هل ترامب قلق علی مرور السفن بمضيق هرمز؟

هل ترامب قلق علی مرور السفن بمضيق هرمز؟
السبت ١٣ يوليو ٢٠١٩ - ٠٥:٣٧ بتوقيت غرينتش

العالم- الخبر واعرابه

الخبر:

اعلن وزير الخرجية الامريكي أن بلاده تعمل على بلورة تحالف دولي لضمان مرور السفن وملاحتها في مضيق هرمز.

التحلیل:

فيما کان يتصور ترامب انه بانسحابه من خطة العمل المشترك سيدفع إيران نحو الاستسلام وإعادتها إلی طاولة مفاوضات جديدة ، الا ان المحللين يعتقدون الآن بأن الرئيس الأمريکي ليس فشل في تحقيق هذا الهدف فحسب ، بل عرّض أمن الملاحة ومرور السفن في مضيق هرمز للخطر، الأمر الذي سيعرّض صادرات النفط من هذا الممر المائي الدولي لتحديات جادة إذا ما تصاعدت وتيرة الأزمة وبالتالي يؤثر مباشرة في اسعار البنزين داخل أمريکا ، کما سيترك تأثيرا كبيرا على اعادة انتحاب ترامب لولاية ثانية.

نظرة عابرة علی قضية احتجاز السفينة الإيرانية، إلی جانب القصة المفبركة لناقلة النفط البريطانية في الخليج الفارسي ، تدل علی أن هذه الحوادث إنما هي جزء من سيناريو أمريکي مبيّت لتحقيق ما كشف عنه بومبيو سابقا حين أعلن بصراحة أن بلاده تهدف إلی بناء تحالف دولي لضمان مرور السفن من مضيق هرمز.

وفي الظروف الراهنة وبعد الحوادث الأخيرة في الفجيرة، ثم قضية احتجاز ناقلات النفط الايرانية فقد ارتفعت أسعار التأمين علی ناقلات النفط التي تمر عبر الخليج الفارسي عشرة أضعاف كحد أدنی. ومن البديهي أن حکومة ترامب في مثل هذه الظروف ستُضطر من خلال الهروب إلی الأمام وطرح مبادرة بشأن إقامة تحالف دولي ضد ايران أن تظهر ايران بأنها هي المسؤولة عن الأمر ومن جهة أخری أيصال مشروع الحظر الفاشل ضد ايران الإسلامية إلی برّ الأمان.

بناء على الانباء الواردة فإن وضع البنزين في أمريکا ليس مناسبا علی خلفية تهديدات ترامب بفرض رسوم جديدة علی الواردات من المکسيك . وفيما سبق کان بإمکان أمريکا أن تتحکم في سعر البنزين إلی حد ما من خلال استيراد النفط الثقيل من المكسيك ومزجه بالنفط الأمريکي الخفيف. لکن في ظل الظروف الجديدة والمخاوف التي تكتنف عملية نقل النفط من الخليج الفارسي الى امريکا ، يمكن فهم الهدف الذي يكمن وراء الخطوة التي يقوم بها ترامب للايحاء بأن دور ايران في التعقيدات التي تكتنف تصدير النفط من مضيق هرمز بات أكثر من السابق .

مضي الزمان سيكشف عن مدی نجاح ترامب في تحقيق مآربه بشأن إقامة تحالف دولي ضد ايران ، لکن الامر الاهم الذي يواجهه ترامب حاليا قبيل انطلاق الانتخابات الرئاسية هي مسألة البنزين التي يعتبر البعض بأنها المنافس الأقوی لترامب مقارنة بالديمقراطيين.