حادثة قبرشمون والتدخل الأميركي

حادثة قبرشمون والتدخل الأميركي
الخميس ٠٨ أغسطس ٢٠١٩ - ١٠:١٦ بتوقيت غرينتش

لم يشهد يوم أمس أي تقدم في المساعي الآيلة إلى انعقاد مجلس الوزراء اللبناني، والاتفاق على حل لقضية قبرشمون، بل على العكس بقيت المواقف على تشنجها. لكن ما زاد الأمور تعقيدا وتأزيما البيان الصادر عن السفارة الأميركية في لبنان، يتعلق بحادثة قبرشمون، التي دعت فيه إلى إبعاد السياسة عن هذه القضية ومعالجتها قضائيا.

العالم_لبنان

هذا البيان وصف بالتدخل السافر في الشؤون اللبنانية وفي هذا المجال كتبت جريدة "الأخبار" تحت عنوان: "بيان السفارة: وقاحة بلا تأثير": عاد التدخل الأميركي في الشأن اللبناني إلى أوقح صوره. صحيح أن الحضور الأميركي الصلف ليس غريباً عن لبنان. إلا أن واشنطن التي اعتادت فرض الرعب على المصارف والمتعاملين بالدولار، وكذلك فرضت نفسها بالقوة مصدراً شبه وحيد لتوريد السلاح والعتاد العسكري للجيش اللبناني، لم يكن ينقصها سوى أن تعطي رأياً بجريمة وقعت على الأراضي اللبنانية، ولا تزال أمام القضاء.

وأضافت "الأخبار" أنّ: "بيان السفارة لا يُقرأ إلا بوصفه موجهاً ضد حزب الله وحلفائه، ومن بينهم رئاسة الجمهورية والتيار الوطني الحر.. وأن واشنطن لا تتوانى عن تحريض بعض اللبنانيين على بعضهم الآخر".

ورأت أن تأثير هذا البيان على حزب الله لا يكاد يُرى وقالت: إن كل المعطيات تشير إلى أن الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط لن يكون أفضل حالاً بعد البيان من قبله. إذا كان حزب الله وحلفاؤه يريدون عزله، فكيف سيساهم بيان كهذا بتغيير هذا الاتجاه؟ فكل سلوكها يشير إلى أنها تملك سلاحاً واحداً، هو السلاح المالي - الاقتصادي. وعلى ما تُبين التجربة، فإن هذا السلاح الثقيل، أصاب الاقتصاد اللبناني بمقتل، وأدى إلى ارتهان النظام المصرفي كلياً للخزانة الأميركية ولأوامرها، إلا أن تأثيره على «حزب الله» يكاد لا يُرى. فلا هو جزء من النظام المصرفي ولا هو مهتم بلوائح الإرهاب المتتالية حتى يتأثر ببيان من فقرتين..؟".

ونقلت "الأخبار" عن مصادر رسمية أن البيان يشكل تدخلاً في الشأن اللبناني، وبطريقة غير معتادة، فالكل يعرف أن السفارة تعبّر عن موقفها من الشؤون اللبنانية خلف الأبواب المغلقة، أما إصدار بيان علني بذلك، فيشكل سابقة يفترض أن تلقى الرد من وزارة الخارجية".