ملك الأردن يلوم الحكومة على الضائقة الاقتصادية ويوبخ الوزراء!

ملك الأردن يلوم الحكومة على الضائقة الاقتصادية ويوبخ الوزراء!
الثلاثاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٨:٤٨ بتوقيت غرينتش

ترأس الملك الأردني، عبدالله الثاني، جزءا من الاجتماع الأخير لمجلس وزراء بلاده، وطرح على الوزراء استفسارا: أريد أن أعرف من الوزراء ماذا تفعلون؟ وماذا سنقول للمواطن الاردني قبل نهاية العام الحالي؟

العالم- الأردن

وبحسب المراقبين، كانت عبارات “توبيخية” إلى حد معقول، لكنها ترددت بأقصى انتقاء من القاموس الدبلوماسي حتى لا تفسر خارج سياق مجلس الوزراء.

بمعنى آخر، يسأل الملك حكومة عمر الرزاز، والتي بقيت دوما “وزارة مدللة” عن تلك الخطط في المسار الاقتصادي حتى نهاية العام الحالي.

مباشرة، قفز إلى ذهن بعض المراقبين الواقع الذي يقر بأن الحكومة خارج نطاق استراتيجيتها الموضوعة طويلة الأمد لا يوجد لديها عمليا “جواب على السؤال الملكي”.

عمليا لا يوجد ما تستطيع الحكومة تقديمه فعلا على صعيد تحفيز الاقتصاد وتحريك العجلة خلال اسابيع فقط وقبل نهاية العام الحالي، وسياسيا الجواب معروف مسبقاً، وعليه يمكن استنساخ السؤال الأصعب: لماذا السؤال؟

في السياق، ثمة توجيهات ملكية حصل تباطؤ حكومي في تنفيذها.

وفي نفس السياق، ثمة ملفات كان القصر الملكي طلب علنا وعدة مرات تحريكها خصوصا على صعيد “جذب الاستثمار” ولكن الحكومة لم تتحرك.

الأهم في الجملة الملكية ما يلي: إعاقة المستثمر الأردني في الداخل التي تنعكس على المستثمر الخارجي.

هنا حصريا يعيد الملك سؤاله بصيغة استفهامية: لا اعرف ما الذي يحصل؟ لماذا لا تتخذون قرارات لتسهيل مصالح ومشاريع المستثمرين؟ الملك يقول ضمنيا إنه يريد ان يعرف ماذا يحصل هنا لأن الحكومة في منازعات ومشكلات القطاع الخاص تطلب من الأخير اللجوء للقضاء.

حديث الملك في مجلس الوزراء تركز حصريا على الملف الاقتصادي وأظهر السعي الملكي للمتابعة والتدقيق على أساس أن القطاع الخاص يستمر في “الشكوى” والوزارات المعنية تحيل مشكلات القطاع الخاص مع الحكومة إلى القضاء. الملك قالها بوضوح: “الله يعين القضاء من تراكم العمل”.

ثم تأتي عبارة تنطوي على قدر محسوب من التوبيخ الضمني: لماذا لا تعالج مشكلات القطاع الخاص مع الحكومة؟

طبيعي هنا القول إن التشخيص الملكي لا يصدر بهذه العلنية للحكومة المدللة بحضور جميع الوزراء بدون خلفية للأحداث، فقبل يومين فقط هاجم الرزاز مسؤولا بارزاِ في غرفة تجارة الأردن هو نائل الكباريتي واتهمه بإشاعة السوداوية لأنه -أي الكباريتي- قال إن الوضع انتقل من القلق إلى “الخوف على المستقبل”.

عملياً، من الصعب قراءة التوجيهات الملكية للحكومة مساء الاثنين خارج سياق “رسالة إنذار” لحكومة اعترفت علنا بإخفاق برنامجها في التصعيد الضريبي.

هي رسالة ما دامت تضمنت استفسارات فيها صبغة خارج نطاق الاستفهام فقط وتحتوي نكهة توبيخية، لن تكون معزولة عن سياق خطوات محتملة يتم التمهيد لها.

تصنيف :