توافق أمريكي تركي على اعادة تأهيل “تحرير الشام” بسوريا

توافق أمريكي تركي على اعادة تأهيل “تحرير الشام” بسوريا
السبت ٠٣ أغسطس ٢٠١٩ - ٠١:٤٣ بتوقيت غرينتش

توصل محللون إلى أن هناك توافقا أمريكيا تركيا، بشأن "هيئة تحرير الشام" الارهابية في الشمال السوري، وسط غضب روسي من محاولات “إعادة تأهيل” الفصيل المسلح الذي يسيطر على غالبية مناطق إدلب السورية.

وسبق أن نقلت قناة “روسيا اليوم”، عن لافروف، اتهامه لأمريكا بالرغبة في الحفاظ على تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، وجعلها طرفا في التسوية السياسية.

والاتهام الروسي، لا يتعارض مع أن هناك توافقا أمريكيا تركيا بشأن الحفاظ على تحرير الشام، وعدم إنهائه كفصيل مسلح بارز حاليا في إدلب، لا سيما مع رجوع أمريكا إلى الملف السوري، وتحديدا في الشمال.

وأضاف أن أمريكا وتركيا تتخوفان من البديل عن تحرير الشام.

من جانبه، قال الباحث المهتم بالجماعات السلفية، عباس شريفة، إن أمريكا لا تعمل على إعادة تأهيل تحرير الشام، بقدر ما أنه تحقق مصالح لها في الشمال السوري، وسط الخلاف مع روسيا، لا سيما بعد فشل قمة القدس الأمنية، وعدم حصول واشنطن على ضمانات روسية بإخراج إيران من سوريا.

وأضاف أن عودة أمريكا للملف السوري، مرتبطة بالخلاف مع روسيا، وعدم حصول "إسرائيل" على ما تريد، ورغبة واشنطن بالإضرار بالمصالح الروسية.

وقال إنه بناء على ذلك، “توافقت المصالح الأمريكية والتركية في قضية إدلب، وهي كذلك تهم أوروبا بقضية اللاجئين التي يمكن أن تسبب أزمة هناك، لذلك عادت أمريكا للتدخل في إدلب، ولكن من خلال إعادة ترتيب المنطقة في الشمال من ضمنها تحرير الشام”.

وكانت تحرير الشام بقيادة أبي محمد الجولاني، أعلنت فك ارتباطها بتنظيم القاعدة، لينشق عنها فصيل سمى نفسه “حراس الدين” كان مصرا على الانتماء التنظيمي للقاعدة، رغم التشابه الفكري والأيديولوجي مع الهيئة.

وحول ما تسعى له أمريكا، من خلال التوافق مع تركيا بالحفاظ على "تحرير الشام" الارهابية، “إعادة هيكلة تحرير الشام بطريقة لا تعطي لها شرعية، ولا تقطع التعامل معها كقوة موجودة، فإنهاؤها يعني استفادة روسيا والسلطات السورية”، وفق شريفة.

و النتيجة المتوقعة هذه تؤكد أن ما يجري الآن ليس إعادة تأهيل كاملة لهيئة تحرير الشام، لكن ما يجري تأهيل نسبي لمرحلة معينة من أجل ملف معين، بحسب تقديره.

ومن التحديات التي تقف أمام تركيا وأمريكا، مطالبة روسيا المتكررة بإنهاء ملف تحرير الشام، لكن أنقرة لم تقم بالأمر، لأنه في حال القضاء على تحرير الشام فسيثار تساؤل تركي كبير: “من البديل؟”.

وبالنسبة لتركيا، فإن بديل تحرير الشام في إدلب إما دخول الجيش السوري إليها، أو إعلان منطقة وقف إطلاق نار نهائي، لذلك، فإن كان المقابل إنهاء تحرير الشام التي تشكل مشكلة لروسيا ودمشق ويكون البديل هو الجيش السوري، فلا مصلحة تركية في ذلك.

إلا أن أمريكا توافقت مع تركيا ضد الرغبة الروسية، ما دفع الأخيرة الأسبوع الماضي، إلى اتهام واشنطن بأنها تحاول إفشال اتفاق سوتشي المتعلق بإدلب السورية، الذي وقعته موسكو مع تركيا، من أجل خفض التصعيد في شمال سوريا.

جاء ذلك على لسان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قائلا إن الولايات المتحدة وحلفاءها يرغبون في إفشال اتفاق بلاده مع تركيا، بشأن محافظة إدلب، معبرا عن القلق إزاء محاولتها هذه من الالتفاف على الاتفاق مع أنقرة.

ويعكس التصريح الروسي بحسب الخبير بالجماعات السلفية، حسن أبو هنية، أن “روسيا بدأت ترى في محاولات إعادة تأهيل تحرير الشام ودخول أمريكا على الخط مع تركيا، مشكلة توجب الحل”.

وأكد في حديثه أن “تركيا لها دور أساس باعتبارها الجهة التي تحاول إعادة تأهيل تحرير الشام، ويبدو أن هناك نوعا من الرؤية المشتركة بينها وبين أمريكا بهذا الخصوص”.

ورأى أن ما دفع تحرير الشام وسط هذا كله، للتعبير عن التزامها ببعض المتطلبات الإقليمية والدولية هو اعتبارها حركة سياسية، والتعاطي مع محاولات إعادة التأهيل، وأكد محاولتها التكيف بشكل أو بآخر مع الواقع.