هل تشعل قضية کشمير فتيل الحرب بين الهند وباکستان؟

هل تشعل قضية کشمير فتيل الحرب بين الهند وباکستان؟
الأربعاء ١١ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٦:٢١ بتوقيت غرينتش

على مدى أكثر من نصف قرن كانت وما تزال قضية كشمير بؤرة للتوتر الإقليمي في جنوب آسيا، وقد ازدادت أهمية هذه القضية في الأعوام الأخيرة بعد التجارب النووية التي قامت بها کل من الهند وباكستان، وتفاقمت الأوضاع أکثر في الأيام الأخيرة منذ الغاء نيودلهي الحكم الذاتي في كشمير ، بما ينذر بحدوث حرب ثالثة بين الجارتين النوويتين.

العالم- تقارير

منذ أن أصدر البرلمان البريطاني عام 1947 قانون استقلال الهند ثم بعد ذلك قرار تقسيم شبه القارة الهندية، برزت قضية كشمير كعقدة بين دولتي الهند وباكستان الحديثتي النشأة.

وتضمن قرار التقسيم أن تنضم الولايات ذات الغالبية المسلمة إلى باكستان، وأن تنضم الولايات ذات الغالبية الهندوسية إلى الهند، على أن يكون انضمام الولايات وفقا لرغبة السكان. وجری قرار التقسيم دون صعوبة تذكر في كل الولايات إلا في حيدر آباد وجوناغاد وكشمير. وتم انضمام الولايتين الأولی والثانية للهند، أما کشمير فالهند لا تتخلی عن أطماعها بشأنها، رغم الأغلبية المسلمة بها؛ فهي تعتبرها عمقا أمنيا إستراتيجيا لها أمام الصين وباكستان کما تنظر إليها على أنها امتداد جغرافي وحاجز طبيعي مهم أمام فلسفة الحكم الباكستاني التي تعتبرها قائمة على أسس دينية مما يهدد الأوضاع الداخلية في الهند ذات الأقلية المسلمة الكبيرة العدد .

وتخشى الهند إذا سمحت لكشمير بالاستقلال على أسس دينية أو عرقية أن تفتح بابا لا تستطيع أن تغلقه أمام الكثير من الولايات الهندية التي تغلب فيها عرقية معينة أو يكثر فيها معتنقو ديانة معينة.

وكشمير بالنسبة لباكستان خط أحمر وتعتبرها منطقة حيوية لأمنها وذلك لوجود طريقين رئيسيين وشبكة للسكة الحديد في سرحد وشمالي شرقي البنجاب تجري بمحاذاة كشمير کما ينبع من الأراضي الكشميرية ثلاثة أنهار رئيسية للزراعة في باكستان مما يجعل احتلال الهند لها تهديدا مباشرا للأمن المائي الباكستاني.

وتسببت التوترات بشأن إقليم كشمير بحربين والعديد من الاشتباكات بين الجارتين النوويتين وتفاقمت الأوضاع خلال الأسابيع المنصرمة مرة أخری منذ الغاء نيودلهي الحكم الذاتي في كشمير الشهر الماضي، ما ينذر بحدوث حرب ثالثة بين الدولتين المتنازعتين علی کشمير. ومن الأدلة علی ذلك ان وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي حذر اليوم الأربعاء من أن الوضع في الجزء الهندي من اقليم كشمير يمكن أن يتسبب بـ"حرب عرضية" داعيا مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باشليه إلى زيارة المنطقة المضطربة.

وفي تصريح للصحافيين على هامش اجتماع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، قال شاه محمود قريشي إنه يعتقد أن باكستان والهند "تدركان تبعات حدوث نزاع" محذرا من أنه "لا يمكن استبعاد حرب عرضية"و "اذا استمر الوضع يصبح كل شيء ممكنا".

وكان قريشي دعا مجلس حقوق الإنسان الثلاثاء إلى اجراء تحقيق في الوضع في الجزء الهندي من كشمير، وصرح أنه تحدث مع باشليه ودعاها إلى زيارة الجزأين الهندي والباكستاني من الإقليم.

وقال: "يجب أن تزور الجزأين وتقدم تقارير موضوعية حتى يعرف العالم حقيقة الوضع هناك".

واستبعد قريشي احتمال اجراء محادثات ثنائية لحل التوترات. وقال: في هذه البيئة وبهذه العقلية التي رأيناها في نيودلهي اليوم، لا أرى أي مجال للحوار الثنائي" مضيفا أن الحاجة تستدعي على الأرجح منبرا متعدد الأطراف أو جهة وساطة خارجية.

وأضاف : "إذا لعبت الولايات المتحدة دوراً فيمكن أن يكون ذلك مهماً لأن لها نفوذا كبيرا".

کما شدّد عمران خان من قبل على أن بلاده ستقاوم الخطوة الهندية في كل منبر، بما في ذلك مجلس الأمن الدولي والجنائية الدولية، معتبرا إلغاء الوضع الخاص لكشمير "محاولة لتغيير التركيبة السكانية للمنطقة، وهو تحرك غير قانوني بموجب القانون الدولي".

کما حذر رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان من احتمال اندلاع حرب بين بلاده والهند.

من ناحيتها أكدت نيودلهي أن الوضع في كشمير هو شأن داخلي رافضة أي تدخل دولي في المنطقة.

وفرضت الهند اغلاقا على كشمير منذ 5 آب/اغسطس لمنع حدوث اضطرابات بعد إلغاء الحكم الذاتي في الإقليم المضطرب. وحتى الآن فإن شبكات الهواتف النقالة والانترنت مقطوعة باستثناء بعض الجيوب.

د.نظري