الحظر الاميركي علی رئيس جهاز الدبلوماسي الايراني..ردود أفعال محلية ودولية

الحظر الاميركي علی رئيس جهاز الدبلوماسي الايراني..ردود أفعال محلية ودولية
الخميس ٠١ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٥:٥٣ بتوقيت غرينتش

إعلان وزارة الخزانة الأمريكية فرض حظر على وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، أثار ردود أفعال محلية ودولية. الخارجية الإيرانية ادانت الاجراء الامريكي، واعتبرت الحظر على ظريف علامة على يأس الادارة الأمريكية، فيما أعرب الاتحاد الأوروبي عن اسفه وادانته لهذا الاجراء وقال ان الاتحاد سيواصل العمل مع ظريف كأعلى دبلوماسي إيراني.

العالم- تقارير

واجه الإجراء الأمريکي بفرض حظر على وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، ردود أفعال علی الصعيدين المحلي والدولي. فقد رد الوزير ظريف على قرار إدراج اسمه ضمن لائحة الحظر الاميركي قائلا "انني اشكركم على اعتباركم اياي تهديدا كبيرا لخططكم".

وكتب في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" : ان اميركا فرضت الحظر عليّ بصفة "المتحدث الرئيس لايران في أنحاء العالم" . هل الحقيقة مؤلمة الى هذا الحد؟

وتابع : ان هذا الحظر ليس له اي تاثير عليّ او على اسرتي، لانني لا أمتلك خارج ايران أي أموال أو مصالح. أشكركم على أنكم اعتبرتموني تهديدا كبيرا لأهدافكم وجدول أعمالکم.

وأضاف : نحن نعلم أن الحوار والسلام يشكلان تهديدا لوجود الفريق" ب " وان الحظر الذي فرض علي، بسبب تصريحاتي، فهل يحتاج الشعب الأمريكي إلى تصريح من وزارة الخزانة الامريكية لقراءة كتاباتي أو الاستماع إلى المقابلات التي أجريتها؟!

أما المتحدث باسم الخارجية الايرانية عباس موسوي، فاعتبر أن السبب وراء فرض الحظر على ظريف، منطق الوزير وبراعته في التفاوض.

وجاء في تغريدة كتبها موسوي فجر الخميس: ان ذروة تناقضات وحماقة قادة اميركا هي انهم كانوا يعتبرون ظريف بانه لا دور له في السياسة الايرانية لكنهم يبادرون في الوقت ذاته لفرض الحظر عليه بمنتهى الحماقة.

ووصفت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان لها، الحظر على ظريف بانه علامة على يأس الادارة الأمريكية ، مؤكدة أن وزير الخارجية والجهاز الدبلوماسي سيواصلان تنفيذ مهامهما ورسالتهما دفاعًا عن المصالح الوطنية ومكافحة الإرهاب الاقتصادي.

کما قال الرئيس روحاني اليوم الخميس ان امريكا التي تعتبر نفسها قوة عظمى، تخشى تصريحات وزير الخارجية الايراني، موضحا بان البيت الابيض يهتز من التصريحات المنطقية لرجل مطلع وذكي (ظريف)، وخطاباته تخيف قادة واشنطن.

وأضاف روحاني أن الأعداء وبعد 16 شهرا من فرض أشد أنواع الحظر، بدءوا باتخاذ اجراءات صبيانية، ويدعون بانهم مستعدون للتفاوض دون شروط مسبقة كل يوم، وهذا ما يؤكد عجز أعدائنا وزوال عقولهم.

من جهته أدان حرس الثورة الاسلامية فرض الحظر على ظريف، ووصفها بالخطوة الحمقاء واللاقانونية والمثيرة للسخرية.

وفي بيان أصدره بهذا الصدد اعتبر الحرس الثوري الخطوة الاميركية بانها تأتي في سياق ما يسمى بفرض الحد الاقصى من الضغوط على ايران واضاف: رغم ان إدراج أسماء مسؤولي وقادة الجمهورية الاسلامية الايرانية في لائحة ما يسمى بالحظر الاميركي إجراء مسبوق ولا تاثير له الا ان الاميركيين بفرضهم الحظر على وزير الخارجية المحترم بصفته مسؤول الجهاز الدبلوماسي الايراني ، قد كشفوا مرة اخرى عن غضبهم ازاء خطاب الثورة الاسلامية الملهم والمناهض للاستكبار وكشفوا للجميع خبثهم وعداءهم للجمهورية الاسلامية والشعب الايراني.

کما أدانت هيئة الاركان العامة للقوات المسلحة الايرانية في بيان الإجراء الاميركي معتبرة هذا الاجراء بانه غيرقانوني وناجم عن ضعف الادارة الاميركية ومهانتها.

من جانبه كتب النائب الأول لرئيس الجمهورية جهانغيري في تغريدة على تويتر: ظريف دبلوماسي إيراني ذو مصداقية ويحترم القانون. حتى الأعداء يعرفون ظريف ومهارته في الحوار وخلق فرص لتجنب الصراع والحرب.

وأضاف: الحظر الذي فرض على وزير الخارجية الإيرانية من قبل ادارة ترامب، مؤشر جديد على فقدان العقل والعجز والمغامرة لدى قادة البلطجة الامريكية.

من جهته اعتبر المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني حسين امير عبداللهيان ان فريق الرئيس الاميركي ترامب مصاب بالدوار السياسي، مؤكدا بان السقوط سيكون النهاية الحتمية لهذا الدوار.

وكتب امير عبداللهيان في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي: ان فرض الحظر على وزير الخارجية الايراني مؤشر واضح على السلوك غير المعقول واللاحضاري للساسة الاميركيين.

واضاف: ان ترامب لا هو قادر على شن الحرب ولا بإمكانه ارغام ايران على التفاوض عبر مسار التهديد.

بدورهم أظهر مسؤولون ودبلوماسيون اجانب ردود أفعال مختلفة علی الحظر الأمريکي ضد ظريف. منهم مثلا المتحدثة باسم الخارجية الصينية هوا تشون اينغ التي قالت: ان موقف بكين واضح تماما، اذ نحن نعارض الحظر الاميركي الاحادي على ايران ووزير خارجيتها.

واكدت ان الصين ترى بان فرض الحظر وممارسة الضغط لايمكن ان يعالجا المشكلة بل يزيدان التوتر ايضا.

من جهتها قالت ويندي شيرمان، المسؤولة السابقة بوزارة الخارجية الأمريكية، وفي اشارة منها الى ادعاء ترامب بالتفاوض غير المشروط مع طهران إن قرار إدارة ترامب بفرض الحظر على ظريف لا يدعم الدبلوماسية .

وأضافت شيرمان ، التي كانت عضوة في فريق التفاوض النووي بإدارة أوباما في تغريدة على تويتر: فرض الحظر على وزير الخارجية لن يساعد في عملية التفاوض والدبلوماسية أبدا.

أما الاتحاد الأوروبي فقد أعرب في بيان عن أسفه وإدانته للاجراء الامريكي بفرض الحظر على ظريف وقال : سنواصل العمل مع ظريف كأعلى دبلوماسي إيراني.

وقال المتحدث الرسمي للشؤون المساعدات الإنسانية والحماية المدنية بالمفوضية الأوروبية، كارلوس مارتن دي جورديخويلا، في إحاطة، اليوم الخميس: "نأسف لهذا القرار. ومن جانبنا، سنواصل العمل مع ظريف كأعلى دبلوماسي إيراني، بالنظر إلى أهمية الحفاظ على القنوات الدبلوماسية ".

واعتبر المستشار السابق بوزارة الخارجية الاميركية في الشوون الدولية روبرت هانتز فرض الحظر على وزير الخارجية الايراني بانه يحول الخلافات بين البلدين الى قضية شخصية وقال: ان هذا الاجراء يتعارض مع المبادئ الدبلوماسية التاريخية لايجاد قنوات الحوار.

واشار الى مزاعم المسؤولين الاميركيين الذين قالوا بان ظريف ليس صانع القرار وقال انه اذا كان ظريف شخصا فاقد الصلاحية فلماذا فرضوا الحظر عليه؟

وقال هانتز متسائلا: الا يظهر فرض الحظر على ظريف بان ادارة ترامب لاتسعى وراء التفاوض والدبلوماسية؟.

وممن علق علی فرض الحظر علی ظريف، رئيس اللجنة الثورية العليا في حركة أنصار الله اليمنية، محمد على الحوثي، فقد اعتبر الحوثي، في تغريدة على "تويتر" أن "إعلان عقوبات على وزير خارجية إيران دليل ضعف وخفة سياسية".

وأدان القيادي في حركة "أنصار الله" فرض تلك العقوبات، مؤكدا أنها "ستجعل من كل إيراني يقظا، وسيعيد حساباته قبل أي انفتاح على أمريكا".

وقلل الحوثي من أهمية تلك العقوبات، مخاطبا ظريف بالقول: "لم يستطيعوا بعقوباتهم الوصول لمبتغاهم من حزب الله، ولا من السيد عبد الملك الحوثي، ولا غيرهم، ولن يضرك كيدهم شيئا".

والحقيقة أن تناقضات ادارة ترامب باتت تطغى على جميع تعاملاتها الخارجية، فمن جهة تطالب طهران بالعودة الى المفاوضات رغم الحظر الذي تفرضه عليها، ومن جهة اخرى، تفرض حظرا على الشخصية الرئيسة في الدبلوماسية الايرانية.

وإذا تجاوزنا عن المحاولات العبثية لوزارة الخارجية الاميركية لتبرير فرض الحظر على الوزير ظريف في ضوء توجيه اتهامات واهية له، فتبقى هناك حقيقة مرّة وهي، ان هذا الحظر لم يفرض على ظريف بل ان الجهة التي تم فرض الحظر عليها هي الامم المتحدة، لانه بهذا الاسلوب يتم منع اعضاء هذه المنظمة من الحضور لمقرها .

وبناء على تسريبات بعض المصادر فان تواجد ظريف في واشنطن، من الان فصاعدا، سيقتصر على بعض الحالات التي يتم دراستها بشكل خاص. وعلى هذا الاساس وفي حال تطبيق الحظر المفروض على ظريف ، وطبعا إذا تم تعميمه على الآخرين ايضا ، فان هذا يعني ان قيادة منظمة الامم المتحدة ستكون من الآن فصاعدا بيد ترامب واميركا.

د.نظري