موقع أمريكي... 'اسرائیل' وراء تفجیرات العراق بهذه الدلائل

موقع أمريكي... 'اسرائیل' وراء تفجیرات العراق بهذه الدلائل
الأربعاء ٢١ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٤:٤٦ بتوقيت غرينتش

أربعة تفجيرات في أقل من شهرين في العراق أولها في 19 يوليو شمال شرق بغداد وآخرها أمس الثلاثاء بالقرب من قاعدة بلد الجوية في محافظة صلاح الدين.

العالم - العراق

التفجيرات الأربع كلها طالت مخازن للأسلحة لوحدات منضوية تحت مظلة قوات الحشد الشعبي. ورغم لهيب صيف بغداد ونظريات البعض فما من أسباب طبيعية وجيولوجية قادرة على استهداف وبهذه الدقة والنوعية هذه النقاط الدفاعية في العراق. كما أنها ليست صدفة تكرار التفجيرات، والتي على الأرجح تمت بضربات جوية استنادا لمعلومات استخباراتية معدة سلفا.

بعيدا عن نظريات المؤامرة وأوهام الحرائق التي شاءت أن تشتعل فقط في مخازن الحشد الشعبي، يبدو ان الكيان الصهيوني الطرف الأكثر منطقية للقيام بهذه الضربات، الذي هدد بها قبلا، وله القدرة على تنفيذها ولم ينف القيام بها.

الضربات التي استهدفت الحشد الشعبي ومخازنه قد تصبح النمط الأمني الجديد لـ"إسرائيل" في العراق.

لماذا "اسرائيل"؟ أولا، لأن رئيس الوزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أعلن مباشرة منذ عام ومن على منبر الأمم المتحدة أن بلاده ستواصل فعل كل ما يجب عليها فعله لتدافع عن نفسها ضد ما اسماه "العدوان الإيراني"، سواء في سوريا أو لبنان أو العراق. وكان هذا أول ذكر للعراق ضمن نطاق الدول التي قد ينفذ فيها الكيان الإسرائيلي بضربات جوية.

ثانيا، ترجيح تنفيذ الضربة بطائرة أف ـ 35 يوجه الأصابع إلى "إسرائيل"، الكيان الوحيد في المنطقة عدا تركيا الذي يمتلك هذا الطراز من الطائرات. وما من مصلحة لا قريبة ولا بعيدة هنا لتركيا المنشغلة بالمأزق السوري والوضع الاقتصادي الداخلي، باستهداف الحشد الشعبي العراقي. طبعا هناك أميركا التي تصنع وتملك هذه الطائرات، إنما هي نفت أن تكون قد قامت بالعمليات أو أن يكون كان لها طلعات جوية فوق تلك المناطق في فترة التفجيرات.

ثالثا، تعكس صور الأقمار الصناعية التي سربتها مجموعة "إيماج سات الدولية" تفاصيل الموقع قبل وبعد ضربة 12 أغسطس بشكل يؤكد دقتها ويظهر الأبنية التي تم تدميرها. هذه الدقة والتكنولوجيا المتطورة في الاستهداف تعيد التركيز على الكيان الصهيوني، وتنسف نظرية "داعش" ومجموعات إرهابية لا تمتلك هذه الدقة.

الضربات المرجحة لـ"إسرائيل" تضع العراق في موقع حساس وحرج سياسيا وأمنيا

رابعا، لم ينف الكيان الصهيوني تنفيذ الضربات في العراق وهو سلوك معتاد للكيان في ضرباته الجوية التي لا يعلن مسؤوليته عنها ـ خارج الأراضي الفلسطينية ـ إلا في حالات نادرة، من بينها الحرب، أو الرد المقصود على عمليات استهدفتها على الحدود السورية واللبنانية.

دور الكيان الاسرائيلي المرجح في ضربات العراق لا يمكن أن يتم من دون علم واشنطن صاحبة الوجود العسكري في بلاد الرافدين. وهو لا يستبعد أن يكون قد تم بتنسيق استخباراتي بين الجانبين. الضربات المرجحة للكيان الإسرائيلي تضع العراق في موقع حساس وحرج سياسيا وأمنيا.

ليست صدفة تكرار التفجيرات، والتي على الأرجح تمت بضربات جوية.

جويس كرم - الحرة (بتصرف)