرها من دول الخليج كانوا يقولون "نرضى بما يرضى به الفلسطينيون" واليوم لا يرضى الفلسطينيون بهذا المؤتمر فلماذا حضرتموه وخالفتم الإرادة الفلسطينية؟!

*كيف تقرأ المشاركة العربية في الورشة رغم المقاطعة الفلسطينية؟

الدول التي شاركت في مؤتمر المنامة ساهمت بطريقة مباشرة على إنجاح الموقف الأمريكي، وهذا أمر مرفوض ويمس جوهر حقوقنا الوطنية، وقد شكر كوشنير في بداية حديثه الوفود التي حضرت وقاومت الضغوط لعدم الحضور.

وفي الحقيقة من حضر جاء استجابة للضغوط الأمريكية ولا أدري كيف عكس الحقائق، ويعلم الجميع أن الأمريكان ضغطوا على كثير من الدول للحضور، ورغم ذلك كان الحضور ضعيفًا، وأعتقد هذا الفشل الثاني الذي تُمنى به صفقة القرن بعد المؤتمر الأمني الذي عُقد في وارسو والآن مؤتمر اقتصادي في البحرين وذاك فشل وهذا أفشل من الأول، وأوروبا اتخذت موقف من المؤتمر إما بعدم الحضور أو الحضور بمستوى متدني، وكذلك في مؤتمر وارسو فعلت نفس الشيء، ولا أدري لماذا الإصرار على هذه الموقف من أمريكا وهي تعلم أنه لا العرب ولا الأوربيين موافقون على ما يجري، وليس فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فقط، وإنما في العديد من القضايا التي تدور في الشرق الأوسط والعالم.

*ما هي خيارات الرد على ما يسمى "صفقة القرن" وورشة البحرين؟

كما أسلفت، فلا يوجد أمامنا خيار سوى الوحدة والتكاتف ومواجهة هذه الخطة الأمريكية، لكي لا تنجح صفقة القرن ولا ورشة البحرين، وعلينا أن نعتمد على أنفسنا كفلسطينيين، ونواجه كل ما هو متعلق بتصفية القضية الفلسطينية، وأن نواجه صفقة القرن، وبالرغم من أن هنالك إجراءات ستفرض علينا فلن يكتب لها النجاح طالما كنا مقاومين لها.

وحديث كوشنير عن 50 مليار على مدار 10 سنوات، تقسم على الضفة والقطاع ولبنان والأردن ومصر، ونصيب كل منطقة هو محدود للغاية كما أنهم سيجمعون للعرب من العرب، وبالتالي أمريكا لن تخسر شيئا في هذا الموضوع وأن نصيب السلطة المقدّر بـ 800 مليون هي القيمة التي كانت تدفعها الدول للاقتصاد الفلسطيني دعمًا لموازنة السلطة ولاستمرارها بالقيام بالاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي، وهذا يوضح أن هذه الخطة الاقتصادية هزيلة أصلًا وفرقعة في الهواء، وليست حقيقة على أرض الواقع لتغير الواقع الفلسطيني، وحتى وإن غيّرت الواقع فقضيتنا سياسية وليست اقتصادية، وليست عمارات نبنيها ولا شوارع نشيدها، ولا مصانع ننشؤها وإنما شعب مشرد يجب أن يعود وأرض لابد لها من التحرير.

وهنالك استحقاقات راهنة باستمرار المقاومة ووقف التنسيق الأمني ورفض كل الاتفاقيات التي تضر بمستقبل الشعب الفلسطيني ونحن شعب ليس أمامه إلا الانتصار.

*لماذا لا يكون رفض ما يسمى "صفقة القرن" وورشة البحرين خطوة في اتجاه الوحدة الفلسطينية؟

نأمل أن يكون هناك خطوات لأجل المصالحة ونحن نأمل أن يطبق قرارات المركزي خصوصًا ما يتعلق بإيقاف التنسيق الأمني، ونحن نأمل جميعًا مقاومة الاحتلال في الضفة الغربية، ونحن نأمل ونرجو أن يكون بيننا وحركة فتح مواقف متينة لمواجهة جميع المخططات التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، ولكن هذا يحتاج إلى موقف من الجانب الآخر مماثل حتى نصل إلى موقف موحد.

*هل المقاومة قادرة على الصمود في وجه كل هذه التحديات والمشاريع الدولية؟

مقاومتنا صامدة وتستمد هذا الصمود من شعبنا الذي واجه كل المشاريع وبقي متمسكا بحقه في العودة ووحدته، وبكل الأدوات التي يستطيع فيها أن يعود إلى بلاده، والمقاومة يشتد عودها وعزيمتها، وهي قادرة على الصمود وصحيح أن الحصار شديد لكننا نصنع سلاحنا، ولا نريد من الآخرين إلا أن يساعدوا شعبنا على الصمود في مواجهة الاحتلال الذي يمده الأمريكان والأوروبيون بكل أسباب الحياة، وأن لا يطبّعوا مع قتلة أبنائنا ومن شرّدوا شعبنا.

ما هي رسالتكم إلى الشعب الفلسطيني في ظل المرحلة الراهنة؟

نحن نحيي شعبنا الفلسطيني في كل أماكن تواجده ونحيي صموده الكبير في وجه المؤامرات التي تستهدف قضيته وصفوفه، ورسالتي له أن يحافظ على وحدته حيثما كان، فالوحدة لا غنى عنها في مواجهة المؤامرات لتصفية قضيتنا الوطنية، وأن يتمسك بأرضه وأن يقاوم الضغوط التي تريد انتزاعها منه، واللاجئ يحافظ على مخيمه ومحيطه ومضيفيه حتى يوم عودته، وهو ليس ببعيد.

وأن نتمسك بثوابتنا الوطنية من حقنا في أرضنا، فلا تنازل، ومن حقنا في العودة ولا بديل، وحقنا في المقاومة وألّا تستسلم، وأن تكافح جميعًا وسويًا على الحفاظ على وحدتنا الوطنية و م.ت.ف كإطار جامع للكل الوطني بلا استثناء وأن تنهي مشروع أوسلو الذي دمّر مستقبلنا وأنهك قوانا وفرّق وحدتنا.

*لماذا لا تطبق تفاهمات كسر الحصار بشكل حقيقي؟

نعلم أن "إسرائيل" لم تلتزم في أي اتفاق وقّعته مع الفلسطينيين على الإطلاق وخصوصا في حروب 2008 و2012 و2014 وحتى اللحظة لا يوجد أي اتفاق التزم به الاحتلال، وأعتقد أن هذا هو ديدين "إسرائيل".

وسألت الصديق أبو العلاء قريع، وهو أكثر من أدار الاتفاقيات مع الجانب الإسرائيلي، سألته كم اتفاق وقعته "إسرائيل" ولم تنفذه، فقال: أنها وقعت على جميع الاتفاقيات ولم تُطبق أي اتفاق بشكل دقيق، وهذا يعود لطبيعتهم وهم مختلفين على كل شيء.

*هناك حديث عن استئناف قريب لجهود المصالحة، هل هناك خطوات عملية في هذا الاتجاه؟

نحن نأمل ذلك، والأشقاء في مصر قدّموا على ما أعلم لفتح ورقة فيها عدة قضايا تتعلق بالمصالحة الفلسطينية، وفتح استجابت بنعم ولكن، وبكل الأحوال لم تعرض علينا بعد ولم نبدِ بها رأيًا، ونحن مع أي جهود لصالح المصالحة الفلسطينية شريطة أن تكون مبنية على الشراكة الوطنية دون استثناء أحد من تحمل تبعات الهم الفلسطيني، وعلى النهوض بمنظمة التحرير لتصبح جامعة للكل الفلسطيني على أن تتولى المرحلة القادمة حكومة وحدة وطنية من كل الفرقاء الفلسطينيين لكي تحمل العبء خصوصًا وأننا أمام مشاريع لتصفية القضية الفلسطينية تجري بصور مختلفة .

*ما هي معيقات إتمام المصالحة؟ وهل تعتبر ملفات الأمن والمعابر والموظفين عائقا؟

الحقيقة أن الموقف السياسي العام لحركة فتح رفض أي لقاء مع حماس حتى تنصاع لتنفيذ ما تطلبه فتح من تطبيق جزئي للاتفاقيات الموقعة مركزّة فقط على تفاهم 2017، ومنذ فترة طويلة لم تلتقي حركتي حماس وفتح بقرار من فتح، ويجب أن لا تكون هنالك قطيعة بين الفلسطينيين ولا بأي حال من الأحوال، ولا يجوز أن يكون عائق اللقاء بين القوى الوطنية موجود في أي حال من الأحوال، وما تراه فتح باختصار هو تسليم كل شيء في قطاع غزة كأنه لا يوجد في الساحة الفلسطينية طرف سوى فتح، ونحن نقول بأن السلطة الفلسطينية والحكومة القادمة يجب أن يشارك فيها الجميع ويتشارك في مسؤوليتها الجميع. وقد استلمت السلطة الوزارات والمعابر ثم ما لبثت وأن انسحبت منها ساعية لضغط إضافي على أهلنا في القطاع، ولم يجلسوا جلسة واحدة للمناقشة العملية في موضوع الأمن وملفاته.

*ماذا فعلت حماس للتقليل من آثار الحصار على قطاع غزة؟ وهل يمكن أن تسلم مقاليد الحكم بغزة للسلطة في رام الله؟ وما هي شروط ذلك؟

نحن لسنا قوة احتلال حتى نسلم مقاليد الحكم بغزة للسلطة الفلسطينية ونرحل، نحن في بلدنا، ونحن شركاء في إدارة شأننا الفلسطيني سواء في رام الله أو غزة، وهذه العقلية يجب أن ننبذها من بيننا، فلا يوجد حاكم دائم أو محكوم دائم، هنالك شعب فلسطيني يختار قيادته وتتعاقب القيادات والقيادة تتولى شأنه دون إملاءات خارجية ولا يوجد لدينا أي شرط على الوحدة الفلسطينية إطلاقا سوى ما هو معروف من مواقف نريد أن نكون فيها سواسية كأسنان المشط.

أما ما فعلت حماس لمواجهة الحصار وللتقليل من أثاره، نحن نعتقد أن الحصار نوع من أنواع الحروب على قطاع غزة المشرعة منذ 12 عاما ونحن نواجهها بمختلف الوسائل وأحيانًا تتطور إلى مواجهة عسكرية وأحيانا تبقى حصارًا اقتصاديًّا وسياسيًّا على قطاع غزة، ونحن في حالة اشتباك دائم بسبب هذا الحصار، وأحيانا ينكسر جزئيًّا بالسماح في الصيد وفتح المعابر وإدخال الأموال وتوفير فرص العمل ورواتب الموظفين، وهذا جزء من المعركة نستطيع فيها –على الأقل – أن نتجاوز هذه السياسات المفروضة، لكننا نحن مستمرون في الضغط على الاحتلال في مختلف الوسائل سواء سلمية أو عنيفة أو شبه عنيفة، وهذه كلها وسائل لأجل كسر الحصار وتمتع سكان غزة على الأقل بالحرية كما يتمتع بها شعوب الأرض، وليس قطاع غزة فقط وإنما نجابه هذا العدو لأجل كل الشعب الفلسطيني وليس قطاع غزة.

*كيف تقيم علاقات حماس بإقليمها؟ وهل تسعى حماس لمزيد من الانفتاح والتقارب مع سوريا؟ وهل عادت العلاقات مع إيران إلى سابق عهدها أم أفضل؟

العلاقات مع ايران عادت إلى سابق عهدها، وقد تكون في بعض الجوانب أفضل مما سبق، وبالنسبة لسوريا كل التسريبات لا أساس لها من الصحة، وحتى هذه اللحظة لا يوجد أي جديد في العلاقة، وحين يطرأ أي جديد سنتحدث عنه بوضوح وبلا مواربة، أما علاقتنا مع بقية الأطراف فلنا علاقات جيدة مع عدد من الأطرف، وليست جيدة مع أطراف أخرى، ولكن هذا بخيارهم وليس بخيارنا، وقرارنا دائمًا تشييد أفضل العلاقات مع الكل العربي والإسلامي، وكل شعوب العالم المحبة للسلام وخاصة التي تقف إلى جوار قضيتنا الفلسطينية، وأي طرف يعادي حركة حماس، فحماس لن تبادر إلى عداوته أو الوقوف بذات القدر السلبي تجاهه لأننا ننشد علاقات مع محيطنا ولا يتأتّي إلا بتراكم كل خير وإزاحة كل ما يشوبه من سوء، وحين نشعر أن قُطرا من الأقطار يعتقل أو يُشهّر بنا أو يقيم علاقة مع "إسرائيل" لا نبادره بالعداء؛ ولكن نصبر عسى أن يتغير الموقف للأفضل بدفع من أبناء شعبه، لأننا مطمئنون بأننا على علاقات متينة وجيدة مع الشعوب ولا نريد أن نعمق مثل هذه المشاكل في علاقتنا مع محيطنا العربي والإسلامي.

*أين تتجه علاقة حماس بالدول الأوروبية، بعد مرحلة وصفها بالإرهاب؟

علاقاتنا ليست شيئًا واحدًا، فقسم من الدول الأوروبية التي لا تضعنا على قوائم الإرهاب وهي علاقات مستمرة رسمية وشبه رسمية، وعلاقات ليست مباشرة أو ضعيفة مع الدول التي تضعنا على قوائم الإرهاب، وحماس حقيقة واقعة، وأخطأت بعض الدول حين أدرجتنا على قوائم الإرهاب، ولذلك نبحث عن وسائل أخرى للتواصل معناه مرّة عبر البوابة الأمنية ومرّة عبر المتقاعدين، ومرّة عبر الإعلاميين والأكاديميين وأمثالهم والأساس هو علاج هذا الخطأ، وهنالك قضايا مرفوعة في محاكم الاتحاد الأوروبي ونرجو أن تكون المخرج لهم ولنا من هذا الوضع.

*هل هناك أي تطورات في ملف صفقة تبادل الأسرى.. أين وصلت جهود الوساطات وما هو آخرها؟

هنالك محاولات للوساطة من عدة أطراف ألمانية وبريطانية ومصرية وقطرية وهنالك الكثير من الحديث حول هذا الملف لكن لا يوجد أي تقدم منذ عام ونصف، ونحن لا نمانع فتح هذا الملف لأننا نستعجل الإفراج عن أسرانا، لكن المشكلة لدى الاحتلال الإسرائيلي الذي يعتقل عددا من محرري صفقة "وفاء الأحرار" على عكس ما جرى عليه الاتفاق، ولابد من تغيير في هذه السياسة حتى لا يخرج الأسرى ويعودوا إلى السجن مرّة أخرى.

المركز الفلسطيني للإعلام