خيط رفيع.. بين أحداث الجبل واستغلال العدو الإسرائيلي أجواء لبنان

خيط رفيع.. بين أحداث الجبل واستغلال العدو الإسرائيلي أجواء لبنان
الثلاثاء ٠٢ يوليو ٢٠١٩ - ٠١:٥٢ بتوقيت غرينتش

توقفت الأوساط المراقبة عند تزامن الأحداث التي جرت مؤخرا في لبنان مع استغلال الكيان الإسرائيلي الأجواء اللبنانية بشكل مفضوح وغير مسبوق للاعتداءات في نوعيته على دولة شقيقة، لتربط هذه الأوساط بين الأحداث من خلال جملة من الشواهد على ما حصل يوم الاحد الفائت.

العالم - لبنان

فليس من باب المصادفة - تقول هذه الأوساط - أن تتدحرج كرة النار بشكل سريع عقب ما حصل في منطقة عاليه في جبل لبنان من خلال محاولة الاغتيال التي تعرض لها وزير شؤون النازحين صالح الغريب والتي أدت إلى سقوط اثنين من مرافقيه وما تلاها من توتر ساد المناطق الجبلية وصولاً إلى مداخل بيروت جنوبا ليعقبها ليلا شن العدو الإسرائيلي عدة غارات على مواقع مزعومة لحزب الله وحلفائه في سوريا مستغلة مساحة التوتر الداخلي في عملية عدوانية وصفها المراقبون بأنها مختلفة عن سابقاتها بحيث استعمل العدو البحر والجو اللبناني ليقوم بعمليته العدوانية.

وإذ توقف المراقبون عند هذا التزامن المريب للحادثتين، إنهالت الأسئلة حول أهداف ما جرى في الجبل ولمصلحة من تتجير كل هذه الأحداث بحيث تجاوزت في معطياتها وقرائتها الإشكال المحدود كما أراد البعض تصويره إلى جعل لبنان بتعريض سلمه الأهلي وإبقاء مساحة التوتر فيه مطية للمصطادين بأمن الدولتين المتضررين من انتصارات محور المقاومة على الإرهاب المدعوم والمصنع والمدفوع بفعل الإرادة الغربية وعلى رأسها الصهيوأميركية.

ما حدا برئيس مجلس النواب لرفع الصوت عاليا وبنبرة ميزت خطورة مايجري بسؤاله عن جدوى السكوت الذي أطبق على الكثيرين من الداخل والخارج على ما جرى.

هذا في وقت قاربت بعض الأوساط ترابط الحدثين لتضعهما في خانة الهدف الواحد وهو السعي الدائم لإضعاف لبنان أمنياً وتركه يتخبط بأحداث متنقلة بغية الاستفادة منها في تنفيذ مشاريع لم تعد خافية على القاصي والداني.

فهل محاولة الاغتيال لوزير محسوب على محور المقاومة ومقرب من حزب الله تحمل دلالات الأجندة المكشوفة تارة والمكتومة طوراً آخر بأن الرسائل وإن أتت بشكل غير مباشر إنما تصب في نفس الهدف المرسوم.

وهل جاء استباحة الأجواء اللبنانية وبشكل مغاير لما كان يجري سابقا تاكيداً على أن ما يربط بين الأحداث هو خيط رفيع وأن طابوراً خامساً يحاول العبث باستقرار لبنان ليجير النتائج في مصلحة العدو.

من هنا بات علينا - تقول الأوساط المتابعة - عدم التفريق بين مايجري وصورة المشهد المترامي على الساحة العربية في إبقاء لبنان منصة غير مستقرة تستغل فيها الأحداث لا سيما بعد التهويل الأميركي الجديد من عودة استفاقة تنظيم داعش الإرهابي والتحذيرات التي انتشرت حول احتمال حصول تفجيرات مرتبطة باجندة الإرهابيين.

هذا من جهة ومن جهة ثانية حيث تتزامن أحداث لبنان مع مساعي الإدارة الأميركية عبر مبعوثها دايفيد ساتر فيلد في مفاوضات ترسيم الحدود براً وبحراً بين لبنان وفلسطين المحتلة والتي لا تخلو من شبهة المؤامرة لجر لبنان إلى مفاوضات ترسم مسارها المواقف الأميركية باتجاه ضم لبنان إلى المصفقين لصفقة ترامب.

باختصار إن ما جرى في الجبل مؤخراً وقبله من الاعتداء على القوى الأمنية في طرابلس شمال لبنان لا يمكن فصله بطريقة أو بأخرى عما يحضر للمنطقة في سياق المشروع الأميركي الإسرائيلي بتطواطؤ بعض الدول في الخليج الفارسي المحملة برسائل دبلوماسييها زعم دعم لبنان والوقوف إلى جانبه.

ليبقى السؤال المحوري.. هل بدأ العد العكسي لاستثمار الخيبة والهزيمة وعكسها توتيرا على الساحة اللبنانية؟

* حسين عزالدين