اكتشاف بقايا أكبر معسكر لأسرى الحربين العالميتين الأولى والثانية

 اكتشاف بقايا أكبر معسكر لأسرى الحربين العالميتين الأولى والثانية
الجمعة ٠٥ يوليو ٢٠١٩ - ٠٣:٤٩ بتوقيت غرينتش

بعد مرور عقود على انتهاء الحرب العالمية الأولى والثانية، تم اكتشاف بقايا أكبر معسكر لأسرى الحربين في الغابات بمدينة شيفيلد البريطانية.

العالم - اوروبا

واحتجز المعسكر البريطاني العديد من أسرى الحرب بما فيهم خليفة الألماني النازي أدولف هتلر، الذي لم يدم طويلًا كحاكم للرايخ الثالث (الإمبراطورية الألمانية الثالثة).

واكتشف طلاب كلية الآثار بجامعة شيفيلد في شمال إنجلترا، بعض المباني المشيدة من الطوب والزجاج والحديد المقوى من الثكنات القديمة، ضمن معسكر الأسرى «لودج مور»، الذي أهمل في الطبيعة حتى اختفت أثاره بين الشجيرات.

وكشف الباحثون تفاصيل عديدة عن ماضي تلك المنشأة السرية - التي لم يُعرف عنها سوى القليل- خلال تحليل السجلات والوثائق بالمعسكر، الذي احتجز حوالي 11 ألف سجين من ألمانيا وإيطاليا وأوكرانيا عام 1944، في ذروة الحرب العالمية الثانية.

ربما كان سجين المعسكر الأكثر شهرة هو كارل دونيتز، الذي قضى حوالي ستة أسابيع كأسير بالمعسكر في نهاية الحرب العالمية الأولى، بعد أن واجهت الغواصة الألمانية «يو بوت» صعوبات تقنية، فاضطرت للظهور في أكتوبر 1918.

ولجئ العسكري الألماني الفطين إلى التظاهر كمريض عقلي حتى يستطيع مغادة المعسكر ويتجنب الخضوع للمحاكمة كمجرم حرب أو جاسوس، وبعد إعادته إلى ألمانيا، ارتقى في صفوف البحرية الألمانية النازية، وأصبح قائدًا لها خلال السنوات الأخيرة من الحرب العالمية الثانية.

وفي الأسابيع الأخيرة من النزاع عقب انتحار الحاكم، خلف دوونيتز أدولف هتلر كرئيس لألمانيا النازية، قبل إدانته بجرائم حرب في محاكمات نورمبرغ، أشهر المحاكمات التي شهدها التاريخ المعاصر، والتي تناولت قضايا مجرمي حرب القيادة النازية بعد سقوط الرايخ الثالث، في فترتها الأولى.

وقال روب جونسون، الباحث بالمشروع: "كان معسكر أسرى الحرب مكانًا مزعجًا للغاية وغير أدمي لبقاء السجناء، حيث كانوا يتلقون الطعام من صناديق القمامة، بعد البقاء في الوحل والأمطار والبرد لعدة ساعات في اليوم، كما أنه كان مكتظًا بالمساجين بالنسبة لمعسكر مؤقت، فقد تم سحقهم في الخيام والثكنات، مع مساحة شخصية صغيرة".

وأضاف جونسون: "من المثير لنا أن نفكر فيما يمكن اكتشافه في المعسكر، فالموقع التاريخي لم يتلق أي استطلاعات أثرية قبل مشروعنا، والأمر الذي لا يصدق هو كيف نُسى المعسكر لسنوات عديدة".

وقال صموئيل تيمسون، طالب أخر بالمشروع: "تمكن بعض السجناء الألمان من الهرب في 20 ديسمبر 1944، لكن أعيد القبض عليهم دون قتال بعد 24 ساعة في مقاطعة روثيرهام".

وأضاف: "بعد انتهاء الحرب، قرر بعض السجناء البقاء في مدينة شيفيلد، فعلى سبيل المثال، وجدنا مقابلة صحفية مع سجين سابق أصبح ممرضًا بالمدينة".