هل ينحو لقاء "عين التينة" خطى لقاء "بعبدا"؟

هل ينحو لقاء
السبت ٠٧ سبتمبر ٢٠١٩ - ١٠:٠١ بتوقيت غرينتش

نجح رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في تذليل العقبات التي كانت تحول دون لقاء "الحزب التقدمي الإشتراكي" و"حزب الله"، إذ يعقد اليوم السبت اجتماع في عين التينة مقر رئيس المجلس النيابي بين الحزبين، تمهيدا لتنظيم الخلاف القائم بينهما، وتقريب وجهات النظر وتدوير ما أمكن من الزوايا التي يجيد بري القيام بها، إنطلاقا من العلاقة التي تجمعه بـ"حزب الله" و"الاشتراكي"، ولا سيما أن الأوضاع الراهنة تتطلب اجتماع جميع الأفرقاء نظرا إلى خطورة المرحلة التي تمر بها البلاد.

العالم - لبنان

فالرئيس بري ينطلق في جهوده هذه، من قاعدة مفادها أنّ الاستقرار السياسي هو المدخل إلى علاج كل المشكلات، وأنّ الوحدة الداخلية هي حجر الزاوية في مواجهة ما يتهدّد لبنان، في هذه المرحلة التي تشهد حراكاً عدوانياً اسرائيلياً واضحاً وضاغطاً عليه.

أما الحزب "الإشتراكي" فترى مصادره أنه في العلاقة مع "حزب الله" نجحت قاعدة تنظيم الخلاف على مدى سنوات، وبالتالي من الممكن أن يكون لقاء اليوم الأساس لفتح النقاش بين الجانبين من جديد على مبدأ الإحترام المتبادل.

وكانت العلاقة بين الحزب الاشتراكي وحزب الله قد تفاقمت سوءا بعد الأحداث التي وقعت في بلدة "قبر شمون" الجبلية (31 تموز 2019) بين أنصار وليد جنبلاط رئيس الحزب الاشتراكي والنائب طلال إرسلان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني، واتخاذ حزب الله موقفا داعما لحليفه إرسلان، عبّر عنه الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله في أكثر من مناسبة.

وكتبت جريدة "الأخبار" اللبنانية عن لقاء هذا اليوم أنه: "لن يفتح بالضرورة صفحة جديدة بين الطرفين، لكنه بالتأكيد سيعيد إحياء قنوات التواصل بينهما، وإن لم تكُن بالوتيرة نفسها التي سبقت الخلافات. مع ذلك، بدأ الحزب الاشتراكي بتفسير موافقة الحزب على عقد لقاء "مصالحة" بأنه "اعتراف بقوة جنبلاط العصيّة على الكسر" واقتناع بأنه الطرف الأقوى في الطائفة الدرزية بعدما حاول البعض تضليل الحزب بوقائع غير دقيقة عن البيئة الدرزية". إنما من وجهة نظر الطرف الآخر، فهو ليس مُصالحة، بقدر ما هو لقاء لتهدئة الوضع وتجنب الصراع مع أي طرف داخلي لبناني في ظل الأزمات التي تعيشها البلاد".

وكتبت جريدة "نداء الوطن" اللبنانية أيضا عن هذا الموضوع: "... يرى "حزب الله" أنه من الطبيعي بعد الانقطاع أن "تحكي العالم مع بعضها". يرفض الأحكام المسبقة عن اللقاء، ويكتفي بالقول: "إن اللقاء بذاته هو هدف، ولاحقًا نرى ما سينتج عنه"، أي أنّ هذا اللقاء "سيحدد اتجاه العلاقة بين الطرفين في المرحلة المقبلة". ومن وجهة نظر "الاشتراكي"، فإن اللقاء يأتي "استكمالاً للقاء الأول، يوم حصل لقاء عتب طويل استعرض خلاله الطرفان نقاط الخلاف التي كانت تزيد على نقاط التقارب" ورغم ذلك يصر "الاشتراكي" على لقاء الطرف الآخر الى منتصف الطريق وهو "يعتزم تقديم قراءة للمرحلة التي تلت اللقاء الأخير وما استجد من تطورات". وينتظر "ما سيشهده اللقاء كي يبنى على الشيء مقتضاه مع تمسكنا بما سبق وتحدثنا بشأنه وبعدم القطيعة مع أي طرف وإنما لا بد من إعادة الحوار مع الجميع".

في المحصّلة، هو لقاء كان متوقعاً منذ تاريخ اللقاء الخماسي في بعبدا، تحت عنوان "لقاء المصارحة والمصالحة" الذي جمع رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة ووليد جنبلاط وطلال إرسلان.. فهل ينجح لقاء "عين التينة" في الوصول إلى نتائج إيجابية؟