روحاني: لا نهدف إلی التصعيد والمواجهة العسكرية

روحاني: لا نهدف إلی التصعيد والمواجهة العسكرية
الأربعاء ٢٤ يوليو ٢٠١٩ - ١٢:١٠ بتوقيت غرينتش

أكد الرئيس روحاني ان ايران لا تسعى الى التصعيد والمواجهة العسكرية في منطقة الخليج الفارسي ومضيق هرمز.

العالم- ايران

واشار روحاني في اجتماع مجلس الوزراء الى التحركات الدبلوماسية التي جرت في الاسبوع الماضي ، موضحا كان أحد الجهود التي بذلتها الحكومة الايرانية منذ البداية هو كسر الجمود على الساحة السياسية والتوصل الى توافقات محتملة.

واضاف: كانت المحاولة الأولى من قبل الحكومة الحادية عشرة (الحالية) لكسر الجمود السياسي على الساحة الدولية ، واستطاعت الحكومة كما وعدت ، أن تكسر الجمود في غضون مائة يوم ، وتوصلت إلى اتفاق جنيف، وكانت إحدى نتائج هذا الاتفاق أنه بعد المائة يوم الأولى من الحكومة الحادية عشرة ، وبعد ذلك ، تحرير ما يصل إلى 700 مليون دولار من الأموال المجمدة، وتقليل سعر صرف العملة الاجنبية وشعر الشعب بمزيد من الرفاهية.

واشار روحاني الى ان ايران استطاعت في اقل من عام بعد اتفاق جنيف التوصل الى اتفاق نهائي بشان الملف النووي، مشيرا الى ان السعودية والكيان الصهيوني بذلتا محاولات مستميتة لاعاقة التوصل الى الاتفاق النووي ، حيث كان مقررا ابرامه عام 2014 الا ان اميركا تراجعت في الليلة الاخيرة.

واشار الرئيس الايراني الى ان من نتائج الاتفاق النووي زيادة صادرات النفط الايراني من مليون برميل وحتى اقل من ذلك الى مليوني و800 ألف برميل يوميا مع المكثفات الغازية، كما تم الافراج عن الكثير من الارصدة الايرانية المجمدة ودخول العديد من السلع والمعدات الى البلاد والتي كانت متوقفة في الجمارك الاجنبية.

واشار روحاني الى ان انسحاب اميركا في مايو/ ايار 2018 من الاتفاق النووي كان غير مبرر، موضحا ان السعودية والكيان الصهيوني اعترفا بان لهما دورا في انسحاب اميركا من الاتفاق النووي، كما ان المتطرفين داخل الولايات المتحدة كان لهم دور مؤثر جدا في تحريض ترامب على الانسحاب من الاتفاق الدولي.

واوضح الرئيس الايراني ان طهران وبعد انسحاب اميركا اثبتت للعالم انها وفرت فرصة للاطراف الاخرى للوفاء بالتزاماتها ، ويمكنها ملء فجوة الانسحاب الأميركي.

واضاف روحاني: بالرغم من انسحاب اميركا ، استطعنا بيع النفط بقدر ما احتجنا إليه ، وتعاملنا مع الانسحاب الأمريكي باساليب مختلفة، ولكن منذ فرض الحظر على نفط إيران بالكامل ، حدثت ظروف مستجدة في مايو العام الجاري تختلف عن مايو العام الماضي، ونظرا الى الظروف الجديدة تم اتخاذ قرارات حاسمة بشأن تقليص التعهدات (في الاتفاق النووي) واعطينا للطرف الآخر مهلة لمدة 60 يوما، مشيرا الى انه تم اعطاء مهلة اخرى لمدة 60 يوما بعد انتهاء المهلة الاولى لان مقترحاتهم لم تكن متوازنة.

واكد روحاني ان خفض تعهدات ايران مؤقتة الى الوقت الذي تلتزم به الاطراف الغربية بتعهداتها ، وانه يمكن العودة الى الظروف السابقة قبل تقليص التعهدات اذا اتخذ الطرف الآخر اجراءات صحيحة ومتوازنة وتم وقف الحرب الاقتصادية ضد ايران.

واردف قائلا: وبالطبع ، هناك دول توسطت في هذا الصدد ، وهناك مراسلات واتصالات مستمرة ، والجميع يعلم أننا لم نفوت مطلقا فرصة التفاوض.

واكد روحاني استعداد ايران للتفاوض بشكل عادل وكرامة، لكنها ليست مستعدة للجلوس الى طاولة الاستسلام باسم التفاوض.

واردف قائلا: سنواصل الانشطة السياسية ، وإذا لم نصل إلى نتيجة وانتهت فرصة 60 يوما الثانية أيضا ، فسنتخذ بالتأكيد الخطوة الثالثة (بشأن تقليص التعهدات).

وشدد روحاني على ان ايران لاتسعى الى الحرب والتصعيد في المنطقة ، لكنها في نفس الوقت ليست مستعدة للاستسلام في مواجهة الغطرسة والبلطجة.

وقال روحاني ان الخليج الفارسي وبحر عمان ومضيق هرمز يحظى باهمية بالغة بالنسبة لايران، مضيفا: الى جانب الحفاظ على امن الخليج الفارسي ومضيق هرمز ، تسعى الجمهورية الاسلامية الايرانية للحفاظ على امن باقي الممرات المائية في العالم ومن بينها مضيق باب المندب والمحيط الهندي.

وتابع قائلا: يحتل مضيق هرمز موقعًا مهمًا للغاية ، وليس مكانا للمزاح ، واذا اراد أي بلد أن يتجاهل فيه القوانين الدولية ، ويتجاهل تحذيرات الحرس الثوري المسؤول عن أمن مضيق هرمز ، فليدخل هذا المضيق.

واردف قائلا: تقع المسؤولية الرئيسية في حماية مضيق هرمز والخليج الفارسي بشكل رئيسي على ايران والدول المجاورة وليس لها صلة بالآخرين ، وان الشعب الإيراني دائمًا كان هو حامي الخليج الفارسي.

واشاد الرئيس الايراني بالخطوة الشجاعة للحرس الثوري بتوقيف ناقلة النفط البريطانية التي انتهكت قوانين الملاحة في مضيق هرمز، وتجاهلت جميع التعليمات والتحذيرات، داعيا العالم اجمع الى تقديم الشكر الى الحرس الثوري الايراني لدوره في الحفاظ على أمن الخليج الفارسي.

ومضى روحاني قائلا: نحن لا نسمح لأي جهة بزعزعة الامن في الخليج الفارسي ومضيق هرمز، لكن في نفس الوقت لا نسعى الى التصعيد والمواجهة العسكرية ، والإجراءات التي اتخذناها حتى الآن كانت تتناسب مع انتهاكات الجانب الآخر، کما ان اسقاط الطائرة (الاميركية) المسيرة المعتدية كان ردا دقيقا ومحترفا، واذا تم مرة اخرى انتهاك المجال الجوي الايراني، سوف نقوم بالرد بنفس الطريقة.