ترامب: حتى انتي يا بريطانيا؟!

ترامب: حتى انتي يا بريطانيا؟!
الثلاثاء ٠٩ يوليو ٢٠١٩ - ٠٩:٤٣ بتوقيت غرينتش

تسببت الرسائل المسربة للسفير البريطاني في واشنطن كيم داروش بسلسلة من التصريحات بين السياسيين البريطانيين تراوحت بين الدفاع عنه، والنأي بالنفس. بينما شن الرئيس الامريكي دونالد ترامب هجوما شرسا على داروش ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.

العالم - تقارير

وكان السفير داروش قد وصف ترامب وإدارته بأنّهما "غير كفوءين" وبأنّ أداءهما "معطل بشكل غير مسبوق"، وفقًا لمذكرات دبلوماسية مسربة نشرتها، الأحد، صحيفة "ذا ميل أون صنداي".

ونقل داروش لوزارته أن ما يتردد على نطاق واسع بأميركا حول "الفوضى والصراعات العبثية" داخل البيت الأبيض والتي نفاها ترامب ووصفها بالأخبار الكاذبة، هي حقيقة على الأغلب.

وكعادته الرئيس ترامب يعادي كل من يوجه له انتقادا، فبعد تسريب هذه المذكرات السرية، هاجم ترامب السفير داروش بشدة وقال انه ليس محبوبا ولا يحظى بسمعة طيبة في الولايات المتحدة مؤكدا أنه لن يجري أي اتصال بداروش بعد الان.

وانتقد ترامب في تغريدة على حسابه بتويتر، السفير البريطاني قائلا إنه لا يعرفه، وتابع "لكنه ليس محبوبا أو معروفا داخل الولايات المتحدة، لن نتعامل معه بعد الآن، الأخبار الجيدة للمملكة المتحدة الرائعة أنه سيكون لديهم رئيس وزراء جديد قريبا".

فمن جهته، قال المتحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن داروش يمتلك "ثقتها الكاملة"، وإنه باق في منصبه، مؤكداً أن من واجباته أن يقوم بتقييم صادق للسياسة الأميركية، إلا أنه أكد أيضاً أن هذه الآراء "لا تعكس وجهة نظر الحكومة البريطانية".

وعلى جانب اخر بدأت الخارجية البريطانية، الأحد، تحقيقا في تسريب المراسلات التي بعثها سفير لندن بواشنطن لحكومته.

ووصفت الخارجية البريطانية تسريب المذكرات الدبلوماسية، بأنه "تصرف مُضر"، لكنها لم تنف صحة الوثائق المسربة. وأكدت الخارجية أنها ستشرع بتحقيق رسمي بشأن هذه التسريبات.

وجاء كشف المذكرات في وقت تأمل بريطانيا في إبرام اتفاق تجارة مهم مع أقرب حلفائها بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي المقرر في الواحد والثلاثين من أكتوبر تشرين الأول القادم.

الخلاف بين البلدين اندلع مباشرة بعد نشر المذكرات السرية للسفير داروش، لكن هذه التسريبات كشفت عن انشقاق حقيقي بين الجانبين وان موقف الحكومة البريطانية في الظاهر وانسياقها التام لقرارات ادارة ترامب انما ينبع من محاولتها حماية مصالح لندن لكن حقيقة الامر هي ان هناك تناقضا تاما وتخوفا من ان هذا الانصياع سيكون ثمنه غاليا وهو ما أشار اليه السفير البريطاني الذي توقع نهايه مخزية لفترة ترامب الرئاسية.