في مقابلة خاص مع قناة العالم..

بروجردي يكشف تفاصيل مهمة عن احتجاز الناقلة وخطأ ترامب والخطوة الثالثة

الإثنين ٢٢ يوليو ٢٠١٩ - ٠٨:٥٣ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) ‏22‏/07‏/2019 - اجرت قناة العالم مقابلة خاصة مع عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجردي، حيث تحدث فيها عن التطورات الاقليمية والتصعيد الاميركي ومستقبل امن المنطقة، كما كشف تفاصيل مهم عن قضية الناقلة البريطانية المحتجزة لدى ايران.

العالم - خاص بالعالم

وقال بروجردي في برنامج "من طهران" ان حركة السفن في البحار تشبه حركة الطائرات في الجو والسيارات على الارض، بمعنى ان المسار محدد سلفا بهدف منع حصول أي حوادث محتملة، واذا كان من المقرر ان تقوم سفينة ما بإغلاق نظام التتبع الملاحي وتتحرك في المسار المعاكس فهذه مخالفة واضحة

اضاف: نحن في الخليج الفارسي ومضيق هرمز فيما يخص تقسيم العمل بين القوات المسلحة التابعة للجمهورية الإسلامية في ايران فإن حرس الثورة وعلى الاخص القوة البحرية التابعة له مسؤولة عن حفظ الأمن وحركة السفن والملاحة بشكل عام، ومن ناحية اخرى هناك مؤسسة الملاحة وهي مؤسسة رسمية تشرف على حركة دخول وخروج السفن، وقام المسؤولون على هذه المؤسسة بتوجيه تحذير لهذه السفينة وسالوا القائمين عليها عن سبب اطفاء نظام التتبع الملاحي ولماذا يتحركون في الاتجاه المعاكس.

وتابع بروجردي: عندما لم يرد هؤلاء على الاستفسارات اضطر القائمون على مؤسسة الملاحة، وبهدف منع حصول اي حادث محتمل او الاصطدام بسفينة اخرى، ان يوقفوا السفينة ومن يقودها، ولأن حرس الثورة من المنفذين للقوة القضائية فقد قام افراده بتنفيذ هذا الحكم واوقفوا السفينة المعنية، والموضوع قيد البحث والدراسة في النظام القضائي للجمهورية الإسلامية، ولنر ما الحكم الذي سيصدره القضاء في هذا الصدد.

واردف: قبل هذا الحادث قام البريطانيون بعملية نحن نعتقد انها كانت بأوامر اميركية بحتة خاصة بعد ان فقدوا طائرة تجسس في الأجواء الايرانية، لذا قام البريطانيون بهذا العمل غير المنطقي والعدائي، وبسبب هذه الفترة الزمنية القصيرة تبلورت فكرة لدى البعض بأن احتجاز ايران للناقلة البريطانية جاء ردا على احتجاز بريطانيا للناقلة الايرانية في جبل طارق، وقد اعلن حرس الثورة الإسلامية بصفته منفذ هذا القرار القضائي، أعلن بصفة رسمية وكذلك الناطق الرسمي بإسم وزارة الخارجية، وانا شخصيا بصفتي عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى جميع الادلة والقرائن تحكي عن هذه المخالفة وهي ادلة قوية لا تحتمل اي تفسير، واي سفينة تقوم بهذا العمل وترتكب هذه المخالفة سيتم التعامل معها وفقا للقانون.

بريطانيا تستعد لشكوى في مجلس الامن ومشروع قرار لمصادرة اموال

وقال عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني: ان بريطانيا كانت تتزعم حركة فرض الحظر الاقتصادي على ايران، كما ان منظمة منافقي خلق الارهابية كانت على رأس القائمة السوداء لأوروبا دائما، وبريطانيا هي التي تزعمت فكرة اخراج هذه المنظمة الارهابية من القائمة السوداء الاوروبية، وهذا الامر ان دل على شيء فإنما يدل على أن البريطانيين متعاونون مع الارهابيين من ناحية ومن ناحية اخرى يعملون ضد المصالح الوطنية للجمهورية الإسلامية في ايران.

وتابع: هذا غير التاريخ الطويل من العداء البريطاني تجاه الشعب الايراني، هذا التاريخ والسجل الطويل يثبت ان بريطانيا كانت على الدوام تعمل ضد مصالحنا الوطنية، ويتذكر البريطانيون جيدا اننا اتخذنا قرارا في مجلس الشورى الاسلامي في مرحلة ما بأن نخفض التعامل الدبلوماسي مع بريطانيا من مستوى السفير الى مستوى القائم بالأعمال، واذا كان من المقرر ان تستمر بريطانيا بهذه السياسات العدائية فإننا في المجلس لدينا هذا الاستعداد على ان نكرر الخطوة السابقة وان لا نسمح بوجود سفيرين في البلدين، وعلى هذا الاساس نأمل ان لا تكرر بريطانيا موضوع السفينة في مجالات اخرى.

ادعاءات اميركا باسقاط طائرة ايرانية مسيرة

وفيما يخص الادعاءات الاميركية بإسقاط طائرة ايرانية مسيرة، قال بجردي أن الولايات المتحدة اذا كانت تصر على هذا الإدعاء فنحن نقول ان حاملة الطائرات الاميركية لم تكن في المياه الاقليمية لايران، كانت في المياه الدولية، واذا كان الاميركيون يدعون انهم اسقطوا طائرة من دون طيار ايرانية، فعليهم ان يقوموا بما قمنا به نحن، حيث توجه الغواصون بسرعة لانتشال بقايا طائرة التجسس الاميركية التي اسقطتت وعرضناها على العالم بأسره

واضاف: الامر ليس على هذا المنوال بأن يكذب السيد ترامب ثم يعيد كذبته مرة اخرى ويقوم العالم بتصديقه، الامر بحاجة الى مستندات ووثائق والبينة على المدعي، وعلى هذا الاساس اعتقد ان ترامب ارتكب خطأ سياسيا واعلاميا، وتكرار هذا الخطأ لا يستلزم بالضرورة ان يمحى الخطأ السابق، بمعنى ان هذا التصرف سوف يسلط الضوء اكثر على عدم مصداقية حديث الرئيس الاميركي في العالم.

الخطوة الثالثة من خفض ايران التزاماتها في الاتفاق النووي

اما بشأن الاتفاق النووي الالتام بتعهداته قال بروجردي انه اذا كان الاوروبيون لا يريدون تنفيذ إلتزاماتهم وفق اتفاقية خطة العمل المشترك بسبب الضغوط الاميركية، فبالتأكيد سوف تخطو ايران الخطوة الثالثة، نحن قبلنا بوضع بعض القيود والمحدوديات على انشطتنا النووية السلمية ونفذنا ما تعهدنا به، والطرف الآخر التزم ايضا برفع الحظر الاقتصادي، وإذا كان من المقرر قيام الطرف الآخر بفرض الحظر الاقتصادي مرة اخرى وأن لا يقوم بتنفيذ ما تعهد به، فلماذا نقوم نحن بتنفيذ التزاماتنا؟ هذا يتعارض مع اي منطق، على هذا الاساس على الاوروبيين ان لا يشُكّوا على الاطلاق ان ايران ستدخل في الخطوة الثالثة.

زيارة ظريف الى نيويورك

في تقييمه لزيارة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى نيويورك، قال بروجردي: نحن كنا ولا نزال نستفيد دائما من المنابر الدولية كفرص، ومن الطبيعي جدا بأن يستفيد الوزير ظريف من الاجواء في الامم المتحدة بنيويورك، حيث كان لظريف عدة لقاءات، ومن وجهة نظري كان من الطبيعي جدا هذا التحرك الدبلوماسي ومن هناك توجه الى مؤتمر عدم الانحياز في فنزويلا واعلن عن تضامن ايران مع هذه الدولة التي تتعرض لهجوم شرس من قبل اميركا.. نحن عاقدون العزم على ان نستفيد من الاخطاء الكثيرة التي يرتكبها ترامب.

هل من مفاوضات اميركية ايرانية قريبة؟

بروجردي أكد أن الهدف من اي مفاوضات هو الوصول الى نتيجة، وقال انه منذ سنوات كنا نختلف، هناك وجهات نظر مختلفة، وخلال انشطتنا النووية السلمية دخلنا في مفاوضات مع اوروبا واميركا على مستوى وزير ونائب الوزير او الخبراء، والنتيجة كانت اتفاقية خطة العمل المشترك، ولكن الاميركيين بعد ان تغير رئيس جمهوريتهم انتهكوا هذه الاتفاقية فلماذا ندخل في مفاوضات مع اميركا التي لا يمكن الاعتماد عليها، الى هذا المستوى لا يحترمون التوقيع الذي وضعوه على الاتفاق، ليس هناك اي مبرر للدخول في مفاوضات مع اميركا ويجب ان تصلح اميركا خطأها خاصة خروجها من اتفاقية خطة العمل المشتركة وتقوم بتنفيذ التزامتها وترفع الحظر الاقتصادي كما تعهدت في السابق.

بعد عام.. هل نجحت اميركا بتصفير صادرات النفط الايراني؟

واكد عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني أن تصفير النفط الايراني لا يمكن تطبيقه عمليا، بسبب الحاجة العالمية وكذلك الطرق المتعددة التي هي في متناول يد ايران لتصدير نفطها.

الشكوى الاميركية على ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية

وحول الشكوى الاميركية هذه قال بروجردي إن الاميركيين في هذا الخطأ الكبير كالغريق الذي يتشبث بأي شيء، هذا كان خطأ فاضحا والعالم كله اعترض على ما قامت به اميركا من انتهاك لخطة العمل المشتركة التي هي توافق دولي، ولذلك فالاميركيون يسعون لحرف الرأي العام العالمي الى قضايا غير واقعية، كأن ايران هي التي تخالف قواعد وضوابط الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وأكد ان مفتشي الوكالة الدولية يأتون الى ايران بصورة منتظمة واعلنوا مرارا وتكرارا ان ايران لم تخالف الاتفاقية.

موقف الاوروبيين من الاتفاق النووي

وقال بروجردي: اعتقد ان الاوروبيين في المجال السياسي العالمي قد عرضوا قدرتهم بشكل غير مقبول، فمجموعة من 28 دولة من غير المعقول انها لا تستطيع ان تقف أمام كلام اميركي مناف للاصول وغير منطقي، للاسف الشديد الاوروبيون لم يظهروا هذه القدرة، الاميركيون ضغطوا كثيرا على الاوروبيين كي لا يتعاونوا مع ايران وهذا هو السبب الرئيسي لعدم تعامل الاوروبيين مع ايران سواء على مستوى شركات او حكومات، لكن هذا الكلام غير مقبول اطلاقا، لان دول كفرنسا او المانيا او بريطانيا وضعت تواقيعها على الاتفاقية ولا تستطيع عدم القيام بتنفيذ التزاماتها وتعهداتها، وعدم قيامها بإلتزاماتها بسبب الضغط الاميركي وجه صفعة قوية لأوروبا.

القناة المالية الاوروبية للتعامل مع ايران

وحول القنة المالية الاوروبية للتعامل مع ايران قال بروجردي إن هناك نحو 11 تعهد في خطة العمل المشترك، منها ضمان تصدير النفط وكذلك حركة السفن، وآلية "اينستكس" هي آلية مالية فقط لا غير، وحتى هذه اللحظة هذه الآلية لم تنشط ولم تصبح فعالة، واعتقد بأن هذه الآلية لن تحل مشكلة اوروبا مع الجمهورية الإسلامية، ويجب على الاوروبيين ان يلتزموا بجميع ما تعهدوا به.

واضاف: خلال الاربعين عاما الماضية واجهنا وضعا اصعب من هذا الوضع، كان هناك حظر اقتصادي عالمي ضدنا، واليوم الحظر الاقتصادي هو اميركي فقط، كان هناك 6 قرارات حظر اقتصادي من مجلس الأمن وحتى الدول الجارة لم تكن تتجرأ على التعامل معنا، واليوم يوجد حظر اميركي وضغط اميركي على الاوروبيين وهذا غير قانوني، فحينما ننظر الى الماضي والتجارب السابقة وعبرنا من تلك الظروف الصعبة فبالتأكيد سنعبر هذا الحظر الاميركي وسنحوله الى فرصة كما عملنا سابقا.

الغرق السعودي في المستنقع اليمني

وفي جانب آخر من حديثه قال عضو لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني انه منذ البداية كان واضحا بأن اليمن مستنقع كما كانت فيتنام مستنقعا للولايات المتحدة وافغانستان للاتحاد السوفييتي السابق، اليمن ليس لديها امكانيات مالية او عسكرية ولكن ارادة شعبها عندما تبلورت للدفاع عن الارض والعرض وعن الاستقلال والشرف، فهذه الارادة اصبحت اقوى قوة عالمية.

واضاف بروجردي: الامارات منذ مدة بدأت بالابتعاد وقللت من حضورها في اليمن، والسعودية تشعر الآن بأنها لن تصل الى اي نتيجة سوى العداوة والحقد اللذين سوف يستمران لعشرات السنين في صدور الجيل القادم في اليمن، لان السعودية هي التي نفذت هذا الظلم ضد الشعب اليمني، وعلى هذا الاساس فمن الافضل للسعودية ان تغير سياساتها في اسرع وقت وبأي عذر كان فهذا في صالحها وفي صالح المنطقة.

وختم بالقول: كل الدلائل تشير الى ان الامارات قد توصلت الى هذا الادراك السياسي بأن اليمن ليس مكانا للبقاء فيه.