هروب نتنياهو يواجه سخرية سياسيين صهاينة

هروب نتنياهو يواجه سخرية سياسيين صهاينة
الخميس ١٢ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٨:٢٦ بتوقيت غرينتش

تعرض رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لـ "السخرية" من شخصيات سياسية صهيونية ، عقب قطع مؤتمر انتخابي له في مدينة أسدود داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهروبه للغرف المحصنة بعد إطلاق صواريخ من غزة.

وكان نتنياهو قد اضطر، مساء امس الاول الثلاثاء، لقطع مؤتمره الانتخابي والهروب إلى الملاجئ، عقب اطلاق صفارات الإنذار في أسدود.

وحذف مكتب نتنياهو البث المباشر لخطابه في مدينة أسدود من صفحته على فيسبوك، والذي يظهر فيه وهو هارب بعد انطلاق صافرات الإنذار.

وعدت شخصيات "إسرائيلية" ما حدث بـ "الإهانة الوطنية".

وعد أفيغدور ليبرمان وزير الحرب السابق، سياسة نتنياهو التي تقوم على أساس "الخنوع للإرهاب"، فاشلة وأعلنت إفلاسها.

وقال رئيس حزب "كحول لفان" بيني غانتس: "قبل الحديث عن فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن، علينا أولًا الحفاظ على السيادة الإسرائيلية بالجنوب".

وأضاف: "شاهدنا وسمعنا الشعارات الكبيرة تتبدل بصفر أفعال، وبدلًا من إطلاق التصريحات الفارغة المضمون حول غور الأردن، نحن ننوي الحفاظ على سيادتنا في جنوب البلاد".

وتابع غانتس: "لن نقبل أي خرق لسيادتنا لا من صاروخ يطلق علينا، ولا طائرة ورقية حارقة، ولا مقذوفة صاروخية".

ورأى رئيس حزب "اليمين الجديد" نفتالي بينيت، أن "هروب نتنياهو خلال حفل خطابي في أسدود بعد إطلاق الصواريخ من غزة إذلال وطني"، وأن "حماس لا يخيفها شيء".

وأفاد روعي شارون من شبكة "كان" العبرية: "يتوجب على نتنياهو الآن أن يقرر كيف ترد دولة ما على إطلاق بربري للصواريخ جعل رئيس وزراء ينزل عن المنصة أمام العالم، ومن ناحية أخرى كيف لا يجر إسرائيل إلى الحرب".

وعلق تساحي دبوش؛ من إذاعة جيش الاحتلال: "من المخجل بعض الشيء بالنسبة لقوة عظمى إقليمية مع أقوى جيش في الشرق الأوسط، ينزل رئيس وزرائها إلى الملاجئ أمام الكاميرات".

وقالت صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية "يتم إنزال رئيس الحكومة الإسرائيلية عن المنصة بسبب إطلاق الصواريخ نحوه، إنها والله لإهانة وطنية".

وكتبت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في هذا المجال، إن "خروج نتنياهو الفزع من الاجتماع الانتخابي في أسدود لن ينسى"، مضيفة أنه "سيصعب على الإسرائيليين نسيان هذه الصور".

وأكدت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب ناحوم برنياع، أن حماس نجحت في "تهريب رئيس وزراء إسرائيل إلى غرفة آمنة"، موضحة أن "نتنياهو انحنى قليلا، وحراس المخابرات حموه بأجسادهم (..)، ما كان لحماس أن تطلب صورة انتصار أكبر من هذه".

ولفتت الصحيفة إلى أنه "في الوقت الذي حضر المئات من مؤيدي نتنياهو إلى القاعة في أسدود، كي يؤكدوا بحضورهم أن إسرائيل تحت نتنياهو هي دولة آمنة وقوية، إلا أن رئيس الوزراء شاهدوه في هلع، وممسكون بيديه ورأسه".

وتابعت: "لم يكن هناك مجال للفزع، لأن الصاروخين اللذين أطلقا من غزة تم اعتراضهما مسبقا"، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن "التصدي للإرهاب لا يقاس فقط بالأضرار للناس أو للممتلكات، بل يقاس بالصور والرموز، وبالقدرة على إملاء جدول الأعمال، وبالإحساس بالأمن".

ورأت أن ما حدث في أسدود مثل "انتصارا لاذعا" لحركة حماس والفصائل في قطاع غزة، معتبرة أن "حكومة إسرائيل تدير سياسة غير حكيمة تجاه غزة، من خلال امتصاص الأعمال القتالية على طول الجدار الفاصل، والسماح بضخ الأموال للقطاع".

ووصفت الصحيفة الإسرائيلية بأن هروب نتنياهو من صواريخ غزة يعد "فشلا مدويا"، مضيفة أنه "يحتمل أن يكون للناخبين في أسدود وعسقلان وبئر السبع وبلدات غلاف غزة، مسائل أهم للتصويت عليها الثلاثاء المقبل، ويحتمل أن يكونوا يؤمنون بالبدائل التي تعرضها عليهم الأحزاب الأخرى".

وأشارت إلى أن الإسرائيليين في مستوطنات غلاف غزة، رأوا أن "حماس تعيد نتنياهو إلى مستوانا"، مبينة أن "الإعلانات المغرورة عن ضم المناطق والسفريات للقاءات الوهمية مع الزعماء في خارج إسرائيل، والاستناد المطلق لرئيس أمريكي محظور على أي زعيم مسؤول أن يعتمد عليه، كل هذه لا تحل المشاكل الحقيقية للإسرائيليين".

وقال رئيس الوزراء الصهيوني الاسبق إيهود باراك في هذا الخصوص"هذا هو أمن نتنياهو والليكود، التخلي عن المستوطنين والاستسلام لحماس و وتلقي الصواريخ".

فلسطينيًّا.. أوضح الخبير والمختص في الشأن الإسرائيلي، عدنان أبو عامر، أن صورة نتنياهو الهارب من منصة الحديث "تعدُّ إهانة للكيان كله، وليس رئيس الحكومة".

واستطرد: "أغلفة الصحف الإسرائيلية لصباح غد( الخميس) ، ستكون مزدحمة بهذه المشاهد، مما قد يدفعه لاستبدالها بصورة أخرى ليست من أسدود، بل من غزة".

واستدرك أبو عامر: "لكن خيارات الرجل تقترب من كونها صفرية، فإما رد تقليدي سيزيد من هجوم المعارضة عليه، أو توسيع العدوان والانزلاق لمواجهة ستقربه من خسارة الانتخابات".

ودعا الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي، صالح النعامي، المقاومة الفلسطينية إلى توخي الحذر.

وقال: "الإهانة والإذلال بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة قد تدفع نتنياهو لارتكاب أمور تتجاوز ما جرى في جولات التصعيد الماضية، تعريض خصومه السياسيين يقلص هامش المناورة أمامه بشكل كبير".

ونبه النعامي: "نتنياهو يعرف في النهاية أن هناك أدوات إقليمية يمكن أن تتدخل لتطويق الأمر".