الحدود اللبنانية السورية.. محاولة أميركية لمحاصرة المقاومة وسوريا

الحدود اللبنانية السورية.. محاولة أميركية لمحاصرة المقاومة وسوريا
الجمعة ٢٣ أغسطس ٢٠١٩ - ١١:٥٨ بتوقيت غرينتش

زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري الأخيرة للولايات المتحدة وما تخللها من لقاءات علنية وسرية، بدأت تتكشف تداعياتها على الساحة اللبنانية، من خلال الإصرار الأميركي على تفعيل الإجراءات الأمنية لضبط الحدود اللبنانية السورية، الغاية الأساس منها الإمتثال إلى الحظر المفروض على حزب الله وعلى سوريا أيضا، كدولة جارة، تعتقد واشنطن أن سلاح المقاومة يمر عبر أراضيها.

العالم - لبنان

بالطبع، التركيز الأميركي على الحدود الشرقية والشمالية اللبنانية السورية ليس جديداً، فهو انطلق عمليّاً فور الخروج السوري من لبنان عام 2005 وتعزّز بعد حرب تموز 2006، تحت عدّة مسميّات، ومن أبرز أهدافه قطع خطوط إمداد المقاومة البرية من سوريا إلى لبنان وعزل دمشق عن البحر اللبناني.

ويرى مراقبون أن الطرح الأميركي الأخير مع الحريري، أتى في سياق جدّي ودعوة إلى ضرورة وضع خطة للدولة لضبط الحدود اللبنانية ــــ السورية نهائيا كبندٍ ثانٍ يلي "انطلاق المفاوضات" حول الحدود البحرية والبرية الجنوبية مع فلسطين المحتلة.

وبحسب المراقبين فإن هدف الأميركيين من تحويل الحدود اللبنانية ــــ السورية إلى قضيّة، أوّلاً: إعادة إحياء القرارات الدولية المعادية للمقاومة كوسيلة ضغط سياسية على لبنان ولتأجيج النقاش الداخلي حولها، في إطار الضغط السياسي على المقاومة وحلفائه، وثانياً: فرض واقع عسكري وأمني ومؤسساتي على الحدود وداخل إدارات الدولة والرهان عليه مستقبلاً، لخنق طرق إمداد المقاومة وتطويقها من الحدود السورية، والمنافذ البحرية والجويّة. وثالثاً: عزل سوريا تماماً عن المتنفس اللبناني في إطار الحصار الخانق الذي يحاول الأميركيون فرضه.

وتبلغ طول الحدود اللبنانية السورية المشتركة حوالي 375 كيلومترا، وتُشكل معظم الأراضي الحدودية من لبنان باستثناء الحدود مع فلسطين المحتلة في الجنوب، وتم إنشاؤها عام 1920 تحت الانتداب الفرنسي. لذا، هي تشكل أهمية استراتيجية للبلدين، فالمنفذ البري الوحيد للبنان للاتصال بالعالم العربي والمنطقة يمر عبر سوريا، كما أن لبنان يعد منفذا مهما وأساسيا لسوريا في التبادل التجاري في ظل الحصار الغربي المفروض عليها.

علي مولايي - العالم