كربلاء تختم يوم 8 محرم باستذكار شهادة عبد الله الرضيع

كربلاء تختم يوم 8 محرم باستذكار شهادة عبد الله الرضيع
الإثنين ٠٩ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٧:٣٦ بتوقيت غرينتش

يواصل اتباع اهل البيت عليهم السلام احياء شعائر شهر محرم الحرام، حيث ان لهذا الشهر شعائر خاصة به يتم من خلالها تجسيد واقعة  الطف الأليمة والمصيبة والمأساة التي ألمت بأهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

العالم - العراق

ومن تلك الشعائر هي تخصيص بعض أيام وليالي عاشوراء وتسميتها بأسماء أهل بيت وأصحاب الإمام الحسين (عليهم السلام) ورموز واقعة الطف الخالدة الذين بذلوا مهجهم دونه، وكانوا أحد أهم أسباب اتقادها ليومنا هذا.

ومن هذه الأيام والليالي يوم وليلة عبد الله الرضيع عليه السلام، وبالتأكيد أنه ليس اليوم الذي استشهد فيه (عليه السلام)، فالمعروف أنه وجميع أهل وأصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) استشهدوا نهار العاشر من محرم، لكن في ليلة التاسع من محرم يتم احياء ذكرى استشهاد عبد الله الرضيع ابن الامام الحسين عليهما السلام.

فواقعة الطف الخالدة حملت بين طياتها حزمة من المآسي والآلام والفجائع، التي كانت تفاصيلها الواسعة سببا في خلودها الى ما شاء الله، ومن تلكم المآسي وأبلغها في المظلومية هي جريمة قتل الطفل عبد الله الرضيع بن الإمام الحسين (عليهما السلام).

مواكب العزاء العاشورائية بأصنافها وأطرافها وهيئاتها -وكعادتها منذ مئات السنين- استحضرت واستذكرت هذه المناسبة الأليمة عند مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (عليهما السلام) في مدينة كربلاء المقدسة، وبمشاركة أطفال صغار مرتدين ملابس خضراء وبيضاء وقد شدوا عصابات على جباههم، كتبت عليها شعارات تخص الطفل الرضيع، إضافة الى حمل مهد يرمز الى مهد الرضيع.

وتقول الروايات إنه عندما لما بقي الإمام الحسين عليه السلام وحيدا بعد استشهاد أهل بيته وأصحابه عليهم السلام، عاد إلى المخيم وقال: (ناولوني ولدي الرضيع لأودعه)، فأجلسه في حجره وجعل يقبله ويقول: (بعدا لهؤلاء القوم وويل لهم، إذا كان جدك محمد المصطفى خصمهم).

فما كان من أخته زينب عليها السلام إلا أن قالت: (أخي يا أبا عبد الله، هذا الطفل قد جف حليب أمه، فاذهب به إلى القوم لعلهم يسقونه قليلا من الماء).

خرج الإمام الحسين (عليه السلام) إليهم وصاح بهم: (أيها الناس...)، فاشرأبت الأعناق نحوه فقال: (يا قوم قد قتلتم أخي وأولادي وأنصاري، وما بقي غير هذا الطفل وهو يتلظى عطشا، فاسقوه شربة من الماء).

فاختلف القوم فيما بينهم، فمنهم من قال: لا تسقوه، ومنهم من قال: اسقوه، ومنهم من قال: لا تبقوا لأهل هذا البيت باقية.. عندها التفت عمر بن سعد قائد جيش يزيد بن معاوية إلى حرملة بن كاهل الأسدي، وقال له: يا حرملة اقطع نزاع القوم.

يقول حرملة الملعون: فهمت كلام الأمير، فسددت السهم في كبد القوس وصرت أنظر الى أين أرميه، فبينما أنا كذلك إذ لاحت مني التفاتة إلى رقبة الطفل، تلمع على عضد أبيه الحسين كأنها إبريق فضة، عندها رميته بالسهم، وكان ذلك الطفل مغمى عليه من شدة الظمأ، وعندما وصل إليه السهم ذبحه من الوريد إلى الوريد، فرفع يديه من تحت قماطه واعتنق أباه الحسين، وصار يرفرف بين يديه كالطير المذبوح، وضع الحسين يده تحت نحر الرضيع حتى امتلأت دما رمى بها نحو السماء، قائلا: (اللهم إني أشهدك على هؤلاء القوم، فإنهم نذروا ألا يتركوا أحدا من ذرية نبيك).

ثم عاد به الإمام الحسين عليه السلام إلى المخيم، فاستقبلته سكينة عليها السلام قائلة: أبه، لعلك سقيت عبد الله ماء وأتيتنا بالبقية، قال: (بنيتي سكينة، هذا أخوك مذبوح من الوريد إلى الوريد).