العالم _ مراسلون
ثمة خلط غريب في الأصوات يمتزج في سمعك وأنت تدخل الى "سوق الصفافير" في مدينة اصفهان الايرانية.
الأصوات تخفت ثم تشتد، تلاحقها، فتستقر عيناك على محل "الصفار" احمد سطوت، وهو يعالج بمطرقته الاواني القديمة، بحرفية وانغماس كاملين، ليصنع منحوتته النحاسية، كعمل فني مبدع.
الا ان رقي الفن، لم يتناغم مع وضعية السوق، فالمبلغ التراثي، بدى منزعجا من تراجع الاقبال على شراء هذه المنحوتات.
في جهة اخرى من السوق النحاسين، الصادح باصوات المطارق منذ اكثر من 300 عام، استوقفنا الحاج جواد، بمحله المليء بالاواني من قدور وكؤوس واباريق نحاسية ليسترجع معنا ذكريات الكار.
ولم يكن بإمكاننا مغادرة السوق الذي يتجانس فيه الأصالة والتراث بالطعم ونكهة الحاضر الا على قرع المطارق وهي تودعنا بموسيقاها التي ربما لن يتثنى لنا سمعها في مستقبل تنقرض معه هكذا مهن حرفيه.