ترسيم الحدود اللبنانية وصفقة ترامب وجهان لعملة واحدة

 ترسيم الحدود اللبنانية وصفقة ترامب وجهان لعملة واحدة
الإثنين ٠٨ يوليو ٢٠١٩ - ٠٨:٥٤ بتوقيت غرينتش

بين دايفد ساتر فيلد ودايفد شنكر .هل يحقق الخلف ما فشل به السلف ويجر الخيبة الامريكية امام ثبات الموقف اللبناني من ترسيم الحدود.

اجماع كل القراءات والتحليلات المواكبة لجولات المبعوث الامريكي دايفد ساتر فيلد حول ترسيم الحدود البرية والبحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة على ان ثبات الموقف اللبناني على شروطه المشروعة بحقوقه المكتسبةفي ثرواته البحرية من جهة، والنقاط المتنازع عليها براً من جهة ثانية افضى الى فرض ما من شانه تحصين لبنان في مواجهة الكمائن والافخاخ الامريكية.

وعلى الرغم من التطورات اللبنانية الداخلية سياسيا وامنيا الا ان هذا الامر لم يحجب الضوء عن استمرار مساعي امريكا الرامية في اهدافها التي باتت مكشوفة الى تطويع لبنان وجعله بلدا ملحقا ببعض الدول العربية المتماهية مع الاجندة الامريكية وخاصة صفقة ترامب التآمرية. في محاولات لم تخف ما تستبطنه واشنطن ومعها كيان الاحتلال من نوايا تتجاوز الوساطة الى ابعد من ترسيم حدود .ما جعل موقف لبنان من سلة ساتر فيلد الاخيرة خاوية من الرغبة المسوقة تحت عناوين فضفاضة بحيث لم تؤد الى الخروج بالنتائج المرجوة امريكياً.

وتقول بعض المصادر الدبلوماسية ان زيارة ساتر فيلد الاخيرة ربما لم تتكرر بشخصه بعد موافقة الكونغرس الامريكي على تعينه سفيراً في تركيا ليؤول منصبه الى دايفد شنكر والذي يعمل على تسلم ملف الشرق الادنى من سلفه والاطلاع على ملف ترسيم الحدود ودقائق السياسة اللبنانية.

واذا كان اللقاء الاخير الذي جمع المبعوث الامريكي بالمسؤولين اللبنانيين وما حمله من رفض اسرائيلي لورقة لبنان وشروطه حول التفاوض وما قابله من موقف لبناني سمعه ساترفيلد بوضوح وهو الرفض المطلق للانصياع لرغبة العدو والتمسك بكل شبر ونقطة ماء لبنانية. فإن مصادر مطلعة رصدت في المبعوث الجديد المرتقب شنكر مناورة قد تستكمل ما بدأ به ساترفيلد لا تختلف بالشكل والمضمون عن خطة البيت الابيض وفخه الذي يريد ايقاع لبنان فيه.

هذا وتوقفت الاوساط المتابعة عند اصرار لبنان الذي كان واضحا وصريحا من خلال ما عبر عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري حول التمسك بتلازم المسارين ورعاية المفاوضات من قبل الامم المتحدة فان هذا الاصرار وبحسب الاوساط قد اغلق الباب وعطل مفعول الكمين الامريكي من جعل الصورة للعالم وكانها مفاوضات مباشرة.

وخلص المتابعون الى استناج جلي من خلال طروحات ساترفيلد الاخيرة والتي وصفت بالانقلابية على ماكان متفق عليه لتتعزر فرضية المؤامرة الصهيو امريكية والمماطلة والسعي للنيل من موقف لبنان لتضهر النوايا الامريكية على حقيقتها.

هذه المستجدات وخيبة الامل التي مني بها الامريكيون عكسها تصريح وزير الطاقة الصهيوني بالقول ان لبنان يتاثر بضغط من حزب الله لمنع ترسيم الحدود لياتي الرد اللبناني اجماعيا ان لبنان موقفه واحد وثوابته متماسكة حول حقوقه السيادية ولن ينجر الى ترسيم مشبوه يكون الممر اليه صفقة مشبوهة .

*حسين عز الدين