يومٌ أتى بالنائباتِ مُبدِّدا
شعبَ العراقِ وكانَ يومَاً أسودا
ما زلْتُ أذكُرُهُ بياناً صاخباً
مذْ جاءِ بالبعثِ اللئيمِ مُعربِدا
حزبُ المجازرِ والحُرُوبِ وزُمرةٍ
مَلأَ العراقَ مقابراً وشدائدا
قتلَ الرَّبيعَ وكلَّ نبعٍ زاهرٍ
فالأرضُ مُثكلَةٌ بما فعلَ الردى
بعثٌ تلذَّذَ بالدماءِ مُحرِّقاً
شعباً وأرضاً خابَ حزباً حاقدا
من يومِ أن حكمَ العراقَ فإنَّهُ
جعلَ البلادَ مَحطَّ ألويةِ العِدى
يومُ انقلابِ البعثِ يومُ سقوطِنا
أسرى بأيدي الغاصبينَ روافدا
تعساً لحزبِ البعثِ حزباً ناقماً
ولِمَنْ تحجَّبَ بالحفيرةِ راعدا
لو كانَ يملكُ في الشجاعةٍ ذرةً
لاختارَ أن يحيا قتيلاً صامدا
لكنّما خلُقُ الجبانِ هزيمةٌ
يخشى المَنونَ إذا تقرّبَ مَوعدا
هو ذا زعيمُ البعثِ وهو مِثالُ مَن
عشقَ المذلَّةَ خائفاً متباعدا
تموزُ أيامُ المجازرِ أدبَرَتْ
فجحافِلُ الطاغوتِ صرنَ طرائدا
فاليومَ تموزُ العراقِ تكاتفٌ
وهُدىً على فتوىً تُشرِّدُ فاسِدا
حشدٌ وجيشٌ يَبذُلانِ بُطولَةً
وشهادةً تَحمي العراقَ الرائدا
_______________
بقلم الكاتب والاعلامي
حميد حلمي البغدادي