لبنان بين التمترس خلف المواقف ومحاولات الاختراق

لبنان بين التمترس خلف المواقف ومحاولات الاختراق
الإثنين ٠٨ يوليو ٢٠١٩ - ٠٣:٤٢ بتوقيت غرينتش

هل يراد للبنان ان يبقى مركز استهلاك الازمات الخارجية ومشروعات الغرب  على حساب امنه واستقراره. وما علاقة  الاحداث المتنقلة بمخرجات صفقة ترامب.

العالم _ لبنان
لقد شكلت الاحداث الاخيرة التي ضربت لبنان من شماله الى جبله منصة سياسية لتقاذف المواقف بين الافرقاء السياسيين وتياراتهم على وقع الاتهامات المتبادلة حول توهين الموقف اللبناني العام ومعه العهد وتعريض السلم الاهلي للخطر.

ويرى المطلعون ان الحوادث الاخيرة وخاصة محاولة اغتيال وزير شؤون النازحين صالح الغريب ومقتل اثنين من مرافقيه وقبلها استهداف منطقة الشمال من قبل تنظيم داعش الارهابي ما كان ليرى طريقه نحو النتائج التي وصلت اليها الاحداث لولا مساحة الخلاف بين السياييين وانعكاسه على الاجهزة الامنية والعسكرية. ما كشف عن هشاشة في الوضع الداخلي من خلال اماطة اللثام عن جولات التلاكم الكلامي بين وزراء الحكومة الواحدة.كل من منطلق رؤيته وتقديره لترمى الكرة في مرمى كل فريق. وهذا ما اعتبره المراقبون هروبا من تقدير حجم المشاكل والذهاب الى حسابات تصفية ضيقة لا ترقى الى تحديات المرحلة.
ومع ان الاحداث القت بثقلها في كل اتجاه لبناني الا ان العض يقول ان بيروت ستفتتح اسبوعا سياسيا بامتياز ترى فيه المصادر المتابعة محاولات لتطبيع الوضع الداخلي وفك احتجاز جلسات الحكومة المعطلة منذ احداث الجبل.
هذا في وقت لم يقلل احد من ثقل وقع الازمة الاقتصادية التي تترنح فزلكتها على وقع الاراء اخراجها نهائيا من عنق الزجاجة رغم ما تحمله من قنابل موقوتة ربما تعيد الشارع المطلبي الى الحراك مجددا.
وبموازة ذلك تدعم الاراء المطلعة رؤيتها بجرعة من التفاؤل خاصة فيما يتعلق بالانطباع الذي يرافق مسار المعالجات لحادثة عاليه قبر شمون والذي ياخذ طريقه وفق المعطيات نحو الحلحلة بعد قبول الحزب الديمقراطي اللبناني دفن شهدائه .. ومرور قطوع زيارة الوزير جبران باسيل الى طرابلس بسلام.
وسط ذلك اعتمد رئيس الحزب التقدمي وليد جنبلاط مسارين متوازيين الاول الالتزام بخارطة الطريق نحو امتصاص حادثة الجبل وتسليمه المطلوبين.
والثاني مضيه في الابقاء على حالة الجهوزية السياسية لمواجهة احالة الملف الى المجلس العدلي وهذا ما تجلى بالزيارات المكوكية لنواب ووزراء اللقاء الديمقرطي باتجاه الفعاليات السياسية اللبنانية وخاصة تلك التي تناصب العداء السياسي لسياسة رئيس التيار الوطني الحر الداخلية.
الى ذلك يرى المراقبون انه ومع تسارع الخطى نحو المعالجة الا ان ذلك لم يكف، لا سيما وان كل طرف يتمسك بافتراض صوابية موقفه وحشد التاييد للسلوك السياسي الذي يتبعه.
وبين هذه المستجدات نبهت الاوساط المتابعة إلى ما يحاك للبنان رابطة أحداثه باجندة خارجية اهدافها تعميم سياسة الفوضى والتباعد في الداخل ظنا منها ان ذلك ربما يسهل مخرجات الصفقات المتنوعة وخاصة صفقة ترامب. راصدي اي هذه الاوساط ما يشبه التاسيس لاصطفافات جديدة تكشف بوضوح الابتعاد عن مضمون ما يطرح من معالجات الى الصورة الحقيقية للاحداث التي ربما تاخذ البلد الى توترات تتجاوز المحليات لتنعكس على تداعيات ما يترتب عن المشهد الخارجي خاصة تلك التي تتعلق بسياسة امريكا اتجاه لبنان ووقائع الميدان العسكري والسياسي للمشهد السوري.
ما يطرح السؤال. هل ستفضي هذه المعالجات الى نتائج تجنب لبنان تشظي الانقسام السياسي ام ان الاصطفاف خلف المواقف سيكون بمثابة انقلاب على برنامج الحكومة وخاصة ثلاثيته الذهبية. الجيش. والشعب. والمقاومة.

*حسين عزالدين - العالم