دماء في نيجيريا .. ولماذا في عاشوراء؟

دماء في نيجيريا .. ولماذا في عاشوراء؟
الخميس ١٢ سبتمبر ٢٠١٩ - ٠٩:٠٦ بتوقيت غرينتش

وسط موجة الارهاب المتصاعدة في افريقيا من الغريب ان توجه السلطات النيجيرية اسلحتها وبنادقها لاناس مدنيين ومسالمين لم يرتكبوا جريمة سوى انهم خرجوا الى الشوارع للتعبير عن موقفهم السياسي والديني من دون ان يتصادموا مع السلطة.

العالم - تقارير

وفي آخر حصيلة عن المجزرة التي ارتكبتها السلطات النيجيرية بحق المشاركين في مسيرات العزاء بمحرم الحرام فقد ارتفعت اعداد شهداء الحركة الاسلامية في نيجيريا الى اثني عشر شهيدا سقطوا خلال قمع الشرطة لمسيرات عاشورائية في مختلف انحاء البلاد.

الحركة قالت إن الشرطة قامت بمهاجمة المواكب العاشورائية بطريقة وحشية واشارت الى اصابة اعداد كبيرة من المدنيين خلال قيامِ الشرطة باطلاق النار عليهم كما لفتت الى انّ قوات الامن حاولت اقتحام مركز اسلاميٍ تابع للحركة في بلدة كاتسينا.

وتحوم الشبهات حول رئيس الشرطة النيجيرية بانه هو من اَمر باطلاق النار مباشرة على المشاركين في تلك المسيرات وتقول مصادر محلية ان هذا المسؤول يتلقى الاوامر والنصائح من المملكة العربية السعودية التي تكن العداء للشيعة.

وكان مراسل العالم في نيجيريا قد ذكر ان عملية قمع المشاركين في مراسم عاشوراء جاءت بعد اعلان رئيس الشرطة النيجيرية بأن المسيرات العاشورائية ممنوعة ووان القوى الامنية ستستهدفها.

وتتمتع كافة المذاهب الدينية والالحادية بحرية في نيجيريا وقد ورد في دستور نيجيريا:

1 - لكل شخص الحق في حرية الفكر والضمير والدين، بما في ذلك الحرية في أن يغير دينه أو عقيدته، والحرية (بمفرده أو مع جماعة من الآخرين، وعلنيا أو سريا) في أن يُظهِرَ ويُروِّج دينه أو عقيدته بالتعبد والتدريس والممارسة والالتزام.

2 - لن تتم مطالبة أي شخص يحضر في مدرسة بأن يتلقى تعليمات أو بأن يشارك في احتفالات أو شعائر مرتبطة بدين غير دينه، أو بدين لا يوافق عليه والده أو ولي أمره."

ومع ذلك تمارس السلطات النيجيرية كل انواع الضغط والتعسف بحق اتباع اهل البيت عليهم السلام في ظل صمت مريب للمحافل الدولية والمنظمات الاممية وادعياء حقوق الانسان.

استمرار القمع بحق اتباع اهل البيت (ع)

المنظمات الدولية التي تتابع انتهاكات حقوق الانسان في نيجيريا نجدها صامتة بشان اطلاق سراح الشيخ الزكزاكي الذي اصدر القضاء النيجيري باطلاق سراحه.

واستشهد وأصيب عدد من المواطنين النيجيريين برصاص قوات الامن خلال مسيرة سلمية في يوليو الماضي طالبت بالافراج عن زعيم الحركة الاسلامية الشيخ ابراهيم الزكزاكي في العاصمة أبوجا.

هذا وكانت قد شهدت شهدت قضية الشيخ الزكزاكي تطورات جديدة الذي يرزح في السجن منذ اعتقاله عام 2015 في نيجيريا بعد إصابته برصاص الجيش النيجيري.

وبعد محاولات للضغط من اجل الافراج عن الشيخ الزكزاكي قررت السلطات في نيجيريا بالسماح بمعالجة الشيخ ابراهيم الزكزاكي في الهند والتي سافر اليها برفقة زوجته،

اوضاع الشيخ الزكزاكي الصحية الصعبة

ويبدو ان سلطات نيجيريا تملك صلاحيات اوسع من الامم المتحدة لانها ترفض تنفيذ كافة القوانين الشرعية بحق اتباع اهل البيت عليهم السلام وتكيل الامور بمكيالها غير الشرعي وغير القانوني.

وبطبيعة الحال فإن المملكة السعودية هي المحرض الاكبر ضد الشيعة ومواقفها منسجمة مع الكيان الاسرائيلي لمنع الشيعة من ممارسة طقوسهم بحرية كاملة.

وبالرغم من امكاناتها المحدودة تمكنت الحركة الاسلامية في نيجيريا من تحقق التوسع على مستوى تعبئة الجماهير في سبيل تحقيق القضايا الحقة، ويرجع بعض المراقبين سبب انتهاج السلطات الحاكمة لاسلوب العنف في التعامل مع اتباع اهل البيت عليهم السلام هو بسبب عجزها عن مجاراتهم ثقافيا وفكريا.

موجة التوسع التي شهدتها الحركة الاسلامية في نيجيريا ادخلت الرعب في قلوب القوى المناهضة للحرية والعدالة ومن هنا عملت تلك القوى على اثارة المشاكل مع اتباع الحركة الاسلامية ومواجهتهم الاعتقال والرصاص الحي.