سيادة لبنان وإذن الدفاع عنها!

سيادة لبنان وإذن الدفاع عنها!
الأربعاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٩ - ١٠:٤١ بتوقيت غرينتش

الاعتداء الإسرائيلي قبل أسبوعين على الضاحية الجنوبية من بيروت بطائرتين مسيرتين انفجرت إحداهما مخلفة خسائر مادية، فيما الثانية غنمتها المقاومة، هذا الاعتداء الذي واجهه لبنان الرسمي برئاساته الثلاث (الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة) بموقف موحد بأنه اعتداء على لبنان، وانتهاك للسيادة اللبنانيّة لا يجوز السكوت عليه، لأنه يؤسس لقواعد اشتباك يحاول العدو الإسرائيلي فرضها على لبنان.

العالم - لبنان

وهذا ما حذر منه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ما استدعى ردا من المقاومة بعملية في مستعمرة "أفيفيم" تندرج تحت عنوان الدفاع عن النفس وعن السيادة اللبنانية، وإزاء هذا الموقف الموحد الذي تجلى أيضا لدى معظم اللبنانيين من أحزاب وقوى وطنية، برز صوت خارج السرب عبر عنه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع وخاطب رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري وقال: هل أخذتم علما قبل أو بعد كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بإلغاء قرار مجلس الأمن 1701؟ وهل أنتم موافقون على ذلك؟"
موقف جعجع هذا رأى فيه مراقبون أنه جاء متناغما مع البحرين والإمارات وأمين عام الجامعة العربية التي شكرها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو علانية، ويدل أن هناك محورين في المنطقة وهم:
الأول مقاوم، رفض ويستمر في مواجهة صفقة ترامب ويتحرك كمحور متماسك، وهو ما ردت عليه "إسرائيل" بعدوان على العراق وسوريا ولبنان وفلسطين.
والثاني مساوم، عبرت عنه قمة البحرين الاقتصادية والزيارات العربية لـ"إسرائيل" واستقبال وفود إسرائيلية في الخليج الفارسي، ناهيك عن اللغة الجديدة التي صارت تجاهر أن إيران هي العدوة وليس "إسرائيل".
وفي رأي هؤلاء المراقبين أن جعجع يريد أن يقول إنه رأس حربة "صفقة ترامب" في لبنان تمهيدا للوصول إلى رئاسة الجمهورية. لكنه وبحسب المراقبين يخطئ بحساباته ورهاناته. ويخطئ أيضا في انضوائه مع محور خاسر، مقدما خدمات سياسية لمهندسي "صفقة ترامب"؛ فإن كان على علم بذلك فهو يخطئ تجاه مصلحته ومصلحة لبنان لأن الصفقة ولدت ميتة، وإن كان غير عالم فالمرحلة تتطلب حسابات ذكية وقراءة موضوعية لمجريات الأحداث العالمية.