نائب اردني يحذر من مخاطر التطبيع مع الإحتلال ويدعو لخطة مواجهة شاملة

نائب اردني يحذر من مخاطر التطبيع مع الإحتلال ويدعو لخطة مواجهة شاملة
الجمعة ٢٦ يوليو ٢٠١٩ - ٠١:١٠ بتوقيت غرينتش

حذر النائب في البرلمان الأردني طارق خوري من مخاطر وتداعيات التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، داعياً الشعوب العربية لمواجهة التطبيع بشتى السبل والوسائل.

العالم - الاردن

وشدد النائب خوري في حوار مع "النهضة نيوز" على ضرورة مجابهة التصورات الأمريكية والإسرائيلية والعربية التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية وعلى رأسها القدس، مؤكداً خطورة هرولة الأنظمة العربية تجاه الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار خوري إلى وجود جهود عربية مقاومة للتطبيع ولـ"صفقة ترامب"، لافتاً إلى أن مواجهة التطبيع ليست "مهمة سهلة".

وقال "يجب أن نعترف بأن العلاقات بين بعض الانظمة والحكومات العربية والكيان الصهيوني ليست جديدة وأنها ضاربة بالأعماق ولكنها كانت علاقات ذات طابع سري ولذلك جاء الوقت المناسب لظهور هذه العلاقة القذرة على العلن في وقت أصبح فيه الشعب العربي يترنح من وطأة الوضع الاقتصادي الممنهج والمرسوم بالاتفاق بين أنظمة الحكم وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي مما جعل عملية مقاومة التطبيع الرسمي صعبة.

وأكد خوري بأن مهمة "التطبيع الشعبي" مع الاحتلال الإسرائيلي لن تكون سهلة، قائلاً: مهمة "التطبيع الشعبي" مع الاحتلال الإسرائيلي لن تكون سهلة حتى في دول الخليج (الفارسي) وأنها إذ تجد مقاومة خجولة يعتريها الخوف من قمع سلطات واجهزة الأنظمة الأمنية إلا أن ذلك لن يتم بالصورة ألتي يخطط لها الغرب الاستعماري وربيبته في المنطقة الكيان الصهيوني والعملاء من بعض الحكام العرب والدليل ان الكيان الصهيوني احتفل قبل سنوات قليلة بدخول مواطن مصري رقم ألف الأرض المحتلة بعد عقود من التوقيع على اتفاقية كامب ديفد بين مصر والكيان المحتل .

وتابع: هناك جهد شعبي واضح لمقاومة التطبيع في كل البلدان العربية قد لا يكون بالوتيرة المنشودة ولكنه بازدياد ونلحظ نشاطات وفعاليات ومؤتمرات بهذا الخصوص.

كما، وكشف خوري أن هناك أطراف سياسية وبعض الأنظمة وضمن أجندة سياسية تنشط اعلامياً للترويج عن ان حالة الاحتقان في المنطقة سببها الفلسطينيين وقضيتهم ومحاولة التقليل من شأن القدس الروحية والحضارية بالنسبة للمسلمين والمسيحيين والعمل على زعزة الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية، مرجعاً ذلك للتخلف والجهل وقلة الوعي لما يجري في المنطقة.

وقال: قلة الوعي اغشى على بصرهم عن رؤية توسع الكيان الصهيوني على حساب الأمة العربية ومن المؤسف ان الاحتلال وعملائه استطاعوا صرف نظرهم عن عدوانيته اليومية من خلال تصوير إيران كعدو قومي وعلى أسس طائفية ومذهبية.

وفي تعقيبه على مؤتمر البحرين الهادف لتصفية القضية الفلسطينية، قال: لقد ولد هذا المؤتمر أو هذه الورشة ميتة بارضها ولم يتمخض عنها أي فعل قد يؤدي إلى تصفية القضية ولكن علينا الحذر فهذا العدو وداعميه لا يكلون ولا يملون من وضع الخطط والبرامج والبدائل في حال الفشل لذلك.

واضاف: نحن اليوم وبعد حوالي الشهر لا نسمع ولا نرى ولا نقرأ شيء عن أي مخرجات لهذه الورشة على أرض الواقع كما أن نشطاء الشعب العربي والعالم الحر المتعاطفين مع المسألة الفلسطينية أبلت بلاءً حسن في مواجهتها والتحريض عليها .

وعن مواجهة صفقة ترامب، أكد أنه حتى اللحظة وعلى الرغم من الثقل السياسي الذي تبذله الولايات المتحدة إلا أنه يصطدم بإرادة شعبية صلبة فلسطينية وعربية مدعوم من بعض الدول والقوى الحية في المنطقة، مشيرا إلى أن هناك حملات تنشط في التحذير من مغبة وتداعيات صفقة ترامب خاصة على فلسطين والأردن، قائلاً: جاء موقف القصر الأردني متناغم مع موقف الشارع من هذه القضية والذي شعر أن الماء ستسير من تحت اقدامه كما أن موقف السلطة الفلسطينية الرافض لهذا المشروع أكسب مقاومين هذه الصفقة قوة إضافية ولكن الرهان على الأردن والسلطة بأن تستمرا في مواجهتها هذا ضرب من المستحيل إذ أن الأردن والسلطة تعانيان من وضع مالي مزري وحصار غير منظور من السعودية و(دول) الخليج (الفارسي) لحملهما على الرضوخ وقبول الصفقة .

وعن رفضه لاتفاقية وادي عربة بين والاردن والكيان الإسرائيلي ودعوته لتفجير خط الغاز بين الاردن والكيان، قال: أنا نائب منتخب من الشعب ومؤتمن منه على القضايا العامة والقضية الوطنية في مقدمتها وإعلاء الصوت بالحق خاصة وأن اعتماد الأردن على الغاز الفلسطيني المسروق والمراد بيعه للأردن سيضر بالمصالح الأردنية الكبرى وسيرهن الاقتصاد الأردني خاصة القطاع الصناعي وخدمات الكهرباء الحيوية بيد الكيان الصهيوني ولمدة زمنية طويلة مما يستدعي الوقوف بحزم لإفشال هذا الخط الذي يحمل بأحشائه احتلال الاردن بشكل غير مباشر .

كما أوضح أن اتفاقية وادي عربة التي وصفها بالمذلة التي مرَّ عليها حوالي 25 عام لم تأتِ على الأردن بأي فائدة تذكر من أي نوع تجاري أو اقتصادي أو اجتماعي، قائلاً"لا بل مزيد من الإذلال والإهانة والتعدي على مقدرات الوطن وقتل أبناءه أمام ناظريه دون أي رد فعل لمصلحة الأردن والدليل أن الأردن بانحدار اقتصادي ومعيشي منذ توقيع اتفاقية الذل والعار وخسر الأردن دوره السياسي الوظيفي وها هم العملاء العمالقة يزاحمون الهاشميين على وصايتهم على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس.

واضاف: لكوني نائب يطرح نفسه بنائب وطن وأمة وملتزم بخط سياسي وطني فإنني أجد نفسي ملزم بالتعبير العلني والصريح عن أوجاع شعبي والانحياز لهم ولقضاياهم الكبرى.

وكشف خوري النقاب عن تعرضه لضغوط هائلة ورفع دعاوي في المحاكم المدنية والعسكرية، قائلاً "كل ذلك لكسر شوكتي والنيل من عزيمتي وتوجيه تهم الدعوة على الإرهاب ولكن كل ذلك وما يحيط بي من جسم جماهيري أردني فلسطيني يجعلني ازداد تمسكاً بموقفي وسبيلي في المواجهة لعل وعسى أن تأتي اللحظة التاريخية للخلاص وهي ليست ببعيدة ونهاية الاحتلال قريبة، وهذا هو إيماني وقناعتي وسيصلي سيد المقاومة السيد حسن نصر الله في القدس".

وبشأن العقوبات الأمريكية بحق نواب وعناصر من حزب الله اللبناني، قال: ماذا يتنظر حزب الله من اعداءه غير ذلك فهذه معركة في كل الاتجاهات وهذه قرارات لها دلالات كبرى أنه اعتراف أمريكي صريح بعداءه المستحكم والمطلق للحزب وقيادته على ما يفعله الحزب في مواجهة المشاريع الاستعمارية التي تقودها اميركا وأن الحزب بقيادة السيد حسن نصر الله يكاد يكون الشوكة الاكبر التي تقف بوجه الإحتلال الصهيوني واطماعه التوسعية ولكن ذلك لن يضير حزب الله فهو صادر عن القوة العظمى الأولى في العالم ومن العدو الرئيسي الأكبر.

وأشار إلى أن القرار بحق حزب الله سيزيد من شكيمة وعنفوان الحزب وكوادره وقياداته، لافتاً إلى أن الحزب بقيادته الحكيمة يستطيع أن يتغلب على مثل هذه القرارات، قائلاً "ليس على الأمريكان إلا أن ينقعوا ورق قرارتهم ويشربوا مائها حسب المثل الشعبي العربي".

وعن دعوته السلطة لتصحيح مسارها والعدول عن نهج المفاوضات، قال: السلطة ذهبت إلى حيث لا عودة عن مشاريع التسوية العبثية والاستسلام للعدو رغم موقف أبو مازن الأخير المتقدم من صفقة ترامب الرافض وعدم ذهاب السلطة إلى ورشة البحرين تعبيراً عن رفضها ولكن السؤال الذي يطرح نفسه على أي أرضية ستتم المصالحة إذا توفرت النية لذلك هل على برنامج التسوية الغارقة بها السلطة أم برنامج المقاومة؟

ويرى النائب خوري أن الدعوة يجب ان تكون للتوحد على برنامج الثوابت الفلسطينية وبرنامج المقاومة وفي مقدمة ذلك الكفاح المسلح وحرب الشعب طويلة الأمد خاصة، مشيراً إلى أن "حوالي 5 مليون فلسطيني في الداخل يملكون إرث عظيم في مقاومة المحتل واستنزافه وبهذه الطريقة فقط نتوحد وننتصر أما الطريق الآخر طريق المفاوضات فهو ملهاة ستزيد من معاناة شعبنا وتمدد عمر الإحتلال".