بوادر دخول أنقرة ساحة الصراع في ليبيا تلوح في الأفق

بوادر دخول أنقرة ساحة الصراع في ليبيا تلوح في الأفق
الإثنين ٠١ يوليو ٢٠١٩ - ١٠:١١ بتوقيت غرينتش

مؤشرات دخول أنقرة ساحة الصراع في ليبيا تلوح في الأفق بموازات تطورات المشهد الليبي وتوفر المبررات لخوض المواجهة. وفي وقت نصحت الخارجية التركية رعاياها في ليبيا بتجنب الخطوات التي من شأنها أن تعرض أمنهم للخطر، أعلنت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التعبئة العامة على خلفية الأزمة المتصاعدة بين الطرفين.

العالم - تقارير

اشتدت الأزمة بين الجانب التركي وقائد القوات الليبية شرقي البلاد المشير خليفة حفتر عقب اتهام المتحدث باسم قوات حفتر اللواء أحمد المسماري تركيا بتقديم الدعم لحكومة الوفاق في طرابلس بكل المقدرات، معتبرا أن كل السفن والطائرات التركية من الآن هي أهداف معادية.

وتلقى المشير المتقاعد خليفة حفتر ضربة عسكرية بعد فقدان قواته السيطرة على مدينة غريان الاستراتيجية الواقعة على بعد مئة كيلومتر جنوب غرب العاصمة والتي كانت تتخذها مقرا لقيادة عملياتها العسكرية وذلك اثناء محاولاته للسيطرة على العاصمة طرابلس. وهو ما دفع حفتر لاتهام تركيا بتقديم دعم عسكري لخصومه في حكومة الوفاق؛ ما فجر أزمة دخلت أنقرة على إثرها ساحة الصراع بشكل علني.

وأعلن آمر غرفة العمليات العسكرية بالمنطقة الغربية اللواء عبدالسلام الحاسي، التابع لقوات حفتر، اليوم الاثنين أن قوات "الجيش الوطني" ستدخل العاصمة طرابلس لا محال، مشيراً إلى أن سلاح الجو التابع لقوات حفتر قد دمر 4 طائرات تركية كانت تقاتل في صفوف قوات حكومة الوفاق بطرابلس.

وأضاف في محادثة هاتفية مع قناة الحدث الليبية اليوم الاثنين: "ننفذ تعليمات القائد العام بحذافيرها وقواتنا متواجدة في كل محاور القتال بمعنويات عالية".

وكان رئيس مجلس النواب والقائد الأعلى لقوات شرق ليبيا المستشار عقيلة صالح، قد أعلن حالة النفير العام على خلفية الازمة المتصاعدة.

من جانبها وجهت وزارة الخارجية التركية اليوم الاثنين دعوة الى رعاياها في ليبيا بتجنب الخطوات التي من شأنها أن تعرض أمنهم للخطر، والابتعاد عن مناطق الاشتباك.

واعلنت الخارجية التركية في وقت سابق إن ستة من المواطنين الأتراك اعتقلوا في ليبيا من قبل ما سمته مليشيات خليفة حفتر، وأنذرت تلك الجهات للإفراج عنهم فورا، وإلا فإنها ستعتبر أي عنصر تابع لحفتر هدفا مشروعا لها .

في حين، قال المتحدث باسم قوات حفتر، اللواء أحمد المسماري، أمس الأحد، إنه ليس لديه علم بشأن اعتقال أي أتراك.

في السياق نفسه، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار أن بلاده سترد على أي هجوم تنفذه قوات اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر ضد مصالحها وذلك بعد أن أمر حفتر قواته باستهداف سفن ومصالح تركية في ليبيا.

وقال آكار لوكالة الأناضول التركية للأنباء إنه سيكون هناك ثمن باهظ جدا لأي موقف عدائي أو هجوم ضد مصالح بلاده وإن أنقرة سترد "بالطريقة الأكثر فعالية والأقوى". وأضاف أنه "ينبغي أن يكون معلوما أن تركيا أخذت كل أنواع التدابير للتعامل مع أي تهديد أو عمل عدائي ضدها".

من جهة اخرى أعلنت مديرية الأمن بمدينة إجدابيا شرق ليبيا، الواقعة في مناطق نفوذ حفتر، اعتقالها اثنين من المواطنين الأتراك العاملين بالمدينة وإقفال جميع المحلات والمطاعم التركية بالمدينة.

وبررت المديرية اعتقالها التركيين الاثنين بأنه تنفيذ لأوامر حفتر ورد على ما تقوم به "دولة تركيا بدعمها للمليشيات الإرهابية في ليبيا"، على حد قولها.

ودعت مديرية أمن إجدابيا من وصفتهم بـ"المواطنين الشرفاء" في المدينة بإبلاغ الأجهزة الأمنية وما وصفتها بالأجهزة الأمنية السرية "على أي شخص تركي أو شركة تركية تعمل في المدينة".

وتأتي هذه التطورات بعد استعادة قوات حكومة الوفاق سيطرتها على مدينة غريان التي كانت مقرا لغرفة العمليات الرئيسية لقوات حفتر المهاجمة لطرابلس.