مهرجان التطبيع العلنيّ ما زال مستمرًا وبوتيرة عالية

 مهرجان التطبيع العلنيّ ما زال مستمرًا وبوتيرة عالية
السبت ٢٠ يوليو ٢٠١٩ - ٠٧:٠٦ بتوقيت غرينتش

مهرجان التطبيع العلنيّ ما زال مُستمرًا وبوتيرةٍ عاليّةٍ بين كيان الاحتلال الإسرائيليّ وبين دولٍ خليجيّةٍ، وتحديدًا مملكة البحرين، وفي هذا السياق، كشف مساعد الرئيس الأمريكيّ ومبعوثه الخاص لعملية السلام جيسون غرينبلات على حسابه في “تويتر”، كشف النقاب عن أنّ لقاءً جمع بين وزيري الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد والإسرائيليّ يسرائيل كاتس، من صقور حزب (ليكود) الحاكِم، بقيادة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وذلك في العاصمة الأمريكيّة، واشنطن.

العالم-فلسطين

ونشر غرينبلات في تغريدة صورة تجمع المسؤولين البحرينيّ والإسرائيليّ، وكتب: “تقدّم رائع في واشنطن هذا الأسبوع لصالح "إسرائيل" والبحرين والمنطقة، يسرائيل كاتس وخالد بن أحمد تبادلا الحديث الوديّ في الاجتماع الوزاريّ لتعزيز الحريّة الدينية في مبنى وزارة الخارجية الأمريكيّة”، على حدّ تعبيره.

وأضاف، ناقلاً كلامًا أدلى به لوزير الخارجية البحرينيّ: عندما نقول إنّ "إسرائيل" جزء من الشرق الأوسط، فهذا ليس بالأمر الجديد، مُضيفًا في الوقت عينه إننّا بحاجةٍ إلى مواصلة جهودنا للوصول إلى الشعب الإسرائيليّ، ومُختتمًا حديثه: إنّهم يريدون أيضًا أنْ يرتاح بالهم على حياتهم وأجيال المستقبل، كما أكّد وزير الخارجيّة البحريني الشيخ خالد بن أحمد.

وأعلن وزير الخارجية الإسرائيليّ أمس الخميس أنّه التقى بشكلٍ علنيٍّ نظيره البحريني في واشنطن، "في خطوةٍ هي الأولى من نوعها بين البلدين، اللذين لا تربطهما علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ رسميّةٍ" حسب تعبيره. وكتب الوزير يسرائيل كاتس على تويتر: بالأمس، التقيت علنًا وزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة، مُضيفًا في الوقت ذاته: سأواصل العمل مع رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو لدفع العلاقات بين "إسرائيل" ودول الخليج (الفارسي) قدمًا، على حدّ قول الوزير الإسرائيليّ كاتس.

كما نشر مُراسِل الشؤون السياسيّة في القناة الـ13 في التلفزيون العبريّ، باراك رافيد، في النشرة المركزيّة، مساء أمس الخميس، صورةً تجمع الوزيرين، الإسرائيليّ والبحرينيّ، لافتًا في سياق تقريره إلى أنّ اللقاء تمّ بوساطة الممثل الأمريكيّ الخاص لشؤون إيران في الخارجية الأمريكيّة، براين هوك، والتقط وزير الخارجية البحرينيّ، صورةً جمعته بنظيره الإسرائيليّ، يتوسطها هوك.

وأضاف رافيد، نقلاً عن مصادره السياسيّة في تل أبيب أنّه على الرغم من أنّ اللقاء كان قصيرًا، فإنّه كان مُهّمًا للغاية وبشكلّ خاصٍّ لأنّ وزير الخارجيّة البحرينيّ وافق على التقاط صورةٍ مع نظيره الإسرائيليّ، ووافق أيضًا على نشرها، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه في السنوات الأخيرة عُقِدَا لقاءات كثيرة بين مسؤولين إسرائيليين وخليجيين، إلّا أنّها بقيت طيّ الكتمان، وما نُشِر عنها كان مصدره التسريب، ليس إلّا، على حدّ قول المصادر.

وأرفقت صفحة “إسرائيل تتكلم بالعربية” التابعة لوزارة الخارجية الإسرائيليّة في تويتر، صورةً للقاء الذي عُقد على هامش مؤتمر حريات الأديان في واشنطن.

وناقش الشيخ بن أحمد والإسرائيليّ كاتس بحسب راي اليوم، "الملّف الإيرانيّ والتهديدات الإقليميّة والتعاون بين البلدين"، واتفقا على البقاء على اتصال. وقال الوزير كاتس، كما نقلت عنه الخارجيّة الإسرائيليّة: هذا مؤشر آخر على تعزيز العلاقات الدبلوماسية بيننا. سنواصل تطوير العلاقات بين "إسرائيل" ودول الخليج (الفارسي)، على حدّ قوله. كما لفتت الصفحة “إسرائيل تتكلّم العربيّة” إلى أنّ الوزير كاتس ناقش تعزيز العلاقات بين "إسرائيل" ودول الخليج (الفارسي)، خلال لقائه أعضاء لجنة العلاقات الخارجيّة بمجلس الشيوخ الأمريكيّ، كما جاء في بيان الخارجيّة الإسرائيليّة على موقع التواصل الاجتماعيّ تويتر.

وقالت وسائل الإعلام العبريّة إنّ الوزير البحرينيّ معروف بكثرة تصريحاته المؤيدة ل"إسرائيل"، وفي مقابلة مع القناة 13 في التلفزيون الإسرائيليّ على هامش مؤتمر المنامة اعتبر "إسرائيل" جزءًا من تراث هذه المنطقة تاريخيًا، على حدّ قوله. كما صرّح قبل ذلك في مقابلة أجراها مع صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” إنّ الدولة العبريّة وُجِدت لتبقى، وأكّد على أنّ بلاده ودولاً عربيّةً أخرى تُريد التطبيع معها، على حدّ قوله.

ويُشار في هذا السياق إلى أنّ وزارة الخارجيّة الإسرائيليّة أعلنت مؤخرًا، أنّ الوزير يسرائيل كاتس زار أبو ظبي في إطار مشاركته في مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئة والمناخ، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّ هذه الزيارة تُعتبر الأولى لمسؤولٍ إسرائيليٍّ كبيرٍ إلى دولةٍ عربيّةٍ بعد ورشة البحرين الاقتصادية. وأوضحت مصادر سياسيّة، وُصِفت بأنّها رفيعة المُستوى في تل أبيب، أوضحت أنّ الوزير كاتس تنفق مع رئيس الوزراء الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، على تحديد هدف واضح للسياسة الخارجيّة الإسرائيليّة، وهي تعزيز التطبيع والسعي لإبرام اتفاقات سلامٍ مع دول الخليج (الفارسي)، كما أكّدت المصادر واسعة الاطلاع في كيان الاحتلال الإسرائيليّ.

وبحسب المصادر نفسها، ستقود وزارة الخارجية هذه السياسة بدعمٍ من نتنياهو شخصيًا، وبالتعاون مع جميع الجهات الإسرائيليّة الأخرى التي تتعامل مع هذه القضية، وتجدر الإشارة إلى أنّ الأمريكيين يُشارِكون أيضًا في المحادثات ويُساعِدون فيها، كما أكّدت المصادر السياسيّة الرفيعة في تل أبيب.

رأي اليوم- زهير أندراوس