رياض تدخل لبنان من بوابة رؤساء الحكومة السابقين

رياض تدخل لبنان من بوابة رؤساء الحكومة السابقين
الثلاثاء ١٦ يوليو ٢٠١٩ - ١١:٤٧ بتوقيت غرينتش

بينما تعاني الساحة اللبنانية من الأزمات والخلافات السياسية بين أهل الحكم وبشكل خاص توقف جلسات الحكومة بعد الحادث في منطقة "قبرشمون" في جبل لبنان قام رؤساء الحكومة السابقين بزيارة إلى السعودية التقوا خلالها الملك سلمان.

العالم_لبنان

وبحسب مصادر صحفية في بيروت فإن الزيارة تأتي كمحاولة جديدة لإقناع المملكة بدعم رئيس الحكومة الحالية سعد الحريري .

جريدة الشرق الاوسط السعودية ادعت أن سفر هولاء الى السعودية يأتي في اطار الاتصالات لتشكيل "مجلس حكماء " لإعادة الاعتبار" الى اتفاق طائف.

واشارت مصادر سياسية لبنانية واسعة الاطلاع أن المشاورات تكثفت في الأسابيع الأخيرة لتشكيل "مجلس حكماء" يأخذ على عاتقه "تصويب البوصلة السياسية في اتجاه وضع حد للاستمرار في تجاوز الدستور والتمادي في مخالفة ما نص عليه اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية، في ظل "إصرار البعض على تجويفه من مضامينه ما يشكل إخلالاً بالتوازن وتضاربا في الصلاحيات.

يذكر أن ملك السعودية استقبل امس في جدة رؤساء الحكومات السابقين نجيب ميقاتي وفؤاد سنيورة وتمام السلام وأكد على أهمية تعزيز العلاقات بين السعودية و لبنان واشاد الملك بالجهود التي يبذلها رؤسا الجكومة السابقين الى جانب رئيس الحكومه سعد الحريري.

وفي الإطار نفسه كتبت جريدة الجمهورية اليوم الثلاثاء انّ قيادات لبنانية ستزور في الايام المقبلة المملكة للقاء المسؤولين السعوديين، وفي هذا الصدد قال السفير السعودي في لبنان وليد النجاري إنّ زيارة ميقاتي والسنيورة وسلام للمملكة "تحمل في طياتها ملامح مستقبل واعد لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين".

جريدة الاخبار كتبت من جهتها تقول: على وهج ترقب مصير الحكومة المعلقة اجتماعاتها، تأتي زيارة رؤساء الحكومة السابقين الى الرياض، والتي ستترك ارتدادات على المشهد اللبناني لكونها محاولة جديدة لإقناع المملكة بدعم سعد الحريري على كل المستويات في مواجهة العهد وحزب الله.

وتضيف الأخبار : بشكل مُفاجئ، نشَطت حركة رؤساء الحكومة السابقين، بحثاً عن «تنفيسة» لغضب جمهورهم في لبنان. الأمر لم يعُد سرّاً وقد تحدّث عنه سعد الحريري في مؤتمر صحافي أخيراً. بدا هؤلاء، في الأشهر الماضية، كأنهم في سباق مع ما يجري من أحداث على الساحة الداخلية، لإحداث أي كوة في جدار التسوية الصلبة مع رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل.

وبعدَ اعتراف رئيس الحكومة بهذا الغضب، أصبحوا مستعجلين أكثر من أي وقت مضى لإحياء خط دفاع قوي خلفه في وجه التسوية. إلى ذلك تقرّر أن تكون المملكة العربية السعودية هي الوجهة رغم كل التناقض في إدارتها للملف اللبناني.

الزيارة حصلت بعد التنسيق مع الحريري وبمساعدة السفير السعودي في بيروت وبحسب جريدة الأخبار هناك ثلاثة اهداف وراء تحرك رؤسا الحكومات السابقين هي:

أولاً، أن الحريري يضعف لأن الرياض لا تدعمه كما يجِب، ولا بدّ من ترميم وضعه لأن لا بديلَ منه، واحتضانه يجب أن يحصل على المستويات كافة.

ثانياً، إعادة الاعتبار لمكانة المملكة في لبنان، لا من جانبها الرمزي أو كونها تشكل محور التوازن ، وحسب، بل من منطلق أن خسارتها لبنان يُفقدها الطائفة السنية.

ثالثاً، إعادة الاعتبار لاتفاق الطائف، ليسَ لكونه يعبّر عن الشراكة الإسلامية - المسيحية وحسب، بل بوصفه الضمانة الوحيدة لصلاحيات رئاسة الحكومة ضد «الهيمنة» التي يُحاول وزير الخارجية جبران باسيل فرضَها.

ويرى المراقبون في بيروت أن تشكيل مجلس حكماء بمثابة غطاء سياسي للموالين للسعودية في لبنان لأن تشكيل المجلس عمل غير دستوري و ليس للدفاع عن القانون الاساسي.

وحسب المراقبين فإن مقولة ىفاع عن الطائف والطائفة السنية في لبنان هو كذب ومحاولة لتشكيل جناح أو تقوية الموالين للسعودية الذين خسروا عدد من المقاعد في الانتخابات النيابية التي جرت العام الماضي ما تسبب بضعف سعد الحريري و مؤيديه مقابل جناح الذين يدافعون عن المقاومة في لبنان.

واضاف المراقبون إن تشكيل مجلس حكماء من لون واحد أي فقط من الطائفة السنية وعدم مشاركة أي طائفة أخرى فيه لن ينجح لأن لبنان محكوم بالتعايش بين الطوائف والمذاهب المختلفة ومشاركة آخرين ليس عملا سهلا و بحاجة للوقت والدراسه العميقة .

كلمات دليلية :