القطريون لبن سلمان: كيف نصدقك وهذا أثر فأسك؟!

القطريون لبن سلمان: كيف نصدقك وهذا أثر فأسك؟!
الأحد ١٤ يوليو ٢٠١٩ - ٠٦:١٠ بتوقيت غرينتش

اعتبر قطريون أن دعوة الرياض وحرصها على تسهيل قدوم الحجاج والمعتمرين من بلادهم "تناقض سعودي" في ظل عدم وجود سفارة قطرية في الرياض، وعدم السماح للخطوط القطرية بالطيران المباشر.

العالم- قطر

دعت وزارة الحج والعمرة السعودية في بيانٍ لها السبت "المسؤولين عن شؤون الحج في دولة قطر بالحضور إلى الرياض كغيرهم من المسؤولين في الدول الإسلامية لترتيب قدوم الحجاج القطريين".

وانتقد نشطاء قطريون عبر "تويتر" ما جاء في هذا البيان السعودي الذي قال: حريصون على تمكين القطريين والمقيمين في قطر على أداء مناسك الحج والعمرة".

في حين كتب مدير المكتب الإعلامي في وزارة الخارجية القطرية، أحمد الرميحي، في حسابه على موقع "تويتر": "بدون سفارة قطرية وبعثة للحج وعدم السماح للخطوط القطرية بالسفر المباشر، كيف سنفهم هذا الحرص الكاذب!!؟".

ومنذ فرض الحصار على قطر للعام الثالث على التوالي عرقلت السعودية سفر الحجاج القطريين، وحال الحصار الذي تفرضه هي والإمارات والبحرين بين حجاج قطر وأداء فريضة الحج.

وقد عبر قطريون ومقيمون في قطر عن خيبة أملهم من عدم تمكنهم من أداء فريضة الحج، واستنكر هؤلاء تحويل الفريضة إلى أداة ضغط لتحقيق مآرب سياسية.

وتقول صحيفة الشرق القطرية : تواصل وزارة الحج والعمرة السعودية سياسة التضليل في بيانها، حيث تعدد المميزات الوهمية التي وفرتها لحجاج قطر، ومنها الروابط الإلكترونية والمسار الإلكتروني وغيره، لكن هذه الروابط وهمية، فهي فقط وسيلة وهمية للاستهلاك الداخلي في السعودية حيث يحاول نظام بن سلمان إيهام الشعب السعودي بأنه يسخر كافة الإمكانيات للقطريين.. فضلاً عن كونه بياناً لتصليل الرأي العالم العربي والإسلامي.. لكن هذه المزاعم لم تنطلي على الداخل أو الخارج.

واضافت: كما يشير البيان السعودي إلى إتاحة الفرصة للقطرين من حجز أماكن إقامتهم والتعاقد على الخدمات التي يرغبونها، بصورة فردية، وهو ما يعد انتهاكاً خطيراً لحقوق القطريين، فكيف يأمن القطري على نفسه وماله من غدر النظام السعودي في ظل عدم وجود حملات قطرية للحج وإغلاق باب الاتصالات أمام وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية كجهة رسمية تقوم بتنظيم شؤون الحج والعمرة للقطريين. فالنظام السعودي الذي غدر بجمال خاشقجي وقطعه بالمنشار داخل قنصليته باسطنبول واحتجز رئيس وزراء دولة شقيقة، لن يتواني عن التنكيل بالقطريين وإلصاق التهم بهم فور دخولهم أراضيه، ليستخدمهم كورقة ضغط على قطر.

وكيف للحملات القطرية أن تبرم أي اتفاق دون وجود سفارة تلجأ إليها حين الحاجة أو خطوط اتصالات مباشرة، فهذا البيان ليس موجها لقطر أو لحجاجها، بل هو خديعة أخرى للمجتمع الدولي والرأي العالم العالمي والإسلامي بعد فضائح السعودية وانتهاكاته المتواصلة.

هل أصبح تدويل الحج ضرورة؟

تعالت في العامين الأخيرين الأصوات المطالبة بفصل إدارة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة عن السعودية، وإسنادها إلى هيئة مستقلة تعمل على تنظيم الحج والعمرة، وتحرص على أمن وسلامة الحجاج والمعتمرين، وفصل كل العوامل والخلافات السياسية.

وبرزت هذه المطالب، التي باتت تعرف بقضية "تدويل الحج"، عقب اتهام عدة دول عربية وإسلامية بتعقيد إجراءات الحجاج ومطالبتها بعدم تسييس فريضة الحج، إضافة إلى تعالي أصوات بمقاطعة الذهاب لأداء الحج.

كما اشتد غضب السعوديين والعرب والمسلمين، من جراء الانفتاح السعودي الكبير الذي شهد رفع الحظر عن دُور السينما، وصارت المقاهي تعج بالموسيقى بعد أن كانت تعتبر من الممنوعات، كما فتحت الرياض أبوابها لكثير من شركات صناعة الترفيه العالمية، واستقدام مغنين وفنانين، كان أبرزهم مغنية الراب الأمريكية "الإباحية" نيكي ميناج، بالتزامن مع موسم الحج.

وسبق أن وقعت السعودية في مأزق كبير نتيجة استغلالها المقدسات الإسلامية لتصفية حساباتها السياسية مع خصومها، حيث عادت قضية تدويل الحج وإمكانية نزع لقب "خادم الحرمين الشريفين" عن الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الواجهة من جديد، على خلفية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.

وإلى جانب ذلك، أدت الحوادث المتكررة في الحج أيضاً إلى المطالبة بتدويل الحج، منها مثلاً الحادثة التي وقعت عام 2015، والتي أودت بحياة الآلاف إثر تدافع الحجاج بمشعر منى.

كما ان تصرفات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مثل العدوان السعودي على اليمن، وما خلَّفه من ضحايا، بالإضافة إلى اعتقال عشرات من الدعاة السعوديين المعروفين، فضلاً عن المضايقات التي قد يتعرض لها بعض الحجاج بسبب مواقفهم السياسية دفعت عديداً من المسلمين إلى مقاطعة الحج.

وفي مارس الماضي طالبت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين من دول ومؤسسات وحكومات الأمة الاسلامية بالتدخل والضغط على السلطات السعودية لتغيير سياساتها ووقف تسييس الحج وتحييد الأماكن المقدسة في السعودية والسماح لمواطني الدول الاسلامية باداء فريضة الحج دون فرض شروط سياسية على حكوماتهم.

وانتقدت الهيئة الدولية الصمت الدولي تجاه ما يتعرض له المسلمون في العالم وحرمانهم من آداء عبادتهم وخاصة مسلمي قطر وفلسطين وسوريا واليمن، ناهيك عن الرسوم الباهظة واستخدام حصص الحج لابتزاز المسلمين والدول الإسلامية.

وسبق أن رصدت منظمات حقوقية، التداعيات الخطيرة التي نتجت عن منع الحجاج القطريين، حيث أكدت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا أن منع السعودية القطريين من أداء فريضة الحج سيفتح نقاشاً موسعاً حول أهلية السلطات السعودية لرعاية الأماكن المقدسة وحجاج بيت الله الحرام، معتبرة ذلك تجاوزاً لكل "الخطوط الحمر منذ أن وضعت الكعبة كأول بيت للناس".

كما سلط المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في وقت سابق، الضوء على حالات لمواطنين قطريين تمت عرقلتهم عن السفر لممارسة الشعائر الدينية في السعودية، واصفاً ذلك بـ "الانتهاك الخطير"، موضحاً العراقيل التي وضعت أمام القطريين، منها إغلاق الطرق البرية والجوية.

ويتوافد سنوياً قرابة 2.3 مليون مسلم من جميع الطوائف على مكة خلال موسم الحج، فضلاً عن كثيرين غيرهم ممن يتوافدون على السعودية على مدار العام، لأداء العمرة.

كلمات دليلية :