3 جبهات عربية موحدة في الحرب ضد "اسرائيل"

3 جبهات عربية موحدة في الحرب ضد
الثلاثاء ٢٧ أغسطس ٢٠١٩ - ٠٣:٢٣ بتوقيت غرينتش

العالم - سوريا

اطلق كيان الاحتلال الاسرائيلي الرصاصة الاولى ضد حزب الله وكان النائب محمد رعد قد اشار الى تحرك اسرائيلي مرتقب لشن حرب على المقاومة بتاريخ 11 آب من العام الحالي بخاصة بعد قيام «اسرائيل» بضرب الحشد الشعبي في العراق الامر الذي يؤكد ان «اسرائيل» تريد الحرب، وبالتالي سيكون حتما حزب الله هدفا لاعتداء اسرائيلي بيد ان الاحتلال الاسرائيلي سيخوض الحرب هذه المرة على عدة جبهات وهي سوريا ولبنان والعراق.

والجدير بالذكر ان تصريحات حزب الله قبل سقوط طيارتين مسيرتين في الضاحية والاعتداء الاسرائيلي الفاضح على المقاومة، كانت تشير الى ان المقاومة لا تريد الحرب الان في لبنان، لكن لا تخشاها، اما بعد الاعتداء الاسرائيلي على الضاحية فأصبح حزب الله مجبراً على الدفاع عن كرامته وهيبته وعدم السكوت على الخرق الاسرائيلي.

بعد سقوط طائرتين مسيرتين على الضاحية وقبلها ضربة اسرائيلية على العراق تغيرت قواعد اللعبة. تريد «اسرائيل» ضرب الجبهات الثلاث في مواجهة ايران وليس فقط حزب الله كما كان يحصل في السابق. وفي المقابل، سترد ايران على الاعتداء الاسرائيلي من خلال هذه الجبهات الثلاث، وبالتالي هذه الحرب ستكون شاملة. فماذا ستكون النتيجة على المنطقة؟ علما ان الولايات المتحدة اختارت سياسة العقوبات المالية للتضييق على ايران ولاضعافها ولاجبارها على الجلوس حول طاولة المفاوضات وفقا للشروط الاميركية؟

لقد دخلت المنطقة لعبة خطرة وعلى الارجح ستكون عواقبها خطرة على الجميع لان الحرب الشاملة تؤدي الى دمار هائل وأضرار جسيمة ونتائج كارثية. والعامل الجديد في هذه الحرب ان حصلت، هو ان «اسرائيل» ستواجه 3 جبهات موحدة ضدها، وهنا يمكن ان تتدخل واشنطن عسكريا لمساندة الاحتلال الاسرائيلي في حربه ضد ايران.

هذه الحرب ان وقعت ستكون كارثية وانتحارية خصوصا على الدولة اللبنانية المنهوكة باقتصادها المتدهور ومسار التعطيل الذي طغى على عمل الحكومة في الاونة الاخيرة والخوف المتزايد من افلاس لبنان. فما يعنينا من الامر ان حالة لبنان يرثى لها والازمة الاقتصادية تهدد كيانه، فماذا سيكون حاله ومصيره ان حصلت حرب عليه؟

هذا المسار الكارثي الذي دخلته المنطقة بعد الضربة الاسرائيلية على العراق وعلى الضاحية والرد الذي توعد به حزب الله في مواجهة «اسرائيل» يمكن ان يتبدل او تخفف حدته اذا حصلت معجزة تكون عبر الحل الذي يقدم به الرئيس الفرنسي ماكرون للرئيس الاميركي ترامب حول ايران والذي وافق الاخير عليه.. فالحل الذي قدمه ماكرون قد يكون بداية لحلحلة الاجواء المتوترة بين ايران والولايات المتحدة وربما ينطبق على المنطقة كلها.

على كل حال الايام المقبلة ستكشف اذا كنا سنعيش حربا مشتعلة شاملة ام حلحلة تدريجية تنزع فتيل الحرب المدمرة. اننا على مشارف ايام دقيقة وخطيرة، فاذا انفجرت الاوضاع في المنطقة عندها نكون دخلنا نفقاً مظلماً ودماراً شاملاً واذا تداركت بعض القوى العظمى الامر الخطر الذي يتجه اليه المنطقة بخطى متسارعة وقدمت بعض الدول تنازلات مع حفظ كرامتها، فتخرج المنطقة من المسار الكارثي الانتحاري.